ألمانيا تحيي ذكرى مقتل 11رياضياً إسرائيلياً في ميونيخ
٣ سبتمبر ٢٠١٢وسيقام حفل لإحياء ذكرى القتلى الأربعاء المقبل (5 سبتمبر/ أيلول) في المكان الذي قتل فيه الرياضيون في قاعدة مطار فورشينفليد بروك الذي يبعد 25 كيلومترا إلى الغرب من العاصمة البافارية ميونيخ.
والى جانب 500 من عالم السياسة والرياضة، بينهم وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريتش، أعلنت القنصلية الإسرائيلية في ميونيخ أن سبعة من الناجين وعشرات من أقارب القتلى سيحضرون الحفل. ويتوقع أيضا حضور رئيس القرية الاولمبية في عام 1972 ومذيع الملعب ورياضيين سابقين. ونكست ولاية بافاريا الأعلام على المباني العامة وستعرض صور للقتلى للمرة الأولى في برج المراقبة في القاعدة الجوية. ولم تنس ألمانيا ولا إسرائيل عملية ميونيخ التي وقعت في الخامس من أيلول/سبتمبر 1972.
وقد قام ثمانية من أعضاء منظمة أيلول الأسود الفلسطينية باقتحام مقر إقامة الوفد الرياضي الإسرائيلي في القرية الاولمبية، وقتلوا على الفور اثنين من الرياضيين واحتجزوا تسعة آخرين على أمل مبادلتهم ب232 معتقلا فلسطينيا. وباءت عملية الإنقاذ التي نظمتها أجهزة الأمن الألمانية بالفشل، وقتل كل الرهائن وشرطي ألماني غربي وخمسة من محتجزي الرهائن، وقد اعتقل الثلاثة الباقون.
فشل الأجهزة الألمانية في إنقاذ الرياضيين
ونشرت إسرائيل قبل أيام عشرات الوثائق الرسمية المتعلقة بعملية ميونيخ وانتقد بعضها بشدة أجهزة الأمن والحكومة الألمانية. ونشر الأرشيف الحكومي الإسرائيلي الأربعاء 45 وثيقة، بعضها رفعت السرية عنه بمناسبة الذكرى الأربعين للعملية وهي تشمل برقيات لوزارة الخارجية ومحاضر اجتماعات للحكومة الإسرائيلية واللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية والدفاع ومراسلات بين مسؤولين ألمان وإسرائيليين.
ويقول زفي زامير مدير جهاز الاستخبارات ومكافحة التجسس (الموساد) حينذاك في شهادة بعد عودته من ميونيخ "إنهم (الألمان) لم يبذلوا أدنى جهد لإنقاذ حياتهم (الرياضيون) ولم يجازفوا حتى من اجل إنقاذ الناس، لا مواطنيهم ولا مواطنينا". ويضيف أن الألمان "فعلوا كل شيء لإنهاء هذه القضية بأي ثمن من اجل عدم الإخلال بالألعاب الاولمبية". ويعبر زامير عن استيائه من أخطاء الشرطة الألمانية.
وقال إن قناصة قوات النخبة الألمانية كانوا مزودين بمسدسات، والآليات المدرعة التي قدمت لإنقاذ الرهائن وصلت متأخرة، ورجال الشرطة لم يكن لديهم مصابيح لمتابعة تحركات الفلسطينيين خلال محاولة تحرير الرهائن ليلا.
اتصالات ألمانية مع مدبري لهجوم؟
وكانت مجلة دير شبيغل الألمانية الأسبوعية قد أحيت الجدل حول هذا الموضوع في تموز/يوليو الماضي باتهامها الحكومة الألمانية "بتغطية" فشل العملية، وزعمت المجلة في تقريرها أن برلين أجرت فيما بعد اتصالات بمدبري الهجوم خشية وقوع المزيد من العمليات الإرهابية على أراضيها وأن وزير الخارجية آنذاك فالتر شيل التقى بأحد مدبري الهجوم "لبناء قاعدة جديدة للثقة"، وطلب منه وقف "الأعمال الإرهابية على الأراضي الألمانية" دون أن تطلب عدول هؤلاء عن الإرهاب بشكل مبدئي. وذكرت المجلة استنادا إلى مستندات في الأرشيف السياسي لوزارة الخارجية الألمانية وفي الأرشيف الاتحادي أن الفلسطينيين طالبوا بدورهم برفع مستوى الوضع السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
(م أ م/ع.ج.م (د ب أ، رويترز)