معلومات جديدة عن كيفية تسلل فيروس الإيدز لنواة الخلية
٢٠ ديسمبر ٢٠١١توصل علماء بريطانيون إلى أن فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" يدخل نواة الخلية من خلال الالتصاق ببروتين من الخلية وأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يتوغل بها الفيروس عبر المسام التي تربط داخل نواة الخلية بمحيطها. ونشر الباحثون تحت إشراف غريغ تاورز من جامعة لندن دراستهم، التي توصلوا خلالها لهذه النتائج في مجلة "بلوس باثوجينس" الأمريكية الصادرة الثلاثاء (20 كانون الأول/ ديسمبر 2011)، وقالوا إن الكشف عن هذه الحقيقة يعزز الآمال المعقودة على مكافحة الفيروس لأن معرفة كيفية تغلغله لنواة الخلية يمكن من القيام بشيء ضده.
وغالبا ما يصل الفيروس لجسم الإنسان عبر الدم أو النطفة ثم يصل إلى داخل الخلية عبر غشائها الخارجي ولكن ذلك لا يكفي لإصابة الجسم به، إذ يحتاج الفيروس إلى تكوين صفاته الوراثية داخل المجموع الوراثي للخلية التي يصيبها. ويقع هذا المجموع الوراثي في نواة الخلية. وتوجد داخل هذا الغشاء مسام كبيرة تنظم تيار الجزيئات الداخل للخلية والخارج منها.
بروتين كابسيد
والجديد في الدراسة الآن هو أن فريق الباحثين تحت إشراف تاورز اكتشف أن بروتينا بالفيروس يطلق عليه اسم "بروتين كابسيد" يلتصق أولاً ببروتين "نوب 358" الموجود في الخلية حتى يستطيع الوصول عبر مسام النواة إلى هدفه النهائي. وقال الباحثون إن الفيروسات المحتوية على بروتين كابسيد معدل، بحيث لا يستطيع الترابط مع بروتين نوب 358، لذلك لا تستطيع التكاثر في الخلايا المناعية، أي إنه إذا أمكن عرقلة التفاعل المتبادل بين فيروس كابسيد الفيروسي وفيروس نوب 358 التابع لخلية الجسم فمن الممكن الكشف عن سلاح جديد لمكافحة هذا الفيروس الذي يصيب النظام المناعي للجسم.
غير أن علماء أكدوا عدم إمكانية تطوير عقار جديد يقوم على فكرة الدراسة الآن وأن هذه الدراسة لا تزال في مراحلها الأولية. وتعتمد فكرة العقاقير المستخدمة حالياً ضد الإيدز على مهاجمة الفيروس في عدة مواضع مختلفة. فبعض هذه العقاقير تحاول منع تسلل الفيروس إلى الخلية وبعضها يحاول منع اندماجه في المجموع الوراثي للخلية. وغالباً ما يتم الربط بين عقاقير مختلفة في علاج الإيدز.
وقُدر عدد المصابين بالإيدز في العالم نهاية عام 2010 بنحو 34 مليون مريض وذلك حسب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، يعيش نحو 68 بالمائة منهم في منطقة جنوب الصحراء الغربية بقارة أفريقيا. وتوفي نحو 1.8 مليون شخص العام الماضي جراء إصابتهم بالإيدز، في حين حالت الأدوية المستخدمة في علاج الإيدز دون وفاة نحو 700 ألف آخرين حسب بيانات برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز.
(ع.غ/ د ب أ)
مراجعة: أحمد حسو