غموض غوارديولا وهدفه الأخير مع البافاريين
١٥ يناير ٢٠١٦من الصعب أحيانا أن تفهم بيب غوارديولا فهو يقول كلاما يكون في بعض المرات بمثابة ألغاز تحتاج لشرح لا سيما عندما يتحدث باللغة الألمانية التي يجتهد في الحديث بها لكنها مازالت عصية عليه. وربما لا يحتاجها كثيرا في المستقبل بعدما أكد أنه سينتقل إلى الدوري الانجليزي.
"الألقاب أرقام مملة"
ومن بين ما قاله غوارديولا، ويحتاج إلى تركيز لكي يفهمه المتابع، حديثه مؤخرا في نهاية معسكر بايرن الشتوي بالعاصمة القطرية الدوحة. فرغم صوته الذي أصابته البحة وظهور الإرهاق عليه تحدث غوارديولا في فندق إقامته قائلا إن حياته لن تتغير سواء فاز بالدوري الألماني مرتين أو ثلاثة، فالأهم بالنسبة للمدرب الأسباني هي علاقته مع اللاعبين، حسب تعبيره.
وتابع المدرب الكتالوني "كرة القدم هي إحساس، والألقاب هي أرقام، والأرقام مملة." وأوضح غوارديولا (44 عاما) أنه إذا لعب بايرن بنفس الطريقة التي لعب بها في دور الذهاب بالبوندسليغا وتمكن من الفوز بأربعة أهداف أو خمسة، وقدم أداء جيدا أمام فولفسبورغ أو دورتموند فإن الناس تعود إلى بيوتها وهي سعيدة "وعندما نمنح الجمهور السعادة تكون هذه أفضل هدية."
فهل الألقاب فعلا لا تعني لغوارديولا شيئا؟ أم أن تصريحه من النوع الذي يطلق عليه "السذاجة المصطنعة"؟ يقول موقع فوكوس الألماني من الخطأ الاعتقاد بأن الفوز بالثلاثية أو حتى خسارة الدوري الألماني لا تلعب دورا بالنسبة لغوارديولا. فغوارديولا يكره الخسارة، ومن بين الأدلة على ذلك ما قاله كاتب السيرة الذاتية لغوارديولا الصحفي الرياضي مارتي بيراناو: "النتائج مهمة بالنسبة له لكن الأكثر أهمية له من النتائج هو كيفية تحقيقها، لأن الفوز من الممكن أن يكون خادعا."
بيراناو هو صاحب كتاب "سيد غوارديولا. العام الأول مع بايرن ميونيخ"، وهو من الكتب الأكثر مبيعا. وقال الصحفي الأسباني إن الهزائم بالنسبة لغوارديولا هي ثمن تحقيق خطا التقدم. وأنه يعرف على عكس ما يعتقد آخرون كثيرون، أن هناك من لديهم خطط كروية أخرى، ويستطيعون أن ينتصروا عليه. وقد حدث ذلك بالفعل أمام ريال مدريد في ميونيخ عام 2014، وأمام بورتو عام 2015.
كما أن غوارديولا، بناء على ما صرح به براناو لموقع "سبورت 1" الألماني، "يعرف أنه لا يمكنه أن يكسب كل شيء، غير أنه يقاتل من أجل كل شيء."
الثلاثية المفقودة!
الفوز بالدوري الألماني للمرة الثالثة مسألة شبه مؤكدة بالنسبة لغوارديولا، ففريقه متقدم على أقرب منافسيه بثماني نقاط، كما أنه لا يوجد منافس حقيقي له في بطولة الكأس، إذا ما وضعنا في الاعتبار تذبذب أداء الفرق الأخرى، بما فيها دورتموند. لكن التحدي بالنسبة لغوارديولا هو الفوز بدوري أبطال أوروبا.
لم يستطع بايرن ميونيخ في تاريخه الممتد لنحو 115 عاما (تأسس عام 1900 ميلادي) أن يحقق الثلاثية (الدوري والكأس المحليين إضافة إلى دوري أبطال أوروبا) إلا مرة واحدة، وكان ذلك في عام 2013. وبعدها في الصيف جاء غوارديولا إلى ميونيخ ولديه آمال كبيرة، واستقبل استقبال الأبطال لا سيما من قبل إدارة النادي ولقي كل الدعم خصوصا من قبل كارل هاينز رومينيغه.
ووصل بايرن ميونيخ في العامين الماضيين تحت قيادة غوارديولا إلى نصف النهائي لكنه خرج أمام ريال مدريد بالخسارة ذهابا وإيابا عام 2014، ليفوز ريال بعد ذلك باللقب. وخسر في العام الماضي 2015 أمام برشلونة، ليفوز برشلونه بعدها باللقب أيضا، الذي أقيم في العاصمة الألمانية برلين.
والآن تمكن غوارديولا من قيادة بايرن للوصول إلى ثمن نهائي دوري الأبطال، والذي سيواجه فيه يوفنتوس الإيطالي في 23 من فبراير/ شباط ثم يكون لقاء العودة في ميونيخ في 16 من مارس/ آذار. وقد استعد غوارديولا لإياب البوندسليغا ودوري الأبطال بمعسكر قطر وقال: "اللاعبون الآن أفضل من العامين الماضيين، لأننا تدربنا كثيرا وتحدثنا ونقع في أخطاء أقل."
لكن غوارديولا يعترف بأن فريقه يواجه مشكلة "عندما يدخل مرمانا هدفا نفقد خطنا بعض الشيء. بمعنى أن التماسك لا يظل طوال التسعين دقيقة. وهذا حدث في بورتو، وفي برشلونه، وفي الموسم قبل الماضي ضد ريال مدريد."
وحدث أيضا مؤخرا في الدوري الألماني أمام غلادباخ عندما انهزم بايرن بـ1-3، وهي الهزيمة الوحيدة له في الدوري هذا الموسم. ونقل موقع صحيفة فرانكوفرتر ألغماينه عن غوارديولا قوله: "حاليا لسنا مستعدين للفوز بدوري أبطال أوروبا. فنحن بحاجة إلى خطوة للأمام." وتابع المدرب، الغامض أحيانا، وهو يطرطق بالسبابة مع الأصبع الوسطى: "سأفعل كل شيء من أجل الفوز بهذا اللقب، وفي حالة الضرورة بفوز ماسخ."