معاناة منظمات الإغاثة السورية مع الأحكام المسبقة في ألمانيا
٢ يوليو ٢٠١٤في ساحة "شلوسبلتز" في مدينة شتوتغارت يبدو الناشطون السوريون في مجال الإغاثة تائهون وهم يحاولون إثارة انتباه المارة للمأساة التي يعيشها الشعب السوري. شخص واحد فقط أبدى اهتماما بالموضوع، "الأمر لطيف هنا" يقول أحدهم "لأنكم لا تتسولون المال، لقد تبرعت بالمال للمصريين بلا جدوى، والنتيجة كانت الأشخاص الخطأ".
مثل هذه الحالات جزء من الحياة اليومية للناشطين السوريين كفاروق السباعي. المشكلة تكمن في "نقل كارثة الحرب الأهلية وتوضيحها للناس في الشارع". ومنذ بدء الأزمة السورية، يقف رجل الأعمال فاروق مرة واحدة على الأقل في الشهر وسط مدينة شتوتغارت للتعريف بالقضية السورية. في بداية عام2013 أسس جمعية "سيريان هيومانتي فوروم" (المنتدى الإنساني السوري). (أنظر إلى الرابط أسفل الصفحة). في مبنى شركة صهر المعادن التي يملكها تم تخزين الكثير من المساعدات، أكياس مليئة بأغذية الأطفال وبضائع من كل نوع. تتلقى الجمعية دوريا فائض البضائع من المصنعين مباشرة، خصوصا الأدوية والضمادات. وتلقت الجمعية منذ تأسيسها حوالي 700 ألف يورو من المساعدات. "بطبيعة الحال هذا يزيد الضغط على عملي، ولكن يجب علينا التضامن مع بعضنا البعض في هذه الأوقات الصعبة" يقول فاروق.
هيكلة مهنية للجمعية
سوريو شتوتغارت ليسوا الوحيدين الذين يحاولون مساعدة أقاربهم "في الواقع لدينا الانطباع بأن هناك مزيدا من المجموعات الصغيرة التي تحاول جمع التبرعات" كما يقول بوركارد فيلكه من "المعهد الألماني المركزي للشؤون الاجتماعية"، وأضاف أن الناس يشتكون مما إذا كانت التبرعات تصل فعلا إلى المحتاجين. "بالنسبة للحروب الأهلية، هناك استعداد أقل للتبرع، هناك شك بخصوص اتجاه الأموال ولمن ستذهب". ويجتهد موقع المنتدى الإنساني السوري لإعطاء كل الضمانات. "إلا أنهم يفتقرون للنقاط العشر لمنظمة الشفافية العالمية" على حد تعبير فيلكه، وهي تحث على إعطاء كل المعلومات حول مصدر التبرعات وتوزيعها إضافة إلى البنية الإدارية للجمعية.
ولإضفاء مزيد من المهنية على عمل جمعيات الإغاثة، انضم المنتدى نهاية عام 2013 إلى رابطة اتحادية. ويقول أسامه دراح خبير العلوم السياسية والمتحدث باسم الرابطة "هناك 39 منظمة منضوية تحت رابطتنا" وهدفها تحقيق تنسيق أفضل بين مختلف المشاريع وتكوين علاقات مع المنظمات الإنسانية ذات الصلة.
أحكام نمطية
رغم الجودة والمهنية المتزايدة للجمعيات الإنسانية السورية، إلا أنها تعاني من الأحكام المسبقة للألمان "يتهمنا الكثيرون بأننا إسلاميون" يقول فاروق السباعي، "الإرهابيون الذين يوظفون مأساة الشعب السوري لأغراضهم يحصلون على منابر في الإعلام الألماني، فيما يتم تجاهل معاناة عشرين مليون سوري" على حد تعبير السباعي.
ويؤكد المنتدى الإنساني السوري أنه ليست له علاقة بالمسلحين الإسلاميين، ويرفض كل أشكال العنف. كما يشتكي من العراقيل التي يضعها النظام السوري في وجه منظمات الإغاثة. "هناك منا من تأتيه تهديدات هاتفية (..) تقول إنه من الأفضل عدم مساعدة أسرنا".
كريستيان إغناتسي / ح.ز
link:http://www.shf-forum.de