ألعاب السيارات: نماذج تُصنع بحرفية عالية في ألمانيا
١٤ ديسمبر ٢٠١٢تعاني شركات صناعة السيارات الأوروبية منذ أشهر من تراجع في المبيعات. بخلاف شركة ألمانية من منطقة زاورلاند، التي تحظى سياراتها بشعبية كبيرة، وخاصة قبل أعياد الميلاد. وحسب ما تقول مديرة الشركة التنفيذية بريتا زيبر فإن عدد الوحدات المباعة يصل سنويا إلى 15 مليون سيارة، وتقول: "نحن نبيع" وتضيف بفخر: "وذلك في 60 بلداً". غير أن هذه السيارات لا يجدها المرء في الشارع وإنما في غرف الأطفال أو في واجهات المحلات.
بريتا زيبر هي المديرة التنفيذية لشركة زيكو وهي أكبر شركة لتصنيع مجسمات نموذجية من السيارات الألمانية. فمنذ 1951 تنتج الشركة العائلية نماذج من سيارات، لا يقبل عليها الأطفال فقط وإنما الكبار أيضاً. في مدينة الإنتاج الأصلية لودنشايد في ولاية شمال الراين- ويستفاليا يتم إنتاج الأجزاء المستقلة التي تستخدم في تكوين النموذج المطلوب. فمن غطاء محرك السيارة إلى العجلات، ويتم التركيب النهائي في مصنع تابع لشركة زيكو في بولندا. كما تمتلك للشركة موقعاً آخر للإنتاج في الصين، وتوظف الشركة نحو 650 عاملاً.
حفارات كلعبة للأطفال
وحتى يظل اسم زيكو ذائع الصيت في عالم صناعة السيارات، تنتج الشركة يومياً 5000 نموذجاً، تبقى منها 500 قطعة في الاختيار النهائي. فمن سيارات الشرطة وعربات رجال الإطفاء مروراً بالحفارات ووصولاً إلى الشاحنات التابعة لشركات معروفة. وكل سنة يتم إضافة 50 نموذجاً جديداً.
بالإضافة إلى نماذج من خارج سوق السيارات الألمانية. كما تنتج الشركة أيضاً نماذج لسيارات الشرطة الانجليزية والايطالية والهولندية، بالإضافة إلى سيارات الإسعاف من نيوزيلندا أو عربات إزالة الجليد من النمسا.
عندما سألنا بريتا زيبر عن أي نوع شهد إقبالاً كبيراً طيلة هذه السنوات، لم تستطع تحديد نوع واحد معين. أكثر من ذلك فإن النماذج التي يمكن اللعب بها هي التي يقبل عليها الأطفال أكثر، كنماذج شاحنات النقل أو الحفارات. وتقول بريتا: "يسعد الأطفال أكثر بالحفارات، لأنه يمكن أن يصنعوا بها شيئاً".
سر خطير
اقتصادياً تعد صناعة لعب السيارات أكثر من مجرد صناعة لعبة، فنموذج السيارة ينبغي أن يتطابق مع الأصل حتى في التفاصيل والأجزاء الصغيرة، وهو الأمر الذي يحرص عليه صانعوا السيارات الأصلية، حتى يعطوا الترخيص لشركة الألعاب. لذلك يتعاون صانعوا السيارات الأصلية مع إدارة التركيب في شركة زيكو قبل تقديم أي نموذج جديد للسوق. ويتم ذلك بطبيعة الحال تحت سرية تامة، كما تؤكد زيبر أن النموذج يمكن أن يكشف أموراً كثيرة أيضاً: "في الوقت الذي يسافر فيه الآخرون في البلاد ويحاولون كشف النموذج، تكون البيانات لدينا في خزانة مغلقة لتطوير النماذج".
صناعة نموذج لسيارة طبقاً للنموذج الأصلي يتم داخل شركة زيكو في إطار مغلق ويتم ذلك بصرامة. لذلك السبب لا تحمل المشاريع أي اسم، بل يعطوها مجرد أرقام. دخول قسم الإنشاء لا يسمح به إلا لعاملين معينين وببطاقات هوية خاصة. "الأمر نفسه يسري على موقع تركيب الألعاب، حيث أخطط للأشكال التي سينتج عنها الألعاب"، كما تقول زيبر.
بالتعاون الوثيق مع شركات صناعة السيارات يتم الاتفاق حتى على أدق التفاصيل التي تشكل اللعبة الصغيرة. وهي عملية يمكن أن تستغرق سنة أو أكثر، لأنه دائماً ما يطلب من مصممي شركة زيكو إعادة النظر في أجزاء كثيرة منها مثلاً الشكل الخارجي أو العجلات أو لوحة القيادة.
اختبار الألعاب يشبه اختبار السيارات
نماذج زيكو تتواجد في كل بقاع العالم، من الأرجنتين إلى جنوب إفريقيا. وفي نيوزيلندا على سبيل المثال هناك ناد للمعجبين باللعبة، يجمعون القطع التي تنتجها الشركة. ولا تسعى بريتا زيبر لرضا شركات السيارات فقط، وإنما لرضا المستخدم النهائي: الأطفال. لذلك الغرض يتم اختبار كل النماذج التي تم تصنيعها في مختبر خاص. يوضح مدير المصنع التقني كلاوس هونيكه أنه خلال اختبار نموذج لجرار يتم الكشف عن وضعية سير العجلات خلال اشتغالها، وقدرة المحاور على التحمل.
وليس الجرار وحده هو من يخضع لمدة أسابيع للاختبار، فالسيارات ينبغي أن تكون في أيدي الأطفال في وضعية جيدة. لذلك تدوم هذه النماذج لمدة طويلة كما يؤكد المدير التقني. بل يمكن أن تدوم هذه الألعاب لغاية أن يبلغ الطفل 18 عاماً ويستطيع بذلك الحصول على رخصة السياقة وقيادة سيارة حقيقية.