وجهة نظر: ثورة مضادة أخرى على الأعتاب.. من تونس هذه المرة!
٢٥ سبتمبر ٢٠٢١الثورة المضادة في العالم العربي تقف اليوم على أعتاب نجاح آخر، في تونس هذه المرة. هذا البلد، الذي اندلعت فيه الثورة نهاية عام 2010، كان ولمدة عقد من الزمن مختبر الديمقراطية في العالم العربي. ومع كل النكسات كانت تونس في طريقها إلى ديمقراطية فاعلة. كان ذلك شوكة في أعين الحكام في مصر ودول الخليج وبالمثل اندماج الإخوان المسلمين الناجح الذين كانوا يشكلون الكتلة الأكبر في البرلمان التونسي.
انتخاب قيس سعيد، وهو رجل بلا خبرة وبلا قوة تدعمه، رئيساً شكل فرصة لتلك النظم. منذ ذلك الوقت ولما فيه ضرر التوانسة والعالم العربي بدأت، وخاصة في القاهرة، الاستعدادات لقلب الدستور التونسي وإنهاء العملية السياسية.
بدأ سعيد العمل منذ أن وضعت القاهرة تحت تصرفه "خدمات استشارية" قدمها جنرالات مصريون. قبل شهرين أقال رئيس الحكومة وعندما رفض الأخير ترك منصبه تعرض للضرب. ومنذ ذلك الوقت جُمد عمل البرلمان واعتقل العديد من النواب. واليوم يريد سعيد أن يحكم بالمراسيم. وبما أنه ليس لديه قوة داعمة يمكن الاستناد عليها، فهو بحاجة لشريك لإنجاز انقلابه الدستوري بنجاح. من غير الواضح فيما إذا كان سيعثر على ذلك الشريك.
ومن غير الواضح بعد كيف سيتصرف الجيش التونسي غير المسيس. ومهما حدث فالنتيجة هي أن تونس مشلولة وتفقد مرة أخرى سنوات من عمرها.
وجهة النظر هذه تنشر بالتعاون مع صحيفة "فرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ" الألمانية الرصينة.