هيومن رايتس ووتش تعبر صواريخ حماس على المدنيين في إسرائيل "جرائم حرب"
٧ أغسطس ٢٠٠٩قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان، في تقرير جديد أصدرته أمس الخميس( 6 أغسطس/ آب)، إن حركة حماس بصفتها سلطة تحكم غزة، يجب عليها أن تؤكد علنا تخليها عن الهجمات التي تستهدف التجمعات السكانية الإسرائيلية ومعاقبة المسؤولين عنها بما في ذلك في جناحها العسكري. وقال ايان ليفين مدير أحد برامج المنظمة ومعد التقرير إن الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس وتستهدف مدنيين إسرائيليين "غير قانونية وغير مبررة ويمكن وصفها بجرائم حرب".
ويوثق التقرير الذي تضمن 31 صفحة كل الهجمات التي شنتها حركة حماس والجماعات الفلسطينية المسلحة الأخرى والتي تسببت منذ تشرين الثاني / نوفمبر من عام 2008 بمقتل ثلاثة مدنيين إسرائيليين وجرح العشرات، جروح البعض منهم خطيرة، وألحقت صواريخ حماس أضرارا بالعديد من البيوت، ما أجبر سكانها على إخلائها، وفقا للتقرير. ويشير التقرير المنظمة الحقوقية الدولية، ومقرها نيويورك، إلى أن الهجمات الصاروخية ضربت مناطق مكتظة بالسكان في العمق الإسرائيلي يصل بعدها عن غزة إلى 40 كلم.
الهجمات من قطاع غزة تعرض المدنيين من الجانبين للخطر
ويكشف التقرير أن هذه الهجمات غير المبررة عرضت حياة حوالي 800 ألف شخص من المدنيين الإسرائيليين للخطر. كما يشير التقرير إلى أن بعض الصواريخ التي أطلقت من غزة أخطأت أهدافها وقتلت صبيتين فلسطينيتين وجرحت آخرين في نفس الفترة الزمنية التي تناولها التقرير.
الجدير بالذكر هنا أن المنظمة اتهمت في تقرير آخر في وقت سابق إسرائيل بخرق قوانين الحرب باستخدامها للفسفور الأبيض في قصفها الجوي والمدفعي لمناطق سكانية في غزة بالإضافة إلى قصف أهداف مدنية في القطاع.
المتحدث باسم منظمة هيومن رايتس ووتش عبد الرحيم صابر قال في حديث خاص لـ دويتشه فيله: "قلنا التقرير إن الصواريخ التي تطلق على سكان مدنيين في بلدات ليست فيها جيوش إسرائيلية، وإطلاق الصواريخ عمدا أو بشكل عشوائي على البلدات الإسرائيلية، كما إن إطلاق الصواريخ من مناطق آهلة بالسكان في غزة، يعرض السكان المدنيين في الجانبين إلى التهلكة".
ويضيف صابر قائلا إن حماس تتحمل مسؤولية قانونية وأخرى أخلاقية، مؤكدا أن التهم الموجهة لحماس من جانب منظمته "ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب"، لأن هذه الصواريخ تطلق عشوائيا على مدن آهلة بالسكان المدنيين الإسرائيليين، كما أنها تطلق من مناطق آهلة بالسكان من قطاع غزة، مما يعني ـ حسب قول المسؤول الحقوقي ـ المجازفة بحياة المدنيين في القطاع أيضا، وذلك لأن إسرائيل سترد بقصف تلك المواقع الآهلة بالسكان.
حماس تعتبر التقرير "غير موضوعي وغير محايد"
من جانبها سارعت حركة حماس في الرد على التهم الموجهة لها من قبل هيومن رايتس ووتش، واصفة إياها بأنها "غير موضوعية وغير حيادية". وجاء في بيان صدر عن وزارة الأعلام في حكومة حماس المقالة "إن الحكومة تستهجن الرواية غير الموضوعية التي ساقتها المنظمة بشأن مقتل ثلاثة مدنيين إسرائيليين نتيجة صواريخ المقاومة في حين تناست أن قوات الاحتلال قتلت بشكل ممنهج ومدروس أكثر من 1500 فلسطيني".
من جانب آخر علق رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هينة اليوم خلال خطبة الجمعة على تقرير منظمة العفو الدولية الذي صدر الخميس بأنه "تضمن عدة قضايا ايجابية ومهمة"، لكنه قال إن هناك بعض المآخذ عليه، "فوصفه لقيامنا بالدفاع عن أنفسنا على انه جرائم حرب، فهذا التوصيف يساوي بين الجلاد والضحية"، وفقا لما نقلته وكالة الأنبياء الفرنسية.
لكن المتحدث باسم منظمة هيومن رايتس ووتش يقول في هذا السياق" نحن ندرك أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في هجومها على غزة الذي استمر ثلاثة أسابيع، لكن الخرق من جانب طرف لا يبرر خرقا من الطرف الآخر".
في انتظار تقرير أممي شامل عن حرب غزة
يشار إلى أن هذا التقرير هو الخامس من نوعه الذي تعده منظمة هيومن رايتس ووتش بشأن الحرب في غزة، حيث انتقدت المنظمة في تقارير سابقة إسرائيل لانتهاكاتها القانون الدولي الذي يجبر الإطراف المتحاربة على التميز بين الأهداف المدنية والعسكرية.
من جانبها تستعد الأمم المتحدة لإصدار تقريرها العام عن الحرب الإسرائيلية في غزة بعد أن استكملت لجنة التحقيق الدولية المكلفة بهذه المهمة زياراتها الميدانية للمناطق المتضررة في قطاع غزة وفي إسرائيل. ومن المرتقب أن يصدر التقرير في شهر أيلول / سبتمبر المقبل، والذي سيقدم أولا إلى مجلس الأمن الدولي وربما إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال دورتها الاعتيادية المقبلة. عن ذلك يقول عبد الرحيم صابر إن التقرير الأممي سيكون شاملا بكل جوانب الحرب ومسبباتها وان رئيس اللجنة الدولية القاضي غولدستون، الذي سيقدم التقرير إلى مجلس الأمن الدولي والى الرأي العام العالمي، معروف عنه نزاهته".
الكاتب: حسن حسين
مراجعة: عبده جميل المخلافي