وجود عقد في الثدي- هي دليل على الإصابة بالسرطان؟
١٠ ديسمبر ٢٠١٤
الخوف من الإصابة بسرطان ثدي كبير جدا لدى النساء. وبالتالي، فإن الصدمة عادة ما تكون كبيرة عندما تكتشف المرأة عقدة في ثديها. لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنه تغيير خطير، بغض النظر عما إذا كانت هذه العقدة تسبب آلام للمرأة من عدمه. ففي أنسجة الثدي تنشأ أكياس مليئة بالسوائل، أي الأكياس المائية، وهي في أكثر من 99 بالمائة من الحالات غير خبيثة ولا تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي بحسب ما أورده موقع شبيغل.
"الكثير من النساء مابين 30 و60 عاما لديهن كيس أو حتى عدة أكياس في الثدي"، على ما يقول ميشائيل غولاتا، طبيب ومدير قسم أبحاث الثدي في المستشفى الجامعي للأمراض النسائية في مدينة هايدلبيرغ الألمانية. ووفقا لتقديرات فإن ما بين 33 و50 بالمائة من النساء لديهن على الأقل كيس في الثدي. ونقل الموقع الألماني عن غولاتا قوله إن قوة الآلام لا علاقة لها بحجم الكيس، لافتا إلى أن كيسا صغيرا بإمكانه أن يسبب نفس الآلام التي يتسبب فيها كيس كبير في وسط الأنسجة الثديية.
أسباب مختلفة لنشأة الأكياس في الثدي
غالبا ما تنشأ الأكياس في قنوات الحليب وغدد الحلمة، مثلا عندما تصاب إحدى هذه القنوات بالانسداد. أما السبب الثاني في ظهور الأكياس، فيكمن في خروج سوائل من قنوات الحليب بشكل أكبر من قدرة الأنسجة على الاستيعاب. كما يمكن أن تتسبب الهرمونات أيضا في نشأة الأكياس. "بيد أننا في نهاية الأمر لا نعرف أسباب ظهور الأكياس في الثدي بشكل دقيق"، على ما يقول غولاتا.
وبالنسبة للمرأة التي تستشعر أمرا غريبا في ثديها، فعليه أن تراجع طبيب النساء، على ما ينصح الطبيب غولاتا. ويقول: "فحص الثدي من خلال الاستشعار غير كاف في هذه الحالة، بل يجب أيضا القيام بتصوير بالموجات فوق الصوتية." وإذا الكيس غير خبيث ولكنه يتسبب في آلام جسدية أو في ضغوط نفسية، فيمكن من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية تحديد موقعه بشكل دقيق وإزالة السوائل الموجودة بداخله. هذه العملية تؤدي إلى تضاؤل حجم الكيس وانكماشه. ويشدد غولاته على ضرورة مراجعة طبيب النساء بشكل منتظم لمراقبة الثدي.
التصوير الشعاعي للثدي لمعرفة نوع التغييرات
وفي الأحيان النادرة التي تكون قد تشكلت في داخل الأكياس أورام خبيثة، يمكن رؤية ذلك أيضا من خلال التصوير فوق الصوتي. وفي حال الاشتباه في مدى خطورة هذه الأكياس، فإن الطبيب يقوم بأخذ عينات من أنسجة المنطقة المعنية. ويتعين عليه خلال هذه العملية الحرص حتى لا يخطئ مكان الكيس أو أن يصيبه وينكمش الكيس وتصبح إمكانية العثور عليه من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية أمرا مستحيلا.
"إذا تعلق الأمر بتغير خبيث، فإنه يتم استئصال الكيس والأنسجة المحيطة به. ولكن يتعين عدم القيام بهذه العملية إذا لم يسبقها فحص دقيق توثق تاريخ ظهور ونشأة التغييرات المعنية. ولكن للأسف هناك من يقوم بالعملية دون أي فحوصات دقيقة توثق تطور التغييرات"، على ما يحذر غولاته بحسب ما أورده موقع شبيغل. ويؤكد الطبيب على ضرورة فحص النساء اللواتي اكتشفن وجود كيس في ثدييهن بعد بلوغهن سن اليأس بشكل دقيق. "ومن بين الفحوصات المهمة التي يتعين على كل امرأة يبلغ عمرها 50 وأكثر في ألمانيا القيام بتصوير الثدي الشعاعي كل عامين"، على ما ينصح غولاتا.