أضحت عنوانا عالمياً...بيوت الشباب تحتفل بمرور مائة عام على انطلاقها
١٧ يناير ٢٠٠٩تعود فكرة إنشاء بيوت الشباب (Jugendherbergen)" إلى المعلم " Richard Schirmann ريشارد شيرمان " الذي كان يدرس في أحد المدارس الشعبية الألمانية "Volksschule" في مدينة "Gelsenkirchen غيلزنكيرشن" الواقعة بالقرب من المناطق الصناعية في ألمانيا. موقع هذه المدينة في تلك المنطقة دفع ريشارد إلى الإكثار من الرحلات الاستكشافية التي يقوم بها مع طلابه لزيارة المدن المجاورة.
نشأت بيوت الشباب
تميز أوروبا بغزارة أمطارها صيفاً وشتاءاً جعلت ريشارد وتلاميذه يتعرضون للكثير من العواصف الجوية أثناء رحلاتهم، ولعل أشد هذه العواصف الجوية تلك التي صادفت ريشارد وتلاميذه في السادس والعشرين من شهر أب عام 1909. ويتذكر ريشارد هذه الليلة المخيفة قائلاً" شدة البرق والرعد التي رافقت العاصفة الجوية طيلة الليل جعلتني أشعر وكأن العالم سينتهي". و لم يتمكن ريشارد من النوم لحظة واحدة حيث ظل ساهراً على رعاية تلاميذه المستلقين على باقة من القش من شدة عنائهم.
عناء الرحلة الذي تكبده ريشارد وتلاميذه دفعه إلى إعلان فكرته في إنشاء بيوت خاصة للشباب، و لاقت هذه الفكرة استحسان وإقبال من قبل الكثيرين الذين قاموا بالتبرع من أجل بناء هذه البيوت، وبالفعل تم تشييد أول بيت للشباب قرب قلعة Altena ألتينا الواقعة بالقرب من مدينة Iserlohn إيزرلون. و بعدها وصل عدد بيوت الشباب إلى 500 دار، ولم تقتصر في انتشارها على المدن الألمانية وإنما انتشرت في البلدان المجاورة كبولندا وهولندا وفرنسا وانكلترا وسويسرا وفي كثير من دول العالم، إذ يوجد حاليا حوالي 500 ألف بيت للشباب في مختلف أنحاء العالم، يمكن من بواسطة بطاقة عضوية فالمبيت في أي منها المبيت.
بيوت الشباب مقصد الشباب والعائلات
وتتميز بيوت الشباب بتجهيزات متعددة، فبالإضافة إلى غرف المبيت هناك صالات خاصة لممارسة الرياضة وصالات خاصة بأوقات الفراغ . وبالرغم من أن بيوت الشباب حول العالم تستقطب سنوياً أكثر من 10 ملايين زائر، إلا أن هذه البيوت بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي تفقد الكثير من شعبيتها في ألمانيا، حيث تم إغلاق أكثر من 15 دار في ألمانيا كما أكد تورستن ريشتر رئيس بيوت الشباب في مقاطعة شمال الراين وفيستفاليا، الذي قال" لقد أغلق بيوت الشباب في بريمن وهو ثاني بيوت تم تشيده في ألمانيا، ونسعى لاستثمار الأموال التي حصلنا عليها من إغلاق هذا الدار إلى زيادة الاهتمام والعناية ببيوت الشباب في مناطق أخرى" . ويسعى المسئولون عن هذه البيوت في جميع الولايات الألمانية إلى المحافظة على وجودها في المدن الكبيرة بشكل خاص ، لكونها تلقى إقبالاً كبيراً ليس فقط من قبل الشباب ولكن أيضاً من قبل العائلات التي تتميز بأحوال مادية ميسورة، هدفهم من ذلك دفع أولادهم إلى تجريب مختلف مستويات الحياة الاجتماعية.