حب الألمان للسياحة دفعهم لإنفاق 61 مليار يورو على الإجازة
٢٠ يوليو ٢٠٠٨يشهد قطاع السياحة تطورا كبيرا على المستوى العالمي، ففي الوقت الذي كان فيه عدد السياح مثلا عام 1950 حوالي 25 مليون سائح في السنة، بلغ الرقم في عام 2004 حوالي 763 ملون؛ أي بارتفاع يفوق ثلاثة ألاف في المائة. وربما ليس هناك شعب يحب السفر أكثر من الشعب الألماني، حيث تعد الإجازة وقضاء وقت الفراغ بالسفر والاستجمام جزءاً لا يتجزأ من حياتهم يخططون لها في وقت مبكر من العام.
كما أنه ليس هناك شعب يصرف على الإجازة مثل الشعب الألماني، الذي يوفر من لقمة عيشه الضرورية من أجل قضاء الإجازة. وتقول الإحصاءات إن نحو 61 مليار يورو صرفها الألمان العام المنصرم على الإجازة. وتعد الوجهة الرئيسية للسواح الألمان أسبانيا، تونس، تركيا، ايطاليا، ودول جنوب شرق أسيا.
لكن السؤال الجوهري هو هل سيستمر هذا التطور الهائل في قطاع السفر والسياحة، لاسيما في ضوء الارتفاع الجنوني في أسعار النفط وارتفاع الوعي البيئي؟ في هذا الصدد تقول الكه فيينتزل، صاحبة دراسة "السياحة عام 2020" إن الوضع لن يتغير كثيرا حتى عام 2050. وتضيف الباحثة في مجال السفر والسياحة قائلة: "رغم المعوقات الناجمة عن التغيرات المناخية و شح الموارد و تراجع مستوى الرفاهية، فإن النمو في قطاع السياحة لن يتوقف".
زيادة الطلب على العروض الصديقة للبيئة
لكن على الجانب الأخر ترتفع الدعوات المنادية بضرورة الحفاظ على البيئة ومضاعفة جهود الحفاظ على الموارد الطبيعية وترشيدها. وتفاعل قطاع السياحة مع هذه الدعوات، كما لاحظ البروفسور كارل بورن، العضو السابق في مجلس إدارة وكالة السفر والسياحة "إيل تور" وأستاذ الإدارة السياحية بجامعة هارتز. فالطائرات وفق لبورن ستصبح أكثر اقتصادية ووكالات السفر ستقدم عروضا سياحية صديقة للبيئة "كتالوجات خضراء".
ومن ناحيتها تقول أستاذة علم السياحة بجامعة ميونيخ للتكنولوجيا، فيليتزياس رومايس ـ شتراكه، إن النقاش الدائر حول السياحة والبيئة ليس بجديد ، وإنما ترسخ في الوقت الحالي أكثر في الوعي العام، مشيرة إلى أن الطلب على العروض السياحية التي تراعي الحفاظ على البيئة سوف تزداد.
السياحة بغرض الاستجمام
وإلى جانب ذلك يزيد الإقبال على أنماط جديدة من السياحة من جملتها السياحة بغرض الاستجمام والنقاهة (Medical Wellness)، أو السفر من أجل مواصلة التعلم أو العمل، إذ أن "السياحة في شكلها التقليدي لمجرد قضاء وقت الفراغ بدأت تختفي"، كما تعتقد فيينتزل. وتتابع الخبيرة في مجال السياحة أن المسافر في المستقبل يريد أن يكون نشيطا، مشيرة في هذا السياق إلى أن البعض يسافر من أجل إجراء عمليات التجميل وما شابه ذلك.
ويكاد العمل وقضاء الإجازة أن يقتربان من بعضهما البعض، إذ كثيرا ما يحمل السائح عمله معه وجهازه المحمول، وتراه ينضوي في إحدى زوايا الفندق الذي يقيم فيه وهو منهمك في انجاز بعض الأشياء التي لم تكن من قبل جزءا من الإجازة، التي هي أصلا للراحة من العمل وضغوطه. وحتى أصحاب الفنادق كيفوا أنفسهم مع رغبات الزبائن بحث يوفرون أماكن خاصة لهذا الغرض. ومن ضمن التغيرات التي طرأت على الإجازات أن "أجمل الأيام" أضحت أقصر عددا من ذي قبل لأسباب عدة لعل في مقدمتها الظروف المالية.