مقتل وجرح العشرات خلال تظاهرة للأقباط في القاهرة
٩ أكتوبر ٢٠١١ذكرت مصادر أمنية وطبية أن المصادمات التي جرت مساء الأحد بين الجيش والشرطة المصرية ومتظاهرين أقباط في القاهرة أسفرت عن مقتل 21 شخصا. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن هذه المصادر قولها إن 17 متظاهرا وأربعة عسكريين لقوا حتفهم فيما أصيب 40 من الجيش والشرطة و60 مدنيا من بينهم 20 حالتهم خطيرة. وأضافت المصادر أن المتظاهرين احرقوا مدرعتين وست سيارات مدنية وحافلة نقل عام. فيما نقلت وكالة فرانس برس عن احد صحافييها أن 16 متظاهرا قتلوا وأنه شاهد جثثهم في أحد مستشفيات القاهرة، وقال الأب داود وهو كاهن قبطي إن "آلية للجيش دهست خمسة متظاهرين".
من ناحيته قال التلفزيون المصري الرسمي إن 17 شخصا قتلوا، لكن التلفزيون لم يذكر مصدر المعلومة التي ذكرها في نبأ عاجل كما لم يوضح عدد القتلى العسكريين والقتلى المدنيين. وكان التلفزيون قال في وقت سابق إن ما يزيد على 100 شخص جرحوا أيضا.
وأظهرت تغطية تلفزيونية المتظاهرين وهم يشعلون النار في مركبات للجيش. وقال شاهد عيان إن المتظاهرين رشقوا قوات الأمن بالحجارة والقنابل الحارقة وأشعلوا النار في عدة سيارات. وقال شاهد عيان لرويترز إن اشتباكات وقعت خلال المسيرة، وأن المسيرة تعرضت للرشق بالحجارة من شوارع جانبية ومن أعلى نفق من قبل بلطجية فيما يبدو، خلال تقدمها إلى وسط العاصمة وإن مشاركين فيها ردوا على المهاجمين بالرشق بالحجارة أيضا. وأضاف أن أعيرة نارية أطلقت خلال المسيرة.
ومن جهة أخرى، قال رامي كامل ممثل اتحاد شباب ماسبيرو الذي يقود المظاهرة القبطية، إن أكثر من عشرة أقباط لقوا حتفهم وأصيب عدد غير معلوم في مصادمات بين الجيش والمتظاهرين. ونفي كامل إطلاق النار من جانب المتظاهرين الذين كانوا يتظاهرون سلميا حسب قوله لوكالة الأنباء الألمانية ( د ب أ)، مشيرا إلي أن أعيرة نارية أطلقت من مصادر مجهولة.
وجاءت هذه الاشتباكات عندما تصدت قوات الأمن والجيش لآلاف المتظاهرين الأقباط الذين يحتجون على أحداث طائفية وقعت في جنوب البلاد عندما اقتربوا من مبنى الإذاعة والتلفزيون (ماسبيرو) في وسط القاهرة محاولين الاعتصام أمامه فيما يبدو. وندد المتظاهرون بما أسموه بالعنف الطائفي ضد المسيحيين في كافة المحافظات المصرية والتي كان آخرها محافظة أسوان جنوب مصر. وترددت تقارير عن إحراق كنيسة في قرية ماريناب في أسوان في الثلاثين من الشهر الماضي، فيما قال محافظ أسوان إن ما تم حرقه هو مضيَّفة يقيم فيها الأقباط الصلاة.
الحكومة المصرية تحذر من "الفتنة"
ونقلت قناة الجزيرة عن وزير الإعلام المصري قوله إن "أياد خارجية (تقف) وراء المواجهات"، وإن الدولة المصرية "في خطر حقيقي وليس مجرد فتنة".
من جانبه دعا رئيس الحكومة المصرية عصام شرف المصريين "ألا يستجيبوا لدعاوى الفتنة"، معتبرا أن "الفتنة نار تحرق الجميع". وقال شرف في تصريح صحافي "أتوجه إلى كل أبناء الوطن الحريصين على مستقبله ألا يستجيبوا لدعاوى الفتنة لأنها نار تحرق الجميع ولا تفرق بيننا".
(ف ي/ أ ف ب/ د ب أ/ رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي