واشنطن تصف الانتخابات الرئاسية السورية بالعار
٣ يونيو ٢٠١٤استنكرت الولايات المتحدة انتخابات الرئاسة السورية التي جرت اليوم الثلاثاء (الثالث من حزيران/ يونيو 2014) ووصفتها بأنها "عار" على حكومة الرئيس بشار الأسد و"منفصلة عن الواقع" في خضم الحرب الأهلية الوحشية في البلاد. وصوت السوريون في الانتخابات التي يتوقع أن يحقق فيها الأسد فوزا كاسحا والتي وصفها معارضوه بأنها "تمثيلية".
وقالت ماري هارف المتحدثة باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحفي في واشنطن "الانتخابات الرئاسية في سوريا اليوم هي عار". وأضافت "بشار الأسد لا يتمتع اليوم بمصداقية أكثر منه بالأمس". وأشارت أيضا إلى "الصور المثيرة للاشمئزاز للرئيس الأسد وهو يدلي بصوته ويتصرف كما لو كانت هذه انتخابات حقيقية".وقالت هارف "الانتخابات المنفصلة عن الواقع والمجردة من المشاركة السياسية والتي أعدها نظام الأسد اليوم واصلت إرثا عائليا من القمع العنيف مستمرا منذ 40 عاما يسحق المعارضة السياسية بوحشية ولا يلبي طموح السوريين في السلام والازدهار".
من جانبها أكدت روسيا التي تترأس مجلس الأمن الدولي خلال هذا الشهر، أنها لن توفر جهدا لإيجاد حل سياسي للازمة السورية داعية إلى الإسراع في تعيين وسيط دولي جديد يخلف الأخضر الإبراهيمي.وردا على انتقادات زملائه الغربيين بعدما عرقلت موسكو محاولات لإقامة "ممرات إنسانية" في سوريا، أعلن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن بلاده تأمل بالتوصل إلى حل سياسي.
وصرح في مؤتمر صحافي بأنه سيكون "من غير الملائم تماما" تجاهل الحاجة إلى تعيين خلف لوسيط الأمم المتحدة في سوريا الأخضر الإبراهيمي في شكل سريع. واستقال الإبراهيمي في أيار/ مايو بعدما فشل في وضع حد للنزاع الذي خلف أكثر من 162 ألف قتيل رغم جهود حثيثة استمرت نحو عامين.
توقع فوز ساحق للأسد
في غضون ذلك قالت وسائل إعلام سورية حكومية إن التصويت في الانتخابات الرئاسية السورية مد خمس ساعات اليوم الثلاثاء للسماح لمزيد من الناس بالمشاركة بسبب الإقبال الكبير، حسب تعبيرها.وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن "اللجنة القضائية العليا للانتخابات قررت تمديد فترة الانتخابات خمس ساعات في كل المراكز الانتخابية في سوريا نظرا للإقبال منقطع النظير على صناديق الاقتراع". وقد أغلقت صناديق الاقتراع قبل قليل على أن تعلن النتائج في وقت لاحق.
يشار إلى أن الناخبين السوريين أدلوا بأصواتهم اليوم الثلاثاء في انتخابات من المتوقع أن تسفر عن فوز ساحق للرئيس بشار الأسد، لكن معارضيه وصفوها بأنها مسرحية هزلية في خضم حرب أهلية مدمرة في البلاد. ويقول مقاتلو المعارضة والمعارضة السياسية في المنفى والقوى الغربية ودول الخليج العربية إنه لا يمكن إجراء انتخابات ذات مصداقية في بلد فيه مساحات شاسعة من الأراضي خارج سيطرة الدولة فضلا عن ملايين المشردين.
وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لأشخاص يصطفون في طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع انتظارا للإدلاء بأصواتهم في مناطق خاضعة لسيطرة الدولة بالإضافة إلى حشود يلوحون بالأعلام ويرفعون صورا للأسد. وأدلى الأسد بصوته في مركز اقتراع بوسط دمشق مع زوجته أسماء وقد بدا عليه الهدوء. وبالنسبة لكثير من السوريين فإن السياسة احتلت مكانا ثانويا أمام رغبتهم الجامحة في الاستقرار بعد ثلاثة أعوام من الحرب التي حصدت أرواح أكثر من 160 ألف شخص.
ع.خ/ أ.ح ( د ب أ، رويترز، أ ف ب)