نجاح القوات الألمانية على السواحل اللبنانية مرتبط بالحلول السياسية
١٦ أكتوبر ٢٠٠٦باشرت البحرية الألمانية اعتبارا من هذا الاثنين مهمة قيادة القوات البحرية الدولية/ يونيفيل المكلفة بمراقبة السواحل اللبنانية. جاء ذلك عقب تسلم ألمانيا يوم أمس الأحد مهمة قيادة هذا القوات من ايطاليا. وستكون مهمتها الأساسية منع تهريب الأسلحة إلى حزب الله اللبناني بعد شهرين من الهدنة بين مقاتلي الحزب وإسرائيل. وقال قائد القوة البحرية ألألمانية الأدميرال اندرياس كراوزا: "تماشيا مع قرار مجلس الأمن رقم 1701 سنقوم بدعم الحكومة اللبنانية في تأمين الحدود البحرية للحيلولة دون دخول الأسلحة والمواد الأخرى المرتبطة بها بشكل غير قانوني". وينص القرار المذكور الذي أدى الى وقف الحرب بين حزب الله وإسرائيل في 14 أغسطس/ آب على إرسال 15 ألف عنصر من قوات الأمم المتحدة إلى لبنان لمساعدة الجيش اللبناني على ضبط الحدود الدولية اللبنانية والحفاظ على الأمن في جنوب البلاد.
وكانت إسرائيل قد رفعت في الثامن من سبتمبر/أيلول الماضي الحصار البحري الذي ضربته على لبنان لمدة ثمانية أسابيع. وقد سلمت مراقبة السواحل اللبنانية الى قوة بحرية دولية تولت قيادتها مؤقتا كل من فرنسا وايطاليا. وتأخر إرسال القوات الألمانية بسبب إصرار برلين على الحصول على تفويض واضح لقواتها وعلى موافقة اطراف النزاع. يذكر في هذا السياق بأن البرلمان الألماني كان قد صادق على إرسال قوات ألمانية إلى لبنان في 20 سبتمبر/ أيلول في مهمة هي الأولى من نوعها في تاريخ ألمانيا. ويرى المراقبون إن تواجدها هناك محفوف بالكثير من المخاطر.
مراقبة السواحل بالتنسيق مع اللبنانيين
وتشارك ألمانيا حاليا بحوالي 1500 جندي في الوقت الذي سمح فيه البرلمان بزيادة العدد إلى 2400 جندي. وتتكون القطع البحرية التي وصلت إلى السواحل اللبنانية من فرقاطتين و أربعة قوارب سريعة وسفينتين للتموين. هذا وستتولى ألمانيا قيادة سفنا من دول بينها بلغاريا والدنمرك واليونان والنرويج والسودان وتركيا. وقد أوضح القبطان اولريش راينايكه قائد فرقاطة "ميكلنبورج ـ فوربومن" التي ستكون سفينة القيادة، بأنه تم تحديد منطقة المراقبة بعد الاتفاق مع السلطات اللبنانية. أما عن كيفية القيام بذلك فقال: " سنقوم بمخاطبة السفن التجارية والسفن الصغيرة بواسطة جهاز لاسلكي، بعد ذلك سيتم التخاطب مع اللبنانيين حول الكيفية التي ينبغي علينا التعامل بها مع الأهداف التي تبدو لنا مشبوهة". من جانبه وصف القبطان ديرك كوخ من قيادة ا لقوات البحرية الألمانية التفويض الممنوح للقوات الدولية بأنه واضح، "وهذا يعني أن لدينا الإمكانية للتعامل مع الوضع الى الحد الذي يسمح لنا باستخدام السلاح". وقارن القائد البحري الألماني بين مهمة هذه القوات مع مهمة الشرطي " الذي يحاول عمل كل شيء قبل استخدام السلاح، لكن لديه الحق في استخدامه".
ضرورة وجود إستراتيجية سياسية ـ عسكرية
ولم يستبعد قائد القوات البحرية الدولية الأدميرال كراوزا المخاطر المحتملة التي قد تواجه هذه "المهمة التاريخية" مشيرا الى أنه يجب أخذ كل تهديد على محمل الجد. ويفسر ذلك على أنه إشارة إلى النقد الذي وجهه حسن نصر الله للمستشارة ألألمانية أنجيلا ميركل في وقت سابق، والتي ذكّر فيها بان حزبه يمتلك 20 ألف صارخا. ويتفق القائد العسكري مع الكثير من المراقبين بأن الحلول العسكرية لوحدها ليست كافيه لإحلال السلام وتجنب المخاطر مشيرا في هذا السياق إلى ضرورة وجود "إستراتيجية سياسية ـ عسكرية". على الصعيد نفسه يتساءل المحلل السياسي الألماني بيتر فليب عما إذا كانت هذه المهمة الدولية ستشكل فعلا "مساهمة بناءة" في تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة؟ ويشير فليب في هذا الصدد إلى ان التفويض الممنوح لهذه القوات لا يتحدث صراحة عن نزع سلاح حزب الله، إذ تركت هذه المهمة للجيش اللبناني الذي لا يمكنه اصلا القيام بها لأسباب سياسية داخلية إضافة إلى ضعف إمكانياته. ويدعو المحلل فيليب إلى بذل جهود سياسية دولية لدعم مهمة القوات الدولية في لبنان. ويضيف فليب بأن هذه الجهود السياسية يجب أن لا تنحصر في إطار الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية، بل تشمل إيضا "نواة المشكلة" المتمثلة في النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.
دويتشه فيله (ع.م)