تقرير: أسوأ السلوكيات على الإنترنت انتقلت إلى "الميتافيرس"
٣ يونيو ٢٠٢٢استغرق الأمر أقل من ساعة واحدة من إحدى الباحثات التي كانت تدرس عالم الميتافيرس القائم على تقنية الواقع الافتراضي لتتعرض لعملية تحرش واغتصاب افتراضيين بعد ارتدائها نظارة الواقع الافتراضي لأول مرة.
بعد أيام من مشاهدة وتجربة هذا العالم الذي يبدو أن نظريات المؤامرة والتحرش الجنسي والعنصرية ورهاب المثلية الجنسية تتفشى فيه، قال مؤلفو تقرير حديث إن عملاق التكنولوجيا (ميتا Meta) غير مستعد تمامًا لتحقيق حلمه المتمثل في إنشاء مساحة تواصل مشتركة على الإنترنت لملايين المستخدمين، بحسب ما نشر موقع جيزمودو التقني المتخصص.
وأصدرت مجموعة مراقبة الشركات غير الربحية SumOfUs تقريراً الأسبوع الماضي وصفت فيه انتقال شركة ميتا المالكة لشبكة فيسبوك من الاهتمام والتركيز على وسائل التواصل الاجتماعي إلى شركة تحاول تحديد ما يعنيه أن تكون متصلاً بالإنترنت في بيئة غير واقعية.
وثقت المجموعة أيضًا كيف أن منصات الواقع الافتراضي لشركة ميتا قد نمت إلى أكثر من 300 ألف مستخدم، حيث أن منتج Meta Metaverse الرائد والمسمى "عوالم الأفق Horizon Worlds" قد أصبح يستضيف بالفعل أسوأ أنواع الرسوم الكاريكاتورية العنصرية والمعادية للمرأة على الإنترنت.
تضمن تقرير المجموعة أيضاً رابطًا لمقطع فيديو يصور عملية اعتداء جنسي عندما قاد المستخدمون إحدى الباحثات إلى غرفة وشرعوا في التحرش بها فيما قام آخر بتوزيع مشروب الفودكا عليهم.
وتقول مجموعة SumOfUs إن التقرير يشارك الكثير من الأدلة على مدى ضآلة الانضباط الأخلاقي داخل عالم هورايزون Horizon الافتراضي، وأفاد الباحثون أن تداول العقاقير المزيفة منتشر في هذا العالم إلى جانب أن المستخدمين ينادون بعضهم البعض باستمرار بالشتائم العنصرية والمعادية للمثليين.
وقال التقرير: "ميتا تمضي قدماً في تطوير عالم ميتافيرس Metaverse مع عدم وجود خطة واضحة لكيفية الحد من المحتوى الضار والسلوك المشين، والحد من انتشار المعلومات المضللة، ومواجهة خطاب الكراهية المتصاعد"، مضيفاً أن "الشركة يبدو أنها لا تعرف أن الإشراف على المحتوى يمثل مشكلة، ويبدو أنها ليس لديها خطة دقيقة لكيفية إصلاحها".
واستشهد مؤلفو التقرير بمذكرة داخلية صدرت في شهر مارس/آذار نشرتها فاينانشيال تايمز وصاغها نائب رئيس شركة ميتا Meta للواقع الافتراضي اندرو بوسوورث، والذي قال إن "مراقبة العملاء على أي نطاق هي أمر مستحيل عمليًا".
كانت شركة ميتا قد وعدت بأن عالم ميتافيرس Metaverse سيكون مساحة رقمية يتفاعل فيها الناس سوياً بشكل أقرب للحقيقة. وعلى الرغم من أن التحرش عبر الإنترنت ليس شيئًا جديدًا، إلا أن هذا النوع من التصرفات يأخذ طابعًا أكثر عمقًا بمجرد ارتداء النظارات التي تهدف إلى جعلك تشعر وكأنك موجود بالفعل في عالم آخر.
مجموعة المراقبة أشارت أيضًا إلى عدة أمثلة أخرى على السلوك السيء، حيث أبلغ المستخدمون أن صورهم الرمزية (الآفاتار Avatar) التي يستخدمونها داخل هذا العالم تعرضت للاعتداء الجنسي، إلى جانب ممارسات جنسية عنيفة أخرى تم تسجيل بعضها بالصوت وذلك على الرغم من تأكيد الشركة على تفعيل ميزة "الحدود الشخصية" والتي تمنع الصور الرمزية الأخرى من الاقتراب بشدة من جسم مستخدم آخر.
أكد التقرير أيضاً أن غرف الدردشة الافتراضية الأخرى مثل VR Chat تضمنت بالفعل ميزات مماثلة للحفاظ على المساحات الآمنة، ولكن طُلب من الشخصيات الرمزية لباحث SumOfUs باستمرار إزالة إعدادات الحدود الشخصية. وعندما يحاول مستخدم آخر لمسك أو التفاعل معك، تهتز وحدات التحكم في الواقع الافتراضي "مما يخلق تجربة جسدية مربكة للغاية وحتى مزعجة أثناء هجوم افتراضي"، وفقًا للتقرير.
من ناحية أخرى، قال متحدث باسم شركة ميتا Meta لـموقع إنسايدر Insider إن إعداد الحدود الشخصية قيد التشغيل افتراضيًا، ولا يوصي بإيقاف تشغيلها عند وجود غرباء، مضيفًا : "نريد أن يتمتع كل شخص يستخدم منتجاتنا بتجربة جيدة والعثور بسهولة على الأدوات التي يمكن أن تساعد في المواقف مثل هذه ، حتى نتمكن من التحقيق واتخاذ الإجراءات".
ويقول الباحثون إن الشركة أكدت على أن العمر الأدنى للمشاركين في العالم الافتراضي لا يجب أن يقل عن 18 عاماً، لكنهم لاحظوا وجود أشخاص دون السن القانونية.
ويشير التقرير إلى أن نسخة "Metaverses" الحالية أظهرت مدى صعوبة كبح السلوك السيئ للاعب، إذ كانت هناك أمثلة سابقة على صور رمزية (آفاتار) تعتدي جنسيًا على لاعبين آخرين لا تتجاوز أعمارهم 7 سنوات. ومن المفترض أن عالم Horizon Worlds يتضمن مشرفين داخل اللعبة لتطبيق الإرشادات، لكن التقرير يقول إنه في المقابلات قال اللاعبون إنه لا يوجد عدد كافٍ منهم تقريبًا وأن الأمر لايبدو أنه يشكل أزمة لمنصة Meta.
أيضاً أفاد التقرير أن غرفة المحادثة VR Chat استضافت محتوى مزعجًا على منصة يمكن للأطفال الصغار الذين يعرفون كيفية التلاعب بتاريخ الميلاد الوصول إليه بسهولة ما يجعل مسألة تحديد المشاركين بحسب العمر ليست فعالة بما فيه الكفاية.
وقال مؤلفو التقرير: "لقد أثبتت Meta مرارًا وتكرارًا أنها غير قادرة على مراقبة المحتوى الضار سواء على فيسبوك Facebook أو انستغرام Instagram أواتساب WhatsApp أو الرد عليه بشكل مناسب، لذا فليس من المستغرب أن تكون قد فشلت بالفعل في عمل ذلك على منصة Metaverse أيضًا".
على جانب آخر، كتب نك كليغ، رئيس الشؤون الدولية في شركة ميتا Meta، مؤخرًا أن مطالبة الشركة بتسجيل خطاب اللاعب من أجل تعديل المحتوى سيكون أمراً صعباً ويشمل نوع من الوصاية الأبوية. وتريد الشركة بدلاً من ذلك التركيز على الأنظمة التي يحركها الذكاء الاصطناعي والتي تساعد في الاستجابة للتقارير والشكاوى التي يرفعها المستخدم.
ويضيف كليغ قائلا: "نحن في المرحلة الأولى من هذه الرحلة".
عماد حسن