هاتف ميركل المحمول...آمن فعلا؟
١ نوفمبر ٢٠١٣ليس سرا على أحد أن المستشارة أنغيلا ميركل تحب استخدام هاتفها المحمول، الذي تستخدمه عادةً من أجل تسيير أعمال الحكومة. ولكن استخدام ميركل لهاتفها كتبادل الإيميلات والرسائل النصية، والمكالمات كان من المفترض أن يبقى طي الكتمان.
كما يفترض أن تبقى أجهزة المحمول الخاصة بالمسؤلين الألمان محميةً، إلى أن كشفت مجلة دير شبيغل الألمانية يوم الأربعاء(23.10.2013) أن وكالة الأمن القومي NSA تصنتت على هاتف أهم مسؤول ألماني.
والجهاز المحمول الذي تستخدمه ميركل هو من نوع نوكيا، كما ظهر في عدة صور التُقِطت لها وهي تكتب رسائل نصية. بالرغم من عدم وجود تأكيدات رسمية حول نوع الموبايل. كما تشير تقارير أخرى إلى أنه بحوزتها هاتف إضافي للاستخدام الخاص.
وأعلن المتحدث الرسمي بالمكتب الفيدرالي للمعلومات والأمن في حديث لصحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية أن الهاتف الذي تنصت عليه الاستخبارات الامريكية لم يكن مصنفا على أنه محصن.
3 موبايلات لكل سياسي
وفي الآونة الأخيرة تم تزويد مسؤولي مكتب المستشارية الألمانية بأجهزة موبايلات حديثة لتسيير أعمال الحكومة، وأشاد معظمهم بهذه الهواتف لما توفره من حماية خاصة، كما لم يتوقعو أن يكن استخدامها سهلا.
مع العلم أن كثيرا من السياسيين الألمان يضطرون إلى حمل 3 هواتف نقالة : الأول من أجل إجراء مكالمات وإرسال رسائل نصية محمية، والثاني من أجل إرسال ايميلات محمية ، والثالث للاستخدام الخاص.
وتم استلام هذه الهواتف من قبل شركة "ريسيرش إن موشين" الكندية التي تصنع هواتف البلاك بيري في شهر سبتمبر من العام الجاري، وذلك بعد قيام شركة "سيكيوسمارت" الألمانية بإجراء التحديثات اللازمة ووضع تشفيرات خاصة تكافح نقل المعلومات.
ويشير مؤسس شركة "سيكيوسمارت"، هانز- كريستوف كويليه إلى أن "المكالمات يجرى تشفيرها بواسطة بطاقة تشفير مخصصة، كما أن تقنية التشفير تُستخدم أيضا عبر الهواتف الذكية والعادية المستخدمة للشبكات المحلية، فضلا عن إمكانية إستخدامها في التطبيقات المتاحة للجمهور، وذلك عن طريق استخدام دوائر كهربائية مختلفة، لتبقى البيانات المراد حمايتها منعزلة".
عملية التنصت
وفي سياق متصل يعلق المتخصص في تقنية المعلومات روبن كمبل أن" التجسس في حد ذاته مشكلة إضافية لأن منْ بحوزته بطاقة التشفير، يستطيع تشفير وفك رموز الحماية عن كافة البيانات".
ويعتبر كمبل أن عملية التنصت على مكالمات الموبايل بأنها ليست معقدة، نظرا لتوفر برامج تطبيقية كثيرة على شبكة الانترنت وهي تخدم أغراض التجسس، ويمكن تشغيلها باستخدام جهاز خليوي قديم.
ويعتقد كمبل أن رموز الحماية التي تكون بحاجة إلى طاقة محوسبة لكسرها، يمكن بشكل سريع أن يتم فكها. مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود وسائل تجسس أخرى مثل المخبرين في مواقع وشركات الحماية التي تصمم وتزود عملاءها بهذه الخدمات الامنية.
وبالرغم من أن التجسس على هواتف الخطوط الأرضية يواجه صعوبة أكثر، إلا أنه بات جليا أن وكالة الاستخبارات الأمريكية لديها إمكانية مراقبة جميع أنواع الاتصالات منذ أن سرب العميل السابق في وكالة الاستخبارات الامريكية إدوارد سنودن هذه المعلومات الى وسائل الاعلام.