مصر: ماذا بعد استبعاد الحيتان من مرشحي الرئاسة؟
١٧ أبريل ٢٠١٢التنافس على منصب رئيس الجمهورية هو في الحقيقة تنافس على صانع القرار الحقيقي في مصر، إذ تشير استطلاعات رأي أجرتها مؤسسات غير حكومية في هذا البلد إلى أن اغلب المصريين يؤيدون تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية لكي يتمكن من أن يصطنع كاريزما القائد الذي قد يبدد مخاوف الفوضى السياسية والاقتصادية الخانقة التي يمر بها البلد.
اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة في مصر استبعدت عشر مرشحين بينهم عمر سليمان رئيس المخابرات في عهد مبارك وخيرت الشاطر، مرشح الإخوان، والمرشح السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل لأسباب مختلفة. فهي بررت استبعاد خيرت الشاطر بسبب صدور حكم جنائي سابق عليه. كما بررت استبعاد المرشح السلفي أبو إسماعيل لأن والدته تحمل الجنسية الأمريكية لتنفي بهذا اتهامات وجهت لها بأنها موالية لتحالف غير معلن بين العسكر وأحزاب الإسلام السياسي.
"الدفة ستعود بعد هذه التعديلات إلى أيدي شاب الثورة"
ويبدو أن هذا الاستبعاد قد أعاد الكُرة إلى ملعب شباب ثورة 25 يناير الذين لم يحرزوا سوى بضعة مقاعد برلمانية. DWعربية حاورت النائب في البرلمان المصري زياد العليمي الذي نفى أن تكون الكرة اليوم في ملعب الشباب "لأنهم غير منشغلين أصلا بانتخابات الرئاسة لسبب الضبابية التي تميز الفترة الانتقالية التي قامت بعد التعديلات الدستورية المثيرة للجدل والتي اصطفت التيارات الإسلامية إلى جانبها وكانت أول من استبعد بسببها، وخلاصة القول أن هذه المرحلة تتميز بافتقاد الرؤية وافتقاد البوصلة".
لكن النائب العليمي، أحد رموز شباب ثورة يناير عاد واستدرك بالقول "إن المادة 28 من التعديل الدستوري التي تفرض عدم قيام طعون على قرارات اللجنة العليا للانتخابات وهي قاعدة غير موجودة في كل قوانين الانتخابات في العالم، هذه المادة تلغي أي ضمانات لنزاهة العملية الانتخابية، لكن الدفة ستعود بعد هذه التعديلات إلى أيدي شاب الثورة الذين سبق وأن حذروا الناس من هذه التعديلات". ومضى البرلماني الشاب الذي ترشح عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي إلى القول: "نحن نريد ضمانات لنزاهة العملية الانتخابية، الناس قد خرجوا في 25 يناير 2011 ينادون بالحرية والديمقراطية والعدالة، ما فائدة ذلك واللجنة المشرفة على انتخابات الرئاسة لا يجوز الطعن في قراراتها؟".
ويرى بعض المراقبين أن رئيس المخابرات السابق عمر سليمان الذي تمكن من جمع التوكيلات بشكل سريع من ناخبين يحق لهم التصويت، يمتلك في الحقيقة قاعدة جماهيرية واسعة تؤهله للفوز إن لم يكن قد استبعد، لكن النائب العليمي اعترض على هذه القراءة معتبرا "أن حملة ترشيح عمر سليمان فعّالة منذ عام وقد عين موظفون مختصون باختراق مواقع التواصل الاجتماعي، ويموّل هذه الحملة عدد من رجال الأعمال الموالون للنظام السابق" .
"اختاروا عمر سليمان هربا من الأحزاب الإسلامية"
وفي معرض تحليله لأسباب تمكن عمر سليمان من حشد تأييد عدد كبير من الناس أشار العليمي إلى أن "كثيرا من الناس مستاءون من أداء أحزاب الإسلام السياسي، وقد اختاروا العودة إلى صف النظام القديم وحالهم كالمستجير بالرمضاء من النار، هم كانوا يبحثون عن رئيس قوي حتى وإن لم يطابق المعايير الديمقراطية، ليخلصهم من كابوس الجماعات الإسلامية".
والآن يرى بعض المراقبين، وبعد أن تأكد استبعاد هؤلاء المرشحين الثلاثة الذين سلطت عليهم الأضواء خلال الفترة الماضية، أن زمام المبادرة سينتقل إلى شخصيات أخرى كعمرو موسى وهو وزير خارجية سابق وأمين عام سابق للجامعة العربية وعبد المنعم أبو الفتوح وهو إسلامي معتدل فارق جماعة الإخوان المسلمين بعد أن رشح نفسه لانتخابات الرئاسة مستقلا عنهم وكذلك مرشح الإخوان الثاني، رئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسي.
ملهم الملائكة
مراجعة: أحمد حسو