ميركل تطالب بسرعة تطبيق خطة السلام بين جورجيا وروسيا
١٦ أغسطس ٢٠٠٨طالبت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، اليوم بسرعة تطبيق خطة السلام بين جورجيا وروسيا. وفي هذا الإطار ستسعى ميركل خلال زيارتها للعاصمة الجورجية تبليسي غدا الأحد إلى العمل على "الوقف الكامل" لجميع العمليات العسكرية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها في أسرع وقت ممكن.
وتأتي هذه الدعوة في وقت طالبت فيه ميركل خلال محادثاتها مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس الجمعة في مدينة سوتشي على البحر الأسود بانسحاب روسيا بشكل كامل من عمق الأراضي الجورجية دون أن تعتبر أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية ضمن هذه الأراضي بسبب انتشار القوات الروسية لحفظ السلام هناك منذ التسعينيات. وفي الإطار ذاته ستتطرق محادثات المستشارة ميركل غدا في تبليسي إلى الوضع النهائي لأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا في ضوء القانون الدولي. وكان الرئيس الروسي ميدفيديف قد استبق هذا الأمر بالقول بأنه من غير الممكن أن يعود هذان الإقليمان لجورجيا مستقبلا.
وحدة الأراضي الجورجية
من ناحيته أكد وزير الخارجية الألمانية، فرانك فالتر شتاينماير، على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي الجورجية. وتتعارض هذه التأكيدات مع ما قاله نظيره الروسي سيرجي لافروف حين دعا في وقت سابق إلى"نسيان الحديث عن عدم المساس بوحدة أراضي جورجيا". وقال الوزير الألماني في حديث لصحيفة "دي فيلت أم زونتاج" الصادرة غدا الأحد إن "الاتحاد الأوروبي سيظل يقيم سياسته على أساس القانون الدولي وإن وحدة الأراضي الجورجية ستظل أساس سياستنا". كما أضاف الوزير أن هذا الأمر ليس "موضع خلاف في الاتحاد الأوروبي".
من جهة أخرى رفض شتاينماير تحميل أي طرف مسؤولية اندلاع الأزمة، مؤكدا أهمية الالتزام بوقف إطلاق النار. أما المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر الذي كان رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتولى شتاينماير في الوقت الحالي منصب نائب رئيسه فقد اعتبر رئيس جورجيا، ميخائيل ساكشفيلي، المسئول عن اندلاع الاشتباكات المسلحة في القوقاز.
تداعيات الصراع..
وحول تداعيات هذا الصراع في القوقاز على العلاقات بين موسكو وواشنطن قال مفوض الحكومة الألمانية للعلاقات الألمانية الروسية، أندرياس شوكينهوف، في حديث مع وكالة الأنباء الألمانية اليوم السبت إن هناك "خطرا من أن تكون العلاقة بين أمريكا وروسيا قد تضررت بسبب الأزمة". كما حذر شوكينهوف من أن تؤثر تداعيات الصراع الحالي على المدى البعيد على العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة ، متوقعا في الوقت ذاته بأن لا يتم تسوية الأزمة الحالية في القوقاز بشكل سريع.
وفي سياق ذي صلة تتوقع الدوائر الحكومية في ألمانيا ألا تتضرر المفاوضات التي بدأت مؤخرا بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بشأن اتفاقية التعاون المحتملة بين الطرفين جراء النزاع في القوقاز وأن يؤدي هذا النزاع فقط إلى "تباطؤ" عملية المفاوضات وليس إلى "وقفها". يذكر أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى التوصل إلى "شراكة استراتيجية" مع روسيا.