صورة فريدة لجسم ضوئي متوهج يعتقد أنه كوكب
٦ أبريل ٢٠٠٥من الممكن أن تدخل الصورة الملتقطة للطفل الكوني الجديد ومداره الفلكي كتب تاريخ أبحاث الفضاء من أوسع أبوابها. الشمس "جي كيو لوبي" التي يدور حولها الجرم المكتشف يبلغ عمرها مليون سنه فقط، وهى بذلك أصغر عمرا من الشمس التي يدور حولها كوكب الأرض بأربعة ألاف وستمائة مرة. هناك احتمال كبير أن يكون هذا الجسم المكتشف أول كوكب بعيد يتم تصويره مباشرة.
صورة فريدة
قام فريق علماء الفضاء بقيادة رالف نويهويزر، رئيس قسم علم الطبيعة والفلك ومدير مركز الأرصاد بجامعة يينا في المانيا بنشر صورة رائعة تظهر كوكبا يتواجد في مدار الشمس "جي كيو لوبي" ببرج الذئب الفلكي. من خلال الصورة التي التقطت بواسطة التلسكوب المكبر في المركز الأوروبي لرصد النجوم في شيلي يمكن للمرء رؤية جسم غازي عملاق. ويقدر العلماء حتى الآن مساحة هذا الجسم بثلاثة أضعاف مساحة كوكب المشترى. وقد ساعد البعد الشاسع بين الكوكب والشمس التي يدور حولها على التقاط هذه الصورة، حيث استطاع الباحثون بفضل هذه المسافة، التي تبلغ ضعف المسافة بين كوكب الأرض والشمس مائة مرة، من رصد صورة لكوكب مضئ وبجواره نجم يسطع على نحو أكبر.
البعد الشاسع يدعو إلى الشك
ولكن هذه المسافة البعيدة تدع من ناحية أخرى مجالا ضئيلا للشك، فحتى الآن يمكن تخمين حجم الكوكب فحسب. ومن المعتاد أن يتمكن علماء الفلك من تقدير حجم كوكب ما من خلال المدار الذي يدور فيه. ولكن مساحة المدار هذه المرة كبيرة بشكل ملحوظ لدرجة أن الكوكب يحتاج إلى ألف ومائتين سنة أرضية للدوران حول الشمس "جي كيو لوبي". وعلق رالف نويهويزر لموقع "شبيجل أونلاين" على ذلك بالقول: "لقد استخدمنا نماذج نظرية مختلفة تماما في البحث وتوصلنا في النهاية إلى أن حجم الكوكب المشار إليه يبلغ ضعف أو ثلاثة أضعاف حجم كوكب المشترى." وفي أسوأ الظروف يمكن أن تكون النماذج الحسابية المستخدمة خاطئة، ويُثبت في النهاية أن حجم الجرم الغازي يبلغ أربعين بالمائة من حجم المشترى وبهذا لا يعتبره العلماء جسما فضائيا، بل مجرد قزم قاتم اللون في شكل كرة غاز عملاقة لا تقوى على إشعال نيران اندماجية في باطنها تمكنها من الحركة مثل الكواكب العادية.
صورة تاريخية
ولكن هذا السيناريو غير محتمل إطلاقا حسب قول رالف نويهويزر:"نحن متأكدون من أننا قمنا باكتشاف كوكب." في هذه الحالة ستصبح الصورة الملتقطة "صورة تاريخية"، كما قال خبير الكواكب الأمريكي ألان بوس لموقع „space.com“الإخباري في واشنطن، لأن التصوير المباشر للكواكب يعتبر خطوة نهائية كبيرة لاكتشاف كواكب مشابة لكوكب الأرض في أعماق الفضاء. بالرغم من أنه تم حتى الآن اكتشاف نحو مائة وعشرين كوكب بطاقة شمسية إضافية ولكن تم اكتشافها جميعا بطريقة غير مباشرة عن طريق حركات الدوران الخفيفة التي تدفع الكواكب نحو الشموس بسبب عامل الجاذبية ووزنها الثقيل أو عن طريق كسوف بسيط للشموس عند مرور الكوكب. من خلال المراقبة المباشرة فقط يستطيع العلماء عن طريق الطيف الضوئي معرفة وتحديد إذا ما كان الغلاف الجوي للكواكب يحتوي على أي أثر ما للحياة. ويؤكد نويهويزر أن عملية تحليل صورة الكوكب الملتقطة قد نجحت و يضيف: "وجدنا في الغلاف الجوي للكوكب الكربون الأحادي وبخار الماء والصوديوم." ولكن لا يتوقع المرء وجود حياة على العملاق الغازي حيث تبلغ درجة الحرارة فوق سطحه ألفي درجة مئوية.
السباق العلمي على المركز الأول
ليس معروفا حتى الآن إذا ما كان هذا الاكتشاف الألماني الذي سينشر قريبا في الصحيفة المتخصصة „علم الفلك وطبيعتها" هو الأول من نوعه حقا، ففي شهر سبتمبر/أيلول الماضي قام العلماء في مركز الارصاد الأوروبي بالإخطار عن أول مراقبة مباشرة محتملة لكوكب ذو طاقة شمسية إضافية، ولكن ليس من المؤكد أن يكون الجسم الذي تم تصويره في ذلك الحين هو فعلا لكوكب. وفي نهاية شهر مارس/آذار الماضي أعلن فريقان بحثيان في الولايات المتحدة عن أول قياس مباشر للأشعة تحت الحمراء للكواكب البعيدة ولكنهما لم يتمكنا من التقاط صور. بدلا من ذلك قاس العلماء الأمريكيون انخفاض الاشعة تحت الحمراء للأزواج الفلكية عندما يدور الكوكب حول الشمس. ومن خلال مقارنة فرق الإشعاع قبل وبعد المرور تمكنوا من حساب إشعاع الكوكب نفسه.
علاء الدين سرحان