هل تتجه العلاقات بين روسيا والغرب نحو عصر جليدي جديد؟
١٤ أغسطس ٢٠٠٨أسفرت حرب القوقاز عن تبعات ونتائج عديدة ستؤثر على علاقة روسيا بالغرب من ناحية، وعلى العلاقات بين جورجيا والاتحاد الأوروبي من ناحية أخرى. الباحث ماتياس ديمبنسكي من مؤسسة هيسه للسلام وأبحاث النزاعات قال إن هناك اليوم اتجاهين داخل الاتحاد الأوروبي، فهناك دول البلطيق وبولندا الذين يرون ضرورة انضمام جورجيا إلي حلف الناتو في إطار توسيعه و هو الأمر الذي كان يجب أن يتم في وقت سابق من وجهة نظرهم.
وهناك الاتجاه الآخر التي يتبناها الفرنسيون ودول أوروبية أخرى و تتمثل في اعتبار الرئيس الجورجي ساكشيفيلي شخصية لا يمكن التنبؤ بتفكيرها ولذلك فمن الخطأ التفكير في انضمام جورجيا للناتو .وأضاف ديمبنسكي أن هذا النزاع سيجبر الاتحاد الأوروبي على العمل في مجال حفظ السلام وإن كان ذلك ضد رغبة بعض الدول فيه.
جورجيا ضحية أمام الغرب
أما هيننج ريكه الخبير في الشئون الجورجية بالجمعية الألمانية للسياسة الخارجية فيقول أن جورجيا ستظهر الآن أمام الغرب على أنها فشلت في منع الحرب وستحاول أن تظهر في صورة الضحية لجذب الغرب إلي صفها. وأضاف انه يجب أن تحل هذه الأزمة في جورجيا بصورة كلية لدعم الاستقرار الديمقراطي ولتأمين أنابيب البترول من منطقة القوقاز. ولذلك يتعين على الدول الغربية أن تتقبل جورجيا كجزء من منظومة القيم المجتمعية الغربية، ولكنه يرى أن الطريق مازال طويلا أمام تحقيق هذا الهدف.
وفيما يتعلق بتوقع بدء عصر جليدي جديد في العلاقات بين روسيا والغرب أكد الباحث ماتياس ديمبنسكي أنه بالفعل يلوح في الأفق الآن خطر حدوث تباعد في العلاقات بين روسيا والغرب، مشيرا إلي أن فكرة تجديد وإعادة علاقات التعاون بين روسيا والاتحاد الأوروبي التي تحدث عنها الرئيس الروسي ميدفيديف في خطابه الذي ألقاه مؤخرا في برلين، قد ماتت لتوها. وقال أنه بدلا من ذلك سنشهد تباعدا في العلاقات بين الطرفين، كما انه من المتوقع أن تتوقف المحادثات الخاصة باتفاقيات الشراكة بين روسيا والاتحاد الأوروبي.
تأجيل عضوية روسيا بمنظمة التجارة العالمية
وأضاف ديمبنسكي أنه سيتم تأجيل عضوية روسيا في منظمة التجارة العالمية إلي مدي بعيد، مشيرا إلي مناقشات دائرة الآن حول استبعاد روسيا من قائمة الدول الثمانية الكبرى، الأمر الذي يؤكد أن فترة عصر جليدي قادمة بين الطرفين.
أما السفير الروسي في برلين فلاديمير كوتينيف فأكد أن دور روسيا لم يكن سهلا على الإطلاق في العالم، وأن روسيا كانت دائما تقف بمفردها دون حلفاء، مشيرا إلي أن وسائل الإعلام الآن لا تظهر سوى الجانب السيئ من روسيا ولابد لها أن تسلط الضوء أيضا على الأهوال التي حدثت سابقا في جنوب إقليم أوسيتتيا.