لافروف وبلينكن يتمسكان بمواقفهما في مستهل لقاء حاسم
٢١ يناير ٢٠٢٢
أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مستهل محادثات مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في جنيف اليوم الجمعة (21 يناير/كانون الثاني 2022) عن تطلع موسكو إلى الاطلاع على رد واشنطن على مبادرتها الخاصة بالضمانات الأمنية.
وأكد الوزير الروسي لنظيره الأمريكي أنه لا يتوقع "اختراقًا" في المحادثات بينهما والتي تُعتبر حاسمة لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية . من جانبه قال بلينكن "إنها لحظة حرجة، ونحن في الواقع لا نتوقع أن تتم تسوية خلافاتنا هنا واليوم، لكنني آمل وأتوقع أن نختبر ما إذا كان مسار الدبلوماسية والحوار لا يزال مفتوحا. نحن ملتزمون باتباع هذا المسار وتسوية خلافاتنا سلميا".
وتوعّد الوزير الأمريكي بردّ "موحّد وسريع وصارم" في حال غزت روسيا أوكرانيا، لكنّه أكد أن الولايات المتحدة تواصل السعي لإيجاد حلّ دبلوماسي.
تصافح لافروف وبلينكن اللذان يعرفان بعضهما جيّدًا، ودخلا مباشرةً في صلب الموضوع حتى قبل أن يُدعى الصحافيون للخروج من القاعة. وهذا اللقاء هو أحدث خطوة من مسار دبلوماسي مكثّف بدأ منذ 11 يوما في جنيف بين مساعدَيهما.
وتشتبه واشنطن في أن موسكو تنوي غزو أوكرانيا ، فيما ينفي الكرملين أن تكون لديه أي نية في ذلك، رغم إبقائه على نحو مئة ألف جندي على طول الحدود مع الجمهورية السوفياتية السابقة التي أصبحت موالية للغرب وتطمح للانضمام إلى حلف.
وكانت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان غرّدت ليلًا أن الأمريكيين وحلفاءهم مدّوا يدهم لكن "حتى الآن رُفضت خطواتنا التي تدلّ على حسن نية".
وقال نظيرها الروسي سيرغي ريابكوف باللغة الإنكليزية للصحافيين من القاعة التي يُعقد فيها اللقاء بين الوزيرين، إن "روسيا لا تخاف من أحد، ولا حتى من الولايات المتحدة"، ردًا على سؤال طرحه أحد المراسلين حول ما تخشاه روسيا. وأضاف باللغة الروسية أن "المحاولة الأمريكية لزيادة التوترات أمس وقبل أمس لا تخلق المناخ اللازم" للمحادثات. وتابع "سنحاول جعل الأمريكيين يغيّرون لهجتهم، وحضّهم على العمل بحسب أجندتنا، بشأن الضمانات الأمنية".
وكان لافروف قد صرح قبل أسبوع أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يجب أن يمنحا ضماناتهما الأمنية "لأن روسيا لن تنتظر إلى ما لا نهاية"، وذلك بعد جولات متعددة من المباحثات بدت أنها لم تنجح في تقريب الطرفين أكثر.
وتشير روسيا إلى أن أمنها غير مضمون طالما لم يلتزم الناتو بعدم التوسع شرقا أكثر ، خصوصا في أوكرانيا وعدم ضم دول سوفيتية سابقة إلى الحلف، بالإضافة إلى سحب الأسلحة والقوات من شرق أوروبا ووسطها.
وطالبت روسيا الجمعة بانسحاب القوات الأجنبية التابعة لحلف شمال الأطلسي من رومانيا وبلغاريا الدولتين العضوين فيه، في إطار معاهدة تطالب بها لخفض التصعيد في الأزمة الأوكرانية.
وكتبت وزارة الخارجية الروسية ردًا على سؤال طرحته وسيلة إعلامية، "ليس هناك غموض" مضيفةً أن المسألة هي "سحب القوات الأجنبية والمعدات والأسلحة إضافة إلى (اتخاذ) تدابير أخرى بهدف العودة إلى الوضع الذي كان قائمًا في 1997 في الدول التي لم تكن آنذاك أعضاء في حلف الأطلسي". وقالت الوزارة "إنها حال رومانيا وبلغاريا" لكن هناك دولًا أخرى كثيرة معنية أيضًا في وسط أوروبا وشرقها على غرار بولندا ودول البلطيق.
ع.ج.م/و.ب (أ ف ب، د ب أ، رويترز)