24 قتيلا في احتجاجات الأقباط وفيسترفيله يعتبر التسامح الديني طريقا إلى الديموقراطية
١٠ أكتوبر ٢٠١١طالب وزير الخارجية الألمانية غيدو فيسترفيله، بعد تصاعد العنف في مصر، جميع الأطراف بالتسامح الديني والتعقل، مبديا قلقه "بسبب العنف الممارس بدوافع دينية"، بحسب بيان للخارجية الألمانية صدر الإثنين. وأضاف الوزير قائلا: "إن الطريق إلى الديمقراطية يمر عبر التسلمح الديني أيضا".
وارتفعت حصيلة المواجهات بين قوات الأمن المصرية والمتظاهرين الأقباط ليلة أمس (الأحد التاسع من أكتوبر/ تشرين أول 2011) إلى 24 قتيلا وذلك في احتجاج على إحراق كنيسة في الصعيد، فيما وصفه المراقبون بأعمال العنف الأكثر دموية منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في شباط / فبراير. وفرضت قوات الأمن المصرية حظر تجول في وسط القاهرة بين الثانية والسابعة صباحا في محاولة لإعادة الهدوء. وأضرم المحتجون النار في سيارات واحرقوا حافلات للجيش وألقوا حجارة على الشرطة العسكرية الذين قالوا إنها استخدمت وسائل خرقاء ضدهم.
عصام شرف: ما حدث مؤامرة
وفي أول رد فعل له على هذه الأحداث قال رئيس الوزراء المصري عصام شرف إن مصر "في خطر"، وتحدث عن "مؤامرة" تستهدف استقرار البلاد. وأضاف "هذه الإحداث أعادتنا إلى الوراء (...) بدل أن تأخذنا إلى الأمام لبناء دولة عصرية على قواعد ديمقراطية سليمة". ودعا شرف المصريين "ألا يستجيبوا لدعاوى الفتنة"، معتبرا أن "الفتنة نار تحرق الجميع". وأكد شرف أن "ما يحدث الآن ليس مواجهات بين مسلمين ومسيحيين، وإنما هو محاولات لإحداث فوضى وإشعال الفتنة بما لا يليق بأبناء الوطن الذين كانوا وسيظلون يدا واحدة ضد قوى التخريب والشطط والتطرف".
وتلقي أحداث العنف هذه بظلالها على الانتخابات البرلمانية المرتقبة في الثامن والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني. واعتبر شرف ما حدث "مؤامرة" لإبعاد مصر عن الانتخابات، مضيفا أن "هناك أياد خفية خلف هذه الأحداث".
الأقباط يشكون من التمييز
ويرى المراقبون أن هذه المواجهات زادت من إحباط عدد من النشطاء الذين يشكون في أن الجيش ربما يرغب في التمسك بمقاليد السلطة من وراء الكواليس، حتى مع تسليمه السلطة لإدارة مدنية، وهو ما ينفيه الجيش بشدة. وأعرب عدد من المدونين المصريين عن خيبة أملهم في تعامل الجيش مع الاحتجاج ووصفوا ما حدث بيوم أسود في تاريخ الجيش. وأشارت العديد من المواقع الاجتماعية مثل تويتر إلى تدخل "بلطجية" في المواجهات للتشويش على تظاهرة الأقباط، كما اتهم آخرون وسائل إعلام رسمية، وخصوصا التلفزيون الرسمي باستخدام خطاب مناهض للمسيحيين.
ويذكر أن مصر تعرف منذ أشهر توترا طائفيا متصاعدا، سعت السلطات المصرية الجديدة إلى احتوائه، بالإعلان عن وضع قانون جديد عن دور العبادة يرفع القيود المفروضة على بناء الكنائس في البلاد. ففي السابع من مايو/ أيار الماضي قتل 15 شخصا وأصيب مائتان آخرون في القاهرة عندما هاجم مسلمون كنيستين في حي امبابة مؤكدين احتجاز مسيحية اعتنقت الإسلام في إحدى هاتين الكنيستين. ويندد الأقباط الذين يمثلون حوالي 10% من سكان مصر بما يعتبرونه تمييزا ضدهم وتعرضهم لعدة اعتداءات، كذلك الذي استهدف كنيسة القديسين في الإسكندرية ليلة رأس السنة.
(ح.ز/ د.ب.أ / رويترز/ أ.ف.ب)
مراجعة: فلاح الياس