مع تصاعد القصف.. كيف هو الوضع على الأرض في غزة وإسرائيل؟
١٩ مايو ٢٠٢١دعت منظمتا اليونيسف والأونروا ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى تمكين سبل الوصول إلى غزة لإيصال المساعدات الإنسانية ومساعدة المتضررين من الصراع، وخاصة الأطفال. وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، إن حوالي مليون طفل في غزة يعانون من العواقب المتصاعدة للصراع العنيف ولا يوجد مكان آمن يلجأون إليه.
ودعت، وفقا لما نقله موقع أخبار الأمم المتحدة اليوم الأربعاء، إلى "وقف فوري للأعمال العدائية لدواعٍ إنسانية للسماح بدخول الموظفين والإمدادات الأساسية"، كما دعت أيضاً إلى "إنشاء ممرات إنسانية حتى نتمكن من إيصال هذه الإمدادات بأمان، ولكي تتمكن العائلات من لم شملها والوصول إلى الخدمات الأساسية، وللتمكن من إجلاء المرضى أو الجرحى."
وذكرت وزارة الصحة في غزة في أحدث حصيلة، أن عدد القتلى ارتفع اليوم الأربعاء إلى 219 من بينهم 63 طفلا و36 سيدة و16 مسنا، إضافة إلى 1530 إصابة بجراح مختلفة. ووثقت اليونيسيف إصابة 444 طفلا فلسطيينا على الأقل ونزوح ما يقارب 30 ألفا.
كما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) اليوم الثلاثاء إن الغارات الجوية الإسرائيلية أدت إلى تشريد أكثر من 52 ألف فلسطيني وتدمير أو إلحاق أضرار بالغة بنحو 450 مبنى في قطاع غزة.
وقال ينس لاركيه المتحدث باسم أوتشا للصحفيين إن نحو 47 ألفا من النازحين لجأوا إلى 58 مدرسة تديرها الأمم المتحدة في غزة. وأضاف أن 132 بناية دمرت كما تعرض 316 مبنى لأضرار بالغة منها ستة مستشفيات وتسعة مراكز للرعاية الصحية الأولية.
وقالت مارجريت هاريس المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية إن هناك نقصا حادا في الإمدادات الطبية وخطر الإصابة بالأمراض التي تنقلها المياه وانتشار كوفيد-19 بسبب تكدس النازحين في المدارس.
حي الرمال.. صورة مصغرة
ولم يبق أي أثر من البنايات الشاهقة في حي الرمال الراقي في غرب قطاع غزة التي دمرها القصف الجوي الإسرائيلي، وكأن "زلزالاً" أصابها، بينما تنتشر في شوارعه أكوام الركام.
وأحدث القصف الإسرائيلي حفرا كبيرة في الطرق، ولم تسلم أي بقعة في الحي الذي تسكنه عائلات غنية والذي يعرف بأنه شريان أساسي للحياة التجارية في قطاع غزة، من الدمار. وتعرض الحي لأكثر من مئتي غارة جوية إسرائيلية خلال أيام الحرب التسعة.
ويقول أبو أحمد الحسنات (50 عاما) من حي الرمال "كأننا نعيش في منطقة زلازل من شدة الانفجارات ورعبها. عندما تشن إسرائيل غاراتها يهتز البيت كله، كأنه تعرض لهزة الأرضية. ضربوا المنطقة وكانت أغلب الغارات وأعنفها علي حي الرمال".
ويقول الحسنات الذي انتقل قبل سنوات الى حي الرمال معتقداً أنه أكثر أمنا من غيره، "كنت أسكن في منطقة المغراقة (الى جنوب مدينة غزة). خلال حرب 2014، قررت مغادرة المغراقة بسبب خطورة الوضع وانتقلت للإقامة في مدينة غزة. وللأسف دمّر بيتي".
ويضيف "المنزل دمّر كليا، وهي المرة الثالثة التي يدمّر منزلي. لا أعرف أين أذهب للبحث عن الأمان".
وتقول دنيا الأمل اسماعيل (50 عاما)، مديرة جمعية "المرأة المبدعة" الأهلية والتي تسكن في وسط الحي، "قبل اندلاع هذه الحرب، كنا نعتبر حرب 2014 الأشد صعوبة ومرارة وقتلا وتشريدا على قطاع غزة".
ماذا عن الجانب الآخر؟
يقضي ناتانيل شارفيت أيامه محاولا إضاعة الوقت وهو يقف عند مهد وليده في مخبأ إسرائيلي للاحتماء من صواريخ حماس، وطُليت جدرانه باللون الأبيض. وإذا غامر شارفيت بالخروج فالبديل ربما يكون أسوأ كثيرا.
يعيش شارفيت وأسرته في ظل خطر شبه دائم يتمثل في الهجمات الصاروخية التي تشنها حركة حماس وتنظيم الجهاد الإسلامي من غزة التي لا تبعد سوى 19 كيلومترا عن بيته في مدينة عسقلان الساحلية.
وليس لشارفيت وزوجته وأطفالهما الأربعة أي قدر من السيطرة على الحرب الجوية المستعرة فوق رؤوسهم أكثر مما لدى المدنيين الفلسطينيين الذين يعيشون على الجانب الآخر من الحاجز العسكري الإسرائيلي الذي يفصل شمال غزة عن إسرائيل. وكل ما يستطيعونه هو الانتظار والأمل في العودة إلى حياة شبه طبيعية.
قال شارفيت (30 عاما) لرويترز: "نحن في هذا الوضع منذ سنوات عديدة الآن. 20 سنة تقريبا. لا أعرف بالضبط كم سنة. ونحن لا نغادر المخبأ، نلعب هنا ونحاول إضاعة الوقت بقدر الإمكان ونأمل أن تسير الأمور على ما يرام".
ورغم أن وجود الغرفة "الآمنة" المحصنة أصبح شرطا ملزما في كل المساكن الجديدة في إسرائيل فلا وجود لها في المباني الأقدم.
ويخبيء موشيه لوتاتي (44 عاما) أولاده الثمانية تحت السلم عندما تنطلق صافرات الإنذار لأنه لا توجد غرفة محصنة في شقتهم السكنية بالطابق الثالث في عسقلان.
قال لوتاتي: "لا يوجد مكان للاختباء. فالمخبأ بعيد جدا ومهمل ولا نستطيع أن نزج بثمانية أطفال في مخبأ مهمل".
وتقول السلطات الإسرائيلية إن 12 شخصا قتلوا في إسرائيل بينهم طفلان.
ع.ا/ ع.غ (د ب أ، رويترز، آ ف ب)