مظاهرات معارضة وأخرى مؤيدة للأنظمة في كل من سوريا واليمن والأردن
٢٥ مارس ٢٠١١انطلقت عقب صلاة الجمعة تظاهرات في العاصمة السورية دمشق وفي محافظة درعا اعتقلت خلالها قوات الأمن خمسة أشخاص على الأقل، وذلك غداة إعلان السلطات عن نيتها القيام بإصلاحات غير مسبوقة وبخاصة لجهة دراسة إلغاء قانون الطوارئ المعمول به منذ عام 1963. وأفادت وكالة فرانس برس أن نحو 300 شخص انطلقوا عقب صلاة الجمعة من جامع بني أمية الكبير في وسط العاصمة دمشق نحو سوق الحميدية هاتفين "الله، سوريا، حرية وبس " و"درعا هي سوريا" و"كلنا فداء درعا".
في المقابل احتشد أنصار للرئيس بشار الأسد في ساحة المسكية المقابلة للجامع حاملين صوراً للرئيس السوري ولوالده حافظ وهم يهتفون بشعارات مؤيدة للنظام. ونقلت الوكالة الفرنسية عن شهود عيان قولهم إن "قوات الأمن فرقت بالقوة تظاهرة اندلعت في حي العمارة في قلب العاصمة دمشق". وأضافت أن "احد عناصر الأمن شد إحدى المتظاهرات من شعرها وتركها بعد أن صرخت كما صادرت قوى الأمن شريحة الذاكرة من آلة تصوير أحد الأشخاص بينما كان يقوم بتصوير التظاهرة". كما تواردت أنباء عن خروج مظاهرات في منطقة داعل، تأييداً للتظاهرات في درعا مرددين هتافات تنادي بالحرية.
الأردن: اعتصامات في عمان
أما في الأردن فقد أعلن المعتصمون في ميدان جمال عبد الناصر بعمان إصرارهم على الاستمرار في اعتصامهم المفتوح مستلهمين التحركات الشبابية في مصر وتونس والبحرين. وذلك على الرغم من تعرضهم للاعتداء من قبل من وصفوهم بـ"البلطجية" منتصف ليل الخميس الجمعة ووقوع عدد من الجرحى. وأصيب 30 من المعتصمين بجروح نتيجة الاعتداء ما استدعى نقل ثلاثة منهم إلى المستشفى، على ما أفاد شهود عيان، فيما تلقى البقية العلاج في خيمة "عيادة شباب 24 آذار" التي أعدها المعتصمون.
وكان مئات الشباب من تيارات مختلفة بدؤوا الخميس اعتصاماً مفتوحاً في الميدان تحت المطر تلبية لدعوة حركة "24 آذار" التي أعلنت نفسها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، للمطالبة بـ"تعديلات دستورية" و"محاكمة رموز الفساد" ونصبوا خيما للمبيت هناك.
من جانب آخر تظاهر اليوم الجمعة أيضاً آلاف الأردنيين في العاصمة عمان تأييداً للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في "مسيرة لب نداء الواجب، نداء الوطن" في حدائق الملك الحسين.
ويشهد الأردن منذ نحو ثلاثة أشهر احتجاجات شاركت فيها الحركة الإسلامية وأحزاب معارضة يسارية إضافة إلى النقابات المهنية وحركات طلابية وشبابية وقوى وطنية. ولم تطالب هذه الاحتجاجات بتغيير النظام بل بإصلاح اقتصادي وسياسي شامل ومحاكمة الفاسدين مهما كانت مناصبهم في الدولة.
الرئيس اليمني يؤكد "ثباته" في السلطة
وفي اليمن أكد الرئيس علي عبد الله صالح أنه "ثابت" في وجه الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيله رغم أنه مستعد "لتسليم السلطة إلى إياد أمينة". وأعرب صالح عن استعداده لتسليم السلطة لكن شريطة أن يسلمها إلى "أيد أمينة". وأدلى صالح المحاصر بالمشكلات بتلك التصريحات أمام آلاف من أنصاره خارج القصر الرئاسي. وقال صالح أمام الحشد الذي كان يقوم بالتهليل له إنه سيفعل ذلك من أجل الاستقرار مقراً أنه لا يثق في المعارضة التي وصفها بأنها "أقلية صغيرة من تجار المخدرات".
من جانب آخر اكتظت ساحات التغيير والتحرير بالعاصمة والمحافظات بمئات الآلاف من المصلين في جمعة الرحيل التي ارتفع فيها الهتافات بعد أدائهم صلاة الجمعة. ومنذ الصباح الباكر احتشد مئات آلاف اليمنيين في صنعاء للمشاركة في تجمع ما أطلقوا عليه "جمعة الرحيل" في ساحة أمام جامعة صنعاء حيث يعتصم الآلاف منذ 21 شباط/ فبراير. وأطلقت وحدات من الجيش اليمني مؤيدة للثوار الرصاص في الهواء لوقت قصير لمنع أنصار النظام من الاقتراب من المحتجين في صنعاء عقب انتهاء كلمة صالح. وحاول أنصار النظام المحتشدون في شارع قريب من ساحة يتجمع فيها المنادون بإنهاء حكم صالح، الاقتراب من المتظاهرين الخارجين من "ساحة التغيير"، إلا أن عناصر الجيش المنتشرة في المكان أطلقت النار في الهواء لمنعهم.
لقاء صالح والأحمر يخفق في حل الأزمة
يأتي ذلك في وقت تحدثت فيه مصادر مطلعة عن لقاء عقد أمس الخميس بين صالح واللواء علي محسن الأحمر الذي أعلن انضمامه إلى الحركة الاحتجاجية في التوصل إلى حل للازمة في البلاد، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. وقالت المصادر القريبة من الطرفين إن صالح والأحمر "التقيا مساء الخميس في منزل نائب الرئيس عبد ربه منصور بحضور رئيسي مجلسي النواب والشورى (...) في محاولة لرأب الصدع ومنع انشقاق المؤسسة العسكرية وبحث آليات تسليم السلطة". وتابعت المصادر أن "اللقاء اخفق في نزع فتيل الأزمة وتقريب وجهات النظر بين الطرفين".
(ع.غ/ د ب أ/ رويترز/ أ ف ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي