وزير الداخلية الألماني: للأئمة دور في منع التطرف وتشجيع الاندماج
٩ ديسمبر ٢٠١٠عقد وزير الداخلية الاتحادي توماس دو ميزيير اجتماعا في بون مع مجموعة من الأئمة المسلمين بحث معهم فيه سبل التعاون المشترك باعتبارهم صلة وصل بين المسلمين في البلاد حيث يتمتعون بتأثير ديني وأخلاقي عليهم وبين المجتمع الذي يعيشون فيه.
أول لقاء من نوعه مع الأئمة
وهذا أول لقاء من نوعه بين الجانبين هدفه ـ كما ذكرت وزارة الداخلية في بيان لها ـ إلى التعارف والبحث في مشروع الحكومة و"مؤتمر الإسلام" الهادف إلى تعليم وتأهيل أئمة المساجد الحاليين وصولا إلى تخريج أئمة مسلمين ولدوا في ألمانيا، خاصة وأن نسبة كبيرة من المسلمين نشأت هنا ولم تعد تفهم اللغة الأم كما يجب.
وينتمي الأئمة الذين حضروا الاجتماع إلى مختلف الاتحادات والروابط الإسلامية المشاركة في "مؤتمر الإسلام" الذي تأسس في عام 2006 ليكون ساحة حوار شاملة على مستوى حكومي رسمي بهدف رعاية العلاقات بينها وبين المسلمين. ويهدف المؤتمر عموما إلى تحسين اندماج المسلمين في المجتمع الألماني في إطار القوانين المتعلقة بالدين وبالدولة. ويعمل في ألمانيا نحو 2000 إمام تنحدر غالبيتهم من تركيا لوجود نحو ثلاثة ملايين تركي في ألمانيا.
للأئمة دور في منع التطرف وتشجيع الاندماج
وأضاف الوزير الألماني الذي ينتمي إلى المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، أن "الأئمة يتحملون مسؤولية كبيرة في نجاح الاندماج"، لكنه استدرك ليقول إنه يلاحظ "وجود نهج متشدد في بعض المساجد يتحمل رجال الدين المسلمين جزءا من المسئولية عنه ". ودعا إلى البحث في كيفية تفادي التطرف والتشدد عند قسم من المسلمين، ومدى الإسهام الذي يمكن للأئمة المشاركة فيه لتجنب هاتين الظاهرتين. وأكد في الوقت ذاته أن الاحتياطات الأمنية الحالية التي اتخذتها حكومته في إطار المخاوف من وقوع هجمات إرهابية "ليس لها أي علاقة بالإسلام"، مضيفا أن هذه الاحتياطات "لا ينبغي أن تؤدي إلى الخوف من الإسلام". وطالب بالتفريق بصورة واضحة بين المسلمين المسالمين الذين يعيشون هنا والمتطرفين أو الإرهابيين.
ودان دو ميزيير بشدة الاعتداءات التي حصلت أخيرا على بعض المساجد في ألمانيا مؤكدا أن "إضرام النيران وتدنيس المساجد ليست من شيم مجتمعنا".
الأئمة يرحبون بمشروع تأهيلهم ويعربون عن قلقهم
ورحّب إرول بورلو، أحد الأئمة المشاركين في الاجتماع ومسؤول شؤون الحوار في رابطة المراكز الثقافية الإسلامية، بمشروع الحكومة الألمانية لتأهيل الأئمة وتدريسهم اللغة الألمانية على المديين المتوسط والطويل. وبعد أن ذكر الإمام أن القلق يساور مسلمي ألمانيا بعد الاعتداءات الأخيرة وصف الأجواء العامة في ألمانيا إزاء الإسلام بأنها "أكثر سلبية" مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى.
كما ثمّن ممثل الجالية العلوية في ألمانيا علي إرتان توبراك موضوع تأهيل الأئمة لكنه انتقد عدم إنشاء قسم للدراسات العلوية حتى الآن رغم مزورو خمس سنوات على الاعتراف بالعلويين كطائفة دينية في ألمانيا. وفي ختام الاجتماع وصف وزير الداخلية الاتحادي دو ميزيير المحادثات الأولى مع الأئمة بالجيدة والمفيدة معتبرا أنها بمثابة تبادل للخبرات بين الطرفين.
اسكندر الديك
مراجعة: عبده جميل المخلافي