اجتماع طارئ لوزراء الخارجية الأوروبيين حول النزاع بين جورجيا وروسيا
١٣ أغسطس ٢٠٠٨في ختام اجتماعهم في بروكسل دعا وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بيان نشر اليوم الأربعاء جورجيا وروسيا الى الالتزام "بوقف فعلي لاطلاق النار". و"ناشد" الوزراء الأطراف المتنازعة "احترام مجمل تعهدات خطة السلام التي فاوض عليها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بدءاً بوقف إطلاق نار فعلي والتاكد من تطبيقه بحسن نية إن كان ذلك على الارض وفي المناطق المعنية". وأضاف البيان "من المناسب وضع الآليات الدولية بشكل سريع" للسماح بمراقبته بموجب قرار من الامم المتحدة من أجل تطبيق خطة السلام في جورجيا.
وكانت قضية إرسال قوات حفظ سلام دولية و تقديم معونات إنسانية إلى القوقاز قد تصدرت جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، بعد أن وافقت كل من جورجيا وروسيا على خطة سلام بواسطة أوروبية إثر محادثات أجراها الرئيس الفرنسي مع نظيريه الروسي والجورجي. وقال نيكولا ساركوزي، الذي تترأس بلاده حاليا الاتحاد الأوروبي خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الجورجي ساكشيفيلي إنه قد حصل على موافقة كل الأطراف الرئيسية بشأن إقليم أوسيتيا الجنوبية.
خطة سلام، ولكن بشروط
وتتضمن خطة السلام ست نقاط أساسية، أهمها عدم اللجوء إلى القوة والعنف مجددا، وإنهاء العمليات العسكرية بين البلدين بصفة نهائية والسماح للمنظمات الإنسانية بتقديم المعونات اللازمة للمنكوبين، سواء كانوا في أوسيتيا الجنوبية أو في أبخازيا أو داخل الأراضي الجورجية، فضلا عن عودة القوات الجورجية والروسية إلى المواقع الأصلية. وكان الرئيس الجورجي قد رفض من قبل نقطة تتضمن التفاوض من أجل تحديد مستقبل إقليم أوسيتتيا، مشيرا إلى أن بلاده لن تتفاوض في أي نقطة تهدد وحدتها.
وقدم الرئيس الفرنسي نص خطة السلام خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء للحصول على دعمهم. كما أشار نيكولا ساركوزي إلى تطابق الرؤى بينه وبين رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلسكوني ومع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشأن السياسة الأوروبية في القوقاز. هذا ومن المنتظر أن تلتقي ميركل الرئيس الروسي ميدفديف الجمعة القادم في مدينة سوتشي الروسية الواقعة على البحر الأسود.
احتمال إرسال مراقبين أوروبيين لمنطقة النزاع
وفي الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي حول النزاع الجورجي الروسي في بروكسيل، أشار وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى احتمال إرسال "مراقبين" أوروبيين إلى جورجيا بهدف المشاركة في حفظ السلام في المنطقة، بيد أنه رفض في الوقت نفسه فكرة إرسال "قوة" أوروبية.
ومن جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التعزيزات العسكرية الروسية في جورجيا لن تنسحب إلا بعد عودة القوات الجورجية إلى ثكناتها، بهدف حفظ الأمن والسلام في إقليم أوسيتيا. وتنص خطة السلام التي طرحها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووافقت عليها تبيلسي وموسكو مساء الثلاثاء على عودة القوات العسكرية الجورجية إلى مواقعها المعتادة وانسحاب القوات الروسية إلى خطوط ما قبل بدء الأعمال الحربية.
رفض أمريكي للعمليات الروسية وتأييد أوروبا الشرقية لجورجيا
في حين أعربت الولايات المتحدة عن رفضها للهجمات التي شنتها روسيا في جورجيا. كما ألغت مشاركتها في مناورات بحرية مشتركة، كان من المفترض إجراؤها من 15 إلى 23 أغسطس/ آب في بحر اليابان، احتجاجا على موقف موسكو في النزاع مع جورجيا. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إن العمليات العسكرية الروسية في جورجيا تقوض اندماج روسيا في المؤسسات الدولية.
وفي العاصمة الجورجية تيفليس، تظاهر خمسة رؤساء من دول أوروبا الشرقية التي كان تابعة للاتحاد السوفيتي السابق أو موالية له وهي بولندا وأوكرانيا وأيسلندا ولتوانيا ولاتفيا، في خطوة لدعم الموقف الجورجي وإظهار رفضهم للتدخل العسكري الروسي في جورجيا. وهتف الرئيس الأوكراني فيكتور يوشتشينكو وسط عشرات الآلاف من المتظاهرين الجورجيين بأنهم لهم الحق في الحرية والاستقلال. أما الرئيس البولندي ليخ كاشينسكي فقد قال إن روسيا تحاول استعادة هيمنتها وسيطرتها، لكن زمن الهيمنة قد مضى وولى.