بضغطة زر.. انتقل من مكة إلى الفاتيكان عبر القدس افتراضيا
٦ أغسطس ٢٠٢٢
نقرة واحدة وستجد نفسك داخل كنيسة السيستين بالفاتيكان ورؤية الرسوم المعجزة على السقف بريشة مايكل انغلو. انقر مرة أخرى وانضم إلى آلاف الحجاج الذين يصلون ويطوفون حول الكعبة في أقدس مواقع لدى المسلمين. وبنقرة أخرى ستجد نفسك داخل مدينة القدس.
هناك ستسمع إلى همهمات الصلاة عند الحائط الغربي أو في المسجد الأقصى. يمكنك حتى إضاءة شمعة افتراضية في الموقع المقدس. كل ذلك دون مغادرة منزلك.
ينضم المصلون والسياح والزوار من جميع أنحاء العالم بشكل متزايد إلى أنشطة الواقع الافتراضي لزيارة بعض أكثر المواقع المقدسة على وجه الأرض.
هذه التجارب هي من بين العديد من أعمال التطوير المتلاحقة في عالم ميتافيرس metaverse، وهو عالم افتراضي غامر حيث يمكن للناس الاتصال عبر الصور الرمزية (آفاتار) ، التي نمت شعبيتها خلال فترة انتشار وباء كورونا وانخفاض معدلات التواصل المباشر.
قال نمرود شانيت ، الرئيس التنفيذي لشركة HCXR and Blimey: "نعتقد أن الواقع الافتراضي هو الإنترنت الجديد والطريقة الجديدة للأشخاص، ليس لمشاهدة الأشياء بشكل سلبي على الشاشة والنقر فقط على الصور ومقاطع الفيديو، ولكن لنقل أنفسهم من مكان إلى آخر بشكل شبه واقعي". يرأس شانيت فريقاً قام بإنتاج برنامج "المدينة المقدسة" وهي تجربة واقع افتراضي غامرة تتيح للناس زيارة الأماكن المقدسة في القدس.
وقال شانيت إن المشاركين "يتعرفون على الطقوس الدينية المختلفة، والثقافة، والهندسة المعمارية، ويتعرفون على العالم دون الحاجة إلى إنفاق مبالغ طائلة على السفر والمساهمة في زيادة انبعاثات الكربون العالمية"، بحسب ما نقلته عنه وكالة اسوشيتدبرس.
باستخدام كاميرا بزاوية 360 درجة وماسحة ضوئية إلى جانب خبرته كمصور صحفي، بدأ شانيت في عام 2015 في التقاط مقاطع فيديو وصور للاحتفالات الدينية المسيحية والإسلامية واليهودية والأماكن المقدسة في مسقط رأسه القدس، ليبدأ بعدها في تجميع اللقطات والصور معاً لخلق تجربة بصرية غامرة.
يمكن للحجاج الافتراضيين متابعة رجال الدين الأرثوذكس أثناء خروجهم من كنيسة القيامة خلال الاحتفالات، كما يمكنهم سماع قرع الأجراس وهتافات "الرب قد قام" بلغات متعددة. يمكنهم وضع مذكرة صلاة في شق صغير بالحائط الغربي، أو اتباع خطوات آلاف المصلين خلال شهر رمضان في المسجد الأقصى.
وبهدف عرض تفاصيل مدينة القدس بدقة في الفضاء الافتراضي، أجرى المطورون مسحًا دقيقاً للأماكن المقدسة وحولوا نموذجًا ضخمًا صنع في القرن التاسع عشر يوجد في متحف برج داوود بالمدينة إلى نسخة رقمية. يمكن للمستخدمين المرور فوق هذا النموذج الرقمي ما يمكنهم من مشاهدة كافة تفاصيل المدينة.
شانيت، وهو يهودي، يعمل برفقة شركاء أحدهما مسيحي والآخر مسلم، ويأمل الثلاثة أن تتمكن المدينة المقدسة من تعزيز الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان.
الحج في زيارة مكة افتراضيا
وعبر تطبيق الهاتف الذكي "استكشف مكة" تستخدم النمذجة ثلاثية الأبعاد للسماح للمستخدمين بالطواف حول الكعبة، ومقابلة الحجاج الذين يرتدون ملابس بيضاء، والتعرف على الطقوس الإسلامية واستكشاف المعالم الهامة الأخرى والتي تشمل أيضاً جبل عرفات.
قال إيهاب فارس ، الرئيس التنفيذي للوكالة الرقمية BSocial، التي ابتكرت تجربة مكة، إن هذه التجربة الغامرة للواقع الافتراضي تم إطلاقها في عام 2015 ولكنها أصبحت أكثر شيوعًا عندما تم تحديثها في عام 2020.
وأضاف فارس، والذي يقع مقر شركته في القاهرة: "في أقل من شهر، كان لدينا أكثر من 20 ألف مستخدم من الشرق الأوسط وبقية العالم".
يصف فارس تجربة مكة بأنها "عمل رقمي صالح" مع التركيز بشكل خاص على الشباب. وأضاف أنه فوجئ بردود الفعل الإيجابية من جميع أنحاء العالم. لكنه حذر من أنه لا يحاول استبدال الحج الذي هو أحد أركان الإسلام.
ويمكن استكشاف المواقع المقدسة في مكة بالاستعانة بـ Google Cardboard ، وهو مرفق من الورق المقوى منخفض التكلفة يحول الهاتف الذكي إلى أداة عرض ثلاثية الأبعاد تستخدم داخل الواقع الافتراضي.
ولا يتعلق الأمر بالمواقع المقدسة لأتباع الديانات الثلاثة فقط وإنما يمكن للناس أيضًا تجربة المواقع المقدسة للهندوسية والبوذية والأديان الأخرى من خلال مقاطع فيديو بنطاق 360 درجة وخرائط افتراضية وإمكانية لعمل زيارات لمعابد ثلاثية الأبعاد، بحسب ما نشر موقع سي ان ان الأمريكي.
ع.ح/ع.ج.م (أ ب)