أسباب توتر العلاقة بين غوارديولا ولاعبي بايرن ميونيخ

بالرغم من أن فريق بايرن ميونيخ يتصدر ترتيب الدوري الألماني لكرة القدم وبفارق مريح عن مطارده دورتموند، وبالرغم من تحقيق الفريق لنتيجة إيجابية في افتتاح مرحلة الإياب من البوندسليغا، فإن الأجواء داخل القلعة البافارية ليست على ما يرام. فالأنباء القادمة من محيط بايرن ميونيخ تفيد بأن علاقة المدير الفني الكتالوني بيب غوارديولا بلاعبيه مشحونة، وهو ما أكده أيضا أحد لاعبي بايرن ميونيخ لصحيفة كيكر الرياضية مفضلا عدم ذكر اسمه.

غوارديولا غير راض عن بعض تصرفات لاعبيه ووجه لهم رسالة واضحة قبل مباراة هامبورغ الأخيرة، حيث طالبهم بمزيد من الاحترافية. وحسب معلومات نشرتها صحيفة كيكر، فإن غوارديولا خاطب بشكل واضح لاعبين بعينهم وعاب عليهم الزيادة في الوزن، لكنه حمل الفريق ككل مسؤولية الانضباط.

كما توصل اللاعبون برسالة إلكترونية الأسبوع الماضي تطالبهم فيها إدارة النادي بضرورة الحصول على إذن قبل السفر، حتى في الأيام التي يحصلون فيها على الراحة، وذلك لتجنب السفريات القصيرة إلى الخارج خلال الأسبوع والتي يمكنها أن تؤثر سلبا على لياقة اللاعبين وعلى استعدادهم للمباريات اللاحقة.

غوارديولا يرفع الضغط على اللاعبين

وبالنظر إلى الظروف المحيطة بفريق بايرن ميونيخ في الفترة الحالية يمكن استنتاج الأسباب الكامنة وراء هذا التوتر. فأيام غوارديولا مع بايرن أصبحت معدودة، فهو سيترك ميونيخ نهاية هذا الموسم ويريد أن يختتم مقامه في النادي البافاري بتحقيق الثلاثية، أي الدوري المحلي والكأس ودوري أبطال أوروبا. وتحظى مسابقة الأبطال بأهمية خاصة بالنسبة لغوارديولا لأنه عجز مع الفريق في الموسمين الأخيرين عن تجاوز عتبة نصف النهائي. لذلك فإن مدرب بايرن ميونيخ مصمم على تصحيح ذلك هذا الموسم والظفر باللقب الذي يعتبر الأكثر أهمية على الصعيد الأوروبي.

ومن الطبيعي أن ينتقل هذا الضغط، الذي يشعر به غوارديولا للاعبين أيضا من خلال حثهم على بذل كل ما في وسعهم للحفاظ على لياقتهم العالية. وقد اتضح هذا الأمر بشكل واضح بعد مباراة هامبورغ التي فاز فيها بايرن بصعوبة. فبعد هذه المباراة أثنى غوارديولا على لاعبيه لكنه قال لهم "كانت مهمتنا ستكون أسهل لو كنا جميعا في لياقة بدنية عالية". وأضاف غوارديولا أن من واجب اللاعبين رفع مستوى لياقتهم البدينة إلى نسبة مائة في المائة.

كابوس الإصابات يقلق غوارديولا

وبالإضافة إلى ضغط النتائج، تقض لعنة الإصابات مضجع غوارديولا، خصوصا في خط الدفاع. فقد أثرت الإصابة الأخيرة للدولي الألماني جيروم بواتينغ كثيرا على الأجواء في الفريق وأعادت التوتر بين الإدارة التقنية والطاقم الطبي للنادي البافاري. وبالإضافة إلى بواتينغ يفتقد الفريق حاليا لخدمات مجموعة من اللاعبين مثل بنعطية وخوان بيرنات ورافينيا وهو ما يزيد الضغط على غوارديولا ويجعل خيارته في خط الدفاع محدودة جدا.

ويخشى المدير الفني الكتالوني من أن تضعف هذه الإصابات من حظوظ فريقه في التنافس على لقب أبطال أوروبا، وهو اللقب الوحيد الذي يمكن لغوارديولا أن يؤرخ به الفترة التي قضاها مع ميونيخ، لأن مدربا من حجمه ونادٍ من قيمة بايرن ميونيخ لا يرضيان بالألقاب المحلية لوحدها وإنما طموحهما الكبير يبقى التتويج بالألقاب القارية أيضا.