الولايات المتحدة تقبل بالأسد؟
٥ يونيو ٢٠١٤في جواب على سؤال لDW حول السياسة الأمريكية في سوريا قال وزير الخارجية الأمريكي خلال مؤتمر صحافي في واشنطن "نتمنى إيجاد طريق للخروج من دوامة العنف غير العادية". جواب مألوف لا يخلو من مراوغة كما يرى ذلك توني بدران الخبير في شؤون الشرق الأوسط لدى في "مؤسسة واشنطن للدفاع عن الديمقراطية". فبعد ثلاثة أعوام من الحرب الأهلية وفشل مؤتمر جنيف للسلام لم تتمكن السياسة الأمريكية من إيجاد سبيل لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي في سوريا.
ويرى توني بدران أن هذا الوضع مرشح للاستمرار بعد الانتخابات الرئاسية التي نظمها نظام الأسد وتقاطعها المعارضة. ومن المرجح أن يواصل الرئيس باراك أوباما سياسته بعد فوز الأسد. "من المرجح أن يواصل سياسته كما فعل خلال العامين الماضيين، محادثات ومفاوضات وتحاليل إلى أن يورث الأزمة للإدارة الأمريكية المقبلة".
أوباما وعامل الوقت؟
ويوضح بدران في حواره مع DW أن أوباما يلعب على عامل الوقت "بعض العاملين في البيت الأبيض أوضحوا دون الكشف عن هويتهم، أن (الإدارة الأمريكية) ليست على عجل حتى ينتصر الثوار ويذهب الأسد". لا يريد البيت الأبيض شغل نفسه بمرحلة ما بعد الأسد. "طالما لم نُجر، فليس هناك مشكل"، على حد تعبير أحد أعضاء الإدارة الأمريكية.
وعن مغزى الانتخابات الرئاسية في سوريا في هذا الوقت بالتحديد، يقول بروس ريدل خبير شؤون الشرق الأوسط لدى "مؤسسة بروكينس"، "الرسالة هي أن الأسد سيسعى للبقاء حتى النهاية في السلطة"، "إنه يسعى لمواصلة الحرب الأهلية إلى أن ينتصر على المعارضة" وهذا معناه، بالنظر لميزان القوى في ساحة المعركة أن الحرب ستستمر لسنوات أخرى، على حد تعبير ريدل في حوار له مع DW.
جمود في الجبهة العسكرية
ويبدو المجتمع الدولي مكتوف الأيدي "فعلى الجبهة العسكرية يسود الجمود والمراوحة منذ سنوات. فقوة طرفي الصراع متقاربة ويمكنهما الاعتماد على حلفاء أقوياء"، كما يوضح ريدل. فنظام الأسد يعتمد على دعم إيران والعراق وحزب الله اللبناني كما على روسيا. فيما تلقى المعارضة دعما من السعودية والأردن وقطر وتركيا وبريطانيا وإلى حد ما من الولايات المتحدة. إن واشنطن ستستمر في انتقاد نظام الأسد وتقديم دعم محدود للمعارضة. وترى غالبية واسعة من الأمريكيين أنه ليس من مسؤولية الولايات المتحدة إسقاط نظام الأسد، على حد تعبير ريدل.
المسؤولية الأخلاقية
وهناك مؤشرات تدل على أن أوباما قبل ببقاء الأسد، "هناك قبول بأمر واقع، بأنه موجود ولن يذهب" كما يوضح بدران. وهذا ما يعرض مصداقية الرئيس الأمريكي للامتحان، لأنه سبق وأن أعلن أن مستقبل سوريا لا يمكن أن يبنى إلا بذهاب الأسد. إلا أن "أوباما لم يقم من الناحية السياسية، بما قد يقود إلى تحقيق هذا الهدف".
أما بروس رديدل فيدافع عن موقف أوباما، الذي قال منذ البداية إن الأسد فقد مصداقيته كرئيس، لكنه أوضح في الوقت ذاته عدم نيته إرسال قوات أمريكية إلى سوريا.