نجوم قدامى في الدوري الألماني: خيبة أمل بعد قصة نجاح مثيرة
٣ أغسطس ٢٠١١في ظل اهتمام إعلامي وجماهيري كبير يصعد نجومٌ قدامى، مثل الألماني مايكا بالاك والهولندي روود فان نيستلروي أو البوسني حسن صالحميدزيتش على مصنة الدوري الألماني (البوندسليغا)، وسط توقعات وآمال كبيرة يعقدها المشجعون عليهم. وكثيراً ما يُقدّم هؤلاء النجوم وعوداً كثيرة بإحراز الألقاب ولعب كرة قدم من الدرجة الأولى وتقديم أداء على مستوى عالي، وهذا ما يُثير التفاؤل لدى المسؤولين والمشجعين، الذين يأملون في تحقيق النجاح والانتصارات مع نجومهم الجدد.
لكن النتائج جاءت في أغلب الأحيان مخيبة للآمال وبشكل سريع أيضا، فليس كل نجم مخضرم وخبير يستطيع الإيفاء بالوعود التي قطعها على نفسه عند انضمامه لأحد فرق الدوري الألماني. وكثيرٌ من النجوم القدامى لم يرتقوا إلى مستوى التوقعات التي عُقدت عليهم.
الاندماج ضروري لكل لاعب
بعد التعاقد مع بالاك عام 2010 أوضح مدرب فريق باير ليفركوزن السابق يوب هاينكس أن على كل لاعب، حتى لو كان من نجوم الكرة البارزين، الاندماج أولاً في الفريق الذي انتقل إليه وأنه لا يُمكن تحقيق النجاح إلا من خلال اللعب الجماعي. كما قرر هاينكس آنذاك عدم منح بالاك شارة قائد الفريق، حتى لو أظهر سجلّ بالاك الدولي الحافل أنه خاض 98 مباراة دولية مع منتخب بلاده.
وبعد أشهر قليلة من انتقال بالاك إلى ليفركوزن شهدت العلاقة بينه وبين مدربه فتوراً ملحوظا. ولم ينجح بالاك في الارتقاء إلى مستواه المعهود، وبالتالي في تحقيق أحلام مشجعي فريقه. وواجه منافسة حادة على العشب الأخضر مع لاعبين شباب مثل لارس بيندر وسيمون رولفيس وغيرهما في خط الوسط. وما زاد الطين بلة بالنسبة لبالاك هي الإصابات التي تعرض لها في ليفركوزن والتي أدت إلى تراجُع مستواه، ما جعله يفقد حقه في أن يكون صانعاً للألعاب، كما كان يفعل سابقاً وبنجاح في صفوف المنتخب الألماني لكرة القدم.، وهو ما اعتبره النجم الألماني السابق بمثابة إهانة لشخصه.
رودي فولر يُعوّل على بالاك
المدير الرياضي لفريق باير ليفركوزن رودي فولر مازال يُعلّق آمالاً كبيرة على بالاك في قيادة فريقه إلى النجاح. رودي فولر يستعيد بذلك ربما ذكريات عودته الناجحة إلى البوندسليغا عام 1994 قادماً من فريق مرسيليا الفرنسي. فنجم الهجوم الألماني السابق كان واحداً من النجوم القدامى والمخضرمين القلائل الذين أثبتوا جدارتهم في البوندسليغا. ففي موسمه الأول مع فريقه ليفركوزن أحرز فولر، إبن الرابعة والثلاثين عاماً آنذاك، 16 هدفا، وكان في الغالب من أكثر لاعبي فريقه نشاطاً وخطورة على مرمى الخصوم.
مدرب ليفركوزن الجديد روبرت دوت يُعوّل أيضاً على بالاك، الذي شدد على أن بالاك سيلعب دوراً ريادياً في فريقه. لكن البعض يعتقد أن المدرب الجديد يرغب من خلال هذه التصريحات ربما في تجنب نشوب خلاف مع بالاك في أول موسم له في ليفركوزن. وعلى كل حال، يتوقع الكثيرون من خبراء الكرة الألمانية أن بالاك سيواجه مصاعب جمة في مواجهة التحديات التي يُخبئها له موسم البوندسليغا 2011 / 2012 الذي ينطلق يوم الجمعة القادم في 5 أغسطس، كونه لا يقبل بأن يكون لاعباً من الدرجة الثانية، بل قائداً للفريق.
ومن شأن خروج ليفركوزن من الدور الأول لمسابقة كأس ألمانيا السبت الماضي على يد فريق دينامو دريسدن الصاعد حديثاً إلى دوري الدرجة الثانية أن يُعمّق جراح بالاك ومن يُعوّل عليه.
البوسني الدولي حسن صالحميدتزش يُجرّب حظه
البوسني الدولي حسن صالحميدتزش هو واحدٌ من النجوم القدامى العائدين إلى البوندسليغا. وكان النجم البوسني قد لعب سابقاً في الدوري الألماني لصالح فريقي هامبورغ وبايرن ميونيخ قبل أن ينتقل إلى فريق يوفنتوس تورين الإيطالي. وكان صالحميدتزش أحد أبرز نجوم البوندسليغا، حيث كان دوماً لاعباً متحمساً يسعى إلى الفوز بأي ثمن ولا يقبل بالهزيمة البتة. وكان أيضاً من اللاعبين القلائل الذين يُمكن أن يلعبوا في مراكز عديدة على العشب الأخضر، وذلك على مستوى عالي. ونظراً لقدراته الكروية وروحه القتالية العالية على أرض الملعب استدعاه مدرب فريق فولفسبورغ المخضرم فليكس ماغات مؤخراً لينضم إلى صفوف فريقه. ويرى ماغات أن فريقه سيستفيد كثيراً من الخبرات الواسعة التي يتمتع بها إبن الـ 34 عاما.
حسن صالحميدتزش أكد لدى وصوله إلى فولفسبورغ أنه يتمتع بكامل لياقته البدنية وأنه متعطش لتحقيق النجاح مع بطل الدوري الألماني لعام 2009. وهذا ما يُشير إلى أن صالحميدتزش يتمتع بثقة كبيرة بالنفس، تماماً مثل النجم الإسباني المخضرم راؤول والفنلندي سامي هيبيا. لكن هل سيستطيع صالحميدتزش تحقيق النجاح مع فريقه الجديد، كما فعل النجميْن المخضرميْن راؤول وهيبيا؟
راؤول يتألق في الدوري الألماني
نجم المنتخب الإسباني وقائد ريال مدريد السابق راؤول تألق كثيراً مع شالكه في الموسم الماضي، بعد بداية صعبة بعض الشيء في الدوري الألماني. فقد أثبت راؤول أنه لم يفقد حسه التهديفي ونجح في هزّ شباك الخصوم 13 مرة ضمن منافسات البوندسليغا في الموسم المنصرم. وسامي هيبيا لم يتردد عام 2009 في الانتقال إلى البوندسليغا بعد 10 سنوات قضاها في صفوف فريق ليفربول الإنجليزي. وبالفعل استطاع نجم المنتخب الفنلندي السابق استغلال خبرته الكروية الواسعة في تعزيز خط دفاع فريق باير ليفركوزن بشكل كبير. لكن إبن الـ 38 عاماً وضع حد لمسيرته الرياضية مع نهاية الموسم الماضي.
رحلة مخيبة لـلهداف الهولندي فان نيستلروي
غير أن بعض النجوم القدامى لا يستطيعون دوماً الاستفادة من خبراتهم الكروية الطويلة، وبالتالي الإيفاء بالتوقعات الملقاة على عاتقهم. وهذا ما أظهره النجم الهولندي المخضرم رود فان نيستلروي الذي استُقبل عام 2010 بحفاوة كبيرة في هامبورغ قادماً من الفريق الملكي الإسباني ريال مدريد.
لكنه سرعان ما غادر البوندسليغا دون أن يترك وراءه انطباعاً إيجابياً في هامبورغ. وقد بدأت رحلة عودته إلى مدريد في مطلع العام الحالي حيث طالب ريال مدريد باستعادة نجمه الهولندي. بداية رفضت إدارة نادي هامبورغ ذلك، لكن فان نيستلروي أظهر باطنياً رغبته في مغادرة هامبورغ، مع أنه قال في فبراير / شباط الماضي إن قلبه ينبض 100 % لصالح فريق هامبورغ. لكن المؤكد الآن هو أنه يلعب حالياً في الدوري الإسباني، و100 % في فريق ملقة!
علاء الدين موسى البوريني
مراجعة: لؤي المدهون