معارك قرب مطار دمشق والمعارضة تقترب من اختيار رئيس وزراء
١ ديسمبر ٢٠١٢
عادت القوات النظامية السورية إلى حقل نفطي في محافظة دير الزور بشرق البلاد كانت انسحبت منه مساء الخميس، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت (1 ديسمبر/ كانون أول 2012).
وأفاد المرصد أن القوات النظامية انسحبت الخميس من هذا الحقل الذي يعد "آخر مركز تواجدٍ لها شرق مدينة دير الزور"، موضحاً أن المقاتلين المعارضين "يتواجدون على بعد كيلومترات من هذا الحقل، ولم يدخلوا إليه خشية أن يكون ملغماً". وأشار المرصد، الذي يتخذ من لندن مقراً له ويعتمد على شبكة من الناشطين والحقوقيين داخل سوريا، أن القوات التي أعادت الانتشار "هي نفسها التي انسحبت وهي معززة بدبابات وناقلات جند مدرعة".
من جانب آخر، احتدم القتال صباح اليوم السبت بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة قرب مطار دمشق، طبقاً للمرصد، الذي أعلن أن القوات الحكومية قصفت منطقة البساتين على ضواحي دمشق في محاولة لتأمين المناطق المحيطة بالمطار. وأدى العنف إلى وقف عدد كبير من شركات الطيران رحلاتها من وإلى دمشق في اليومين الماضيين.
كما ذكرت لجان التنسيق المحلية المعارضة، التي توثق العنف في مختلف أنحاء سوريا، أن القصف الذي تشنه القوات الحكومية استهدف منطقة بيت سحم بضواحي دمشق، ما أسفر عن مقتل 25 شخصاً على الأقل. ويصعب التحقق من صحة الأنباء الواردة من سوريا من مصدر مستقل، ذلك أن السلطات تمنع معظم وسائل الإعلام الأجنبية من دخول البلاد منذ بدء الاحتجاجات في البلاد في مارس/ آذار من العام الماضي.
وفي الوقت نفسه أكدت قوة مراقبة فك الاشتباك التابعة للأمم المتحدة (يوندوف)، التي تقوم بدوريات في المنطقة منزوعة السلاح بين سوريا وإسرائيل، اليوم أن قوات حفظ السلام التابعة لها تعرضت لهجوم مرتين قرب مطار دمشق. وأضاف فرحان الحق، المتحدث باسم الأمم المتحدة: "أطلق مهاجمون مجهولون النار على قافلة تابعة للأمم المتحدة كانت تتوجه إلى مطار دمشق لليوم الثاني على التوالي (أمس) الجمعة".
هذا وتتعرض مناطق في ريف دمشق السبت للقصف من قبل القوات النظامية، التي تحاول السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين فيها، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويتعرض ريف دمشق منذ فترة لعمليات عسكرية متصاعدة، لا سيما في اليومين الماضيين، مع بدء القوات النظامية حملة واسعة أدت إلى إغلاق طريق مطار دمشق الدولي. وخلفت المعارك في أنحاء سوريا أمس الجمعة 117 قتيلاً، بينهم 83 مدنياً و17 مقاتلاً معارضاً و17 جندياً نظامياً، بحسب حصيلة للمرصد.
ائتلاف المعارضة قريب من اختيار رئيس وزراء
على الصعيد السياسي، قالت مصادر في ائتلاف المعارضة السورية، أن الائتلاف اقترب من اختيار رئيس وزراء لقيادة حكومة انتقالية، بعد محادثات استمرت ثلاثة أيام في القاهرة عززت هيمنة الإخوان المسلمين. وأضاف مندوبون أن رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب هو أقوى مرشح لهذا المنصب، والذي تدعمه كل من الأردن ودول الخليج، متوقعين أن يتم اختياره قبل أو أثناء تجمع في منتصف ديسمبر/ كانون الأول لمؤتمر أصدقاء سوريا.
وقال لؤي صافي، عضو الائتلاف، لوكالة رويترز إن رئيس الوزراء سيكون الموجه للائتلاف مع المجتمع الدولي، ويعمل كرئيس لمجلس وزراء بديل جاهز لشغل الفراغ السياسي والأمني حال سقوط الأسد. يذكر أن أعضاء الحكومة الجديدة لا يمكن أن يكونوا أعضاء في الائتلاف أيضاً.
وبموجب قواعد داخلية للائتلاف تم التوصل إليها في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، سيتم انتخاب رئيس الوزراء بأغلبية بسيطة في الائتلاف، الذي يشغل فيه الإخوان المسلمون وحلفاؤهم أكثر من 50 بالمائة من المقاعد.
ي.أ/ ع. ج (أ ف ب، د ب أ، رويترز)