191010 D Studie Rechtsextremismus
٢٠ أكتوبر ٢٠١٠يفرك المرء عينيه اندهاشا إذ أن أحزاب اليمين المتطرف في ألمانيا لم تتمكن منذ عقود عدة من الحصول على أكثر من اثنين في المئة من الأصوات فيما تحظى الأحزاب اليسارية في الاستطلاعات الحالية على نحو 60 في المئة من الأصوات.
لكن دراسة أجريت مؤخرا بتكليف من "مؤسسة فريدريش إيبرت" القريبة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي ترى أن فكر اليمين المتطرف يحظى بشعبية متزايدة. وحسب الدراسة فان 10 في المئة من المواطنين يرون أن للفكر النازي جوانب جيدة، و17 في المئة يعتقدون أن نفوذ اليهود في ألمانيا كبير، و36 في المئة يرون أن ألمانيا تتغرّب بصورة خطرة بفعل وجود عدد كبير من الأجانب فيها.
"الأرقام المساقة تناقض الدراسة ذاتها"
والدراسة المذكورة حول فكر اليمين المتطرف في ألمانيا هي الخامسة على التوالي التي تنفّذ منذ عام 2002، وفي كل مرة تواجه جزئيا لدى أهل الاختصاص بانتقادات شديدة.
وقامت الباحثة فيولا نوي العام الماضي بتكليف من "مؤسسة كونراد أديناور" القريبة من الحزب الديمقراطي المسيحي بدراسة اليمين واليسار المتطرف في البلاد، ووجدت أن نتائج دراسة مؤسسة إيبرت لا تتطابق مع الأرقام التي ساقتها. وأضافت أن المرء يلمس وجود زيادة طفيفة هنا أو تراجع طفيف هناك، إنما لا يجد بالتأكيد تحولا واضحا يذكر في هذا الاتجاه أو ذاك.
وترى الباحثة أن القائمين بالدراسة الذين يزعمون وجود تنامي دراماتيكي في العداء للأجانب لا يمكن رؤيته في الأرقام المعتمدة منهم، خاصة وأن الأرقام في الدراسات السابقة في أعوام 2002 و2004 و2006 جاءت أعلى بقليل من أرقام هذا العام فيما تراجعت بعض الشيء عن عام 2008 علما أن هذه التغيّرات البسيطة يمكن وضعها في إطار هامش الخطأ الإحصائي.
هل صحيح أن معظم الألمان معادين للإسلام؟
ورغم أن الدراسة تتكون من 180 صفحة فلا نجد أن الأجوبة التفصيلية مدرجة على جميع الأسئلة المطروحة. من هنا فان زعم مسؤول الدراسة أوليفر ديكير خلال برنامج تلفزيوني بوجود تنامي واضح في العداء للإسلام بين المواطنين رافعا النسبة من 34 في المئة إلى ما فوق الخمسين في المئة غير موثّق عمليا في الجداول المرفقة بها.
وتعتقد فيولا نوي من مؤسسة أديناور أن الطريقة المتبعة في الدراسة هي سبب الأرقام المخيفة المعلنة. وذكرت أن واضعي الأسئلة فضلوا جعلها أسئلة عامة، وحاولوا بذلك تفسير أجوبة المستطلعين كما يحلو لهم. وقالت نوي إنه في العادة لا يلجأ الباحثون إلى اعتماد أجوبة أشخاص لم يجيبوا بصورة واضحة على الأسئلة. وكان من المستغرب أيضا في رأيها التفسيرات التي أعطوها لأجوبة بعض اليمين المتطرف، إذ أن من يدعم كلاما يطالب الأجانب العاطلين عن العمل بالعودة إلى بلدانهم يبغي عمليا ما يريده الكثيرون في الدول الديمقراطية.
الحجم الفعلي للمتطرفين بين 2 و5 في المئة
وطرحت دراسة مؤسسة إيبرت أسئلة تتعلق بالعداء للرأسمالية وللولايات المتحدة، ما يتوافق مع فكر اليسار المتطرف، الأمر الذي لم يدهش فيولا نوي. وتحدثت الأخيرة عن وجود تصورات سياسية غريبة نوعا ما لدى أناس، الأمر الذي يعكس ميلا قويا إلى "نظرية المؤامرة" التي قد يكون لها مصدر يميني أو يساري، إضافة إلى ميل معيّن إلى "نظرية الصديق ـ العدو".
وهؤلاء يعتقدون بوجود إرادة شعبية عامة يمكن أن تكون يمينية أو يسارية، ما يعني وجود موقف سياسي عام لدى البعض خاص وغريب بعض الشيء، إنما لا يمكن تصنيفه لا باليمين ولا باليسار المتطرف.
وبالمقارنة مع دراسات أوروبية مماثلة ترى نوي أنه يوجد في كل الدول الديمقراطية أشخاص يحملون مثل هذه الأفكار، لكن حجمهم يراوح في كل مكان بين 2 و5 في المئة، وكذلك الأمر في ألمانيا لا حسب ما ذكرته دراسة مؤسسة إيبرت.
بيتر شتوتسله/اسكندر الديك
مراجعة: عبده جميل المخلافي