أرشيف لضحايا النازية يخرج إلى النور
١٧ مايو ٢٠٠٦ارتكبت النازية جرائم إبادة على نطاق واسع أثناء حكمها الديكتاتوري لألمانيا بين الأعوام 1933 و 1945. ولا تزال توجد حتى اليوم العديد من الوثائق والسجلات التي توثق ذلك الزمان لكن لا يمكن الإطلاع عليها. واليوم وافقت إحدى عشر دولة مكلفة بالسهر على الأرشيف لضحايا النازية منذ أكثر من ستين عاما، (وهي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ واليونان والولايات المتحدة وبولندا وإسرائيل) على قرار فتح أرشيف باد اروسلن (وسط ألمانيا) أمام المؤرخين والباحثين والذي يتضمن معلومات عن 17.5 مليون شخص ذهبوا ضحية للنازية. والذي أُحيط بسرية شبه كاملة لما يزيد عن 60 عاما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
رغبة قوية في فتح الأرشيف
وفي بيان مشترك صدر عن الإحدى عشر دولة التي تتولى "خدمة الأبحاث الدولية" في لوكسمبورغ أمس الثلاثاء، قال سفراء هذه الدول: "إن إجراء مثل هذه التعديلات الجديدة على الاتفاقيات الدولية التي تنظم هذا التراث الوثائقي يتيح فتح الأرشيف الغني المحفوظ في مقر خدمة الأبحاث الدولية في باد اروسلن أمام الباحثين والمؤرخين المهتمين". وأعلنت وزارة خارجية لوكسمبورغ أن على الأحد عشر دولة ان توقع وتصادق على هذا القرار حتى يُفتح هذا الأرشيف فعلياً بأسرع وقت ممكن. وأضافت:" ان الحكومات المعنية لديها رغبة سياسية حازمة في التحرك في هذا الصدد. هذا وكانت بعض الدول قد اتهمت ألمانيا فيما سبق بمحاولتها التكتم حول هذا الموضوع وإخفاء ماضيها، وعدم كشف هذا التاريخ سوى لأقارب الضحايا أنفسهم. لقد عارضت ألمانيا في البداية فتح أرشيف ضحايا النازية أمام الباحثين والمؤرخين، لأنه يتضمن العديد من التفاصيل المؤلمة والأحداث الفظيعة التي قام بها النازيون في زمن الحرب، مما قد يفضح خصوصية الضحايا. ولكن سفراء الدول الإحدى عشر أكدوا خلال لقائهم:" سيتم احترام خصوصية الضحايا عند فتح تلك الملفات والإطلاع على مضمونها، وسنحرص على توفير الحماية الكافية ".
ألمانيا توافق بعد معارضة دامت طويلا
لقد لاقى قرار فتح أرشيف باد اروسلن ترحيبا كبيرا من قبل واشنطن، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جولي ريسايد:" نحن مرتاحون للتقدم الذي تم تحقيقه في لوكسمبورغ، وإننا نعتبره تقدما مهما بالنسبة للعائلات التي تسعى لمعرفة المزيد عن أفرادها، وسيتمكنون من الحصول على المعلومات الكاملة من خلال البحث في هذا الأرشيف". وأضافت ريسايد: "ونأمل أن تتم عملية المصادقة خلال مدة الستة أشهر التي اقترحتها وزيرة العدل الألمانية". حيث كانت وزيرة العدل الألمانية بريجيت زيبرايس قد اقترحت خلال زيارتها لواشنطن الشهر الماضي مدة ستة أشهر حتى يتم المصادقة على فتح الأرشيف. وقالت زيبرايس:" إن برلين الآن تستعد لفتح ملفات تضم 47 مليون وثيقة، كان من الصعب بالماضي الإطلاع عليها سوى من قبل أقارب الضحايا". وبعد أن رفعت برلين الشهر الماضي اخر اعتراضاتها بما يتعلق بالموضوع والمصادقة على هذا القرار وتنفيذه فعليا وفتح الأرشيف ، تكون هذه الدول قد وضعت حدا للسرية التي كانت تحيط بهذا الأرشيف منذ أكثر من 60 عاما.