مسلحون لبنانيون يخطفون ثمانية سوريين على الحدود
١ أبريل ٢٠١٣قال مقيمون ومصادر أمنية إن مسلحين خطفوا اليوم الاثنين (الثاني من نيسان/أبريل2013) ثمانية سوريين من الطائفة العلوية أثناء عبورهم الحدود إلى شمال لبنان وذلك في مسعى لاطلاق سراح رجل سني يعتقد ان القوات السورية تحتجزه. وقال مقيمون في وادي خالد وهي بلدة لبنانية على الحدود الشمالية، لوكالة رويترز، إن مسلحين هاجموا حافلة تقل سوريين وافدين للعمل واعتدوا على السائق بالضرب وخطفوا ثمانية علويين. واضافوا ان المسلحين سيطلقون سراح المخطوفين ما ان تفرج القوات السورية عن سني لبناني يدعى محمد حسين الاحمد يقولون انها تحتجزه. وقال مصدر امني إن قوات الجيش اللبناني ارسلت دوريات الى منطقة الحدود الشمالية للبحث عن الرهائن.
وبحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس، فقد "خطف مسلحون مجهولون تسعة اشخاص بينهم خمسة من عائلة واحدة هم رجل وزوجته واولادهما الثلاثة, بعد وقت قصير من عبورهم الحدود السورية اللبنانية عبر معبر جسر قمار في منطقة وادي خالد في شمال لبنان". واضاف المصدر ان التسعة هم من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الاسد, في حين بقيت هوية المسلحين الخاطفين مجهولة.
وفي سياق آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الاثنين إن أكثر من ستة آلاف شخص قتلوا جراء النزاع السوري في شهر آذار/مارس 2013، ما يجعل منه الشهر الأكثر دموية في الأزمة المستمرة منذ عامين. وتشير آخر أرقام الأمم المتحدة العائدة إلى شباط/فبراير الماضي إلى مقتل نحو 70 ألف شخص في سوريا.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن القتلى هم 3480 مدنيا، بينهم 298 طفلا دون السادسة عشر من العمر، و291 سيدة، و1400 مقاتل معارض. ويدرج المرصد(مقره لندن) بين المدنيين، كل السوريين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية. وأضاف عبد الرحمن أن شهر آذار/مارس شهد مقتل 86 جنديا منشقا و1464 عنصرا من القوات النظامية، "بينهم أفراد في قوات الدفاع الوطني التي شكلها النظام".
حصيلة الضحايا قد تكون أثقل
وأحصى المرصد سقوط 387 شخصا مجهولي الهوية، إضافة إلى 588 مقاتلا مجهولي الهوية، "بينهم العديد من جنسيات غير سورية". وأعرب عبد الرحمن عن اعتقاده أن العدد الحقيقي لقتلى النظام والمعارضة "هو أعلى من ذلك"، بسبب تكتم الطرفين على الحصيلة الفعلية "من أجل المعنويات في القتال".
واعتبر مدير المرصد أن مسؤولية مقتل هؤلاء "يتحملها المجتمع الدولي الذي لم يقم بأي أمر جدي لمساعدة الشعب السوري سوى الوعود الكاذبة، بل يجلس شاهدا على تدمير سوريا والمجتمع السوري". من جهة أخرى، أشار عبد الرحمن إلى مقتل 62554 شخصا في النزاع حتى نهاية آذار/مارس، في حصيلة "لا تشمل الأرقام الحقيقية لقتلى القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، أو الشبيحة والمخبرين الذين نعتقد أن عددهم يفوق 12 ألفا".
كما تستثني الحصيلة "آلاف المفقودين مجهولي المصير داخل المعتقلات السورية، ومئات الأسرى من القوات النظامية لدى الكتائب المقاتلة". وتوقع عبد الرحمن في حال احتساب هؤلاء "أن يتخطى العدد الحقيقي للذين قتلوا في الأزمة السورية 120 ألف شخص"، مشددا على أن التثبت من ذلك "يحتاج إلى لجان تحقيق دولية مستقلة".
على صعيد متصل سجل عدد النازحين السوريين إلى لبنان حتى نهاية الأسبوع الحالي ارتفاعا كبيرا مقارنة بالأسبوع الذي سبقه، ليصل إلى حوالي 400 ألف شخص. وأظهر تقرير أسبوعي دوري صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، وزع اليوم الاثنين، أن عدد النازحين السوريين إلى لبنان المسجلين لدى المفوضية أو الذين أعلموا المفوضية بأنهم يرغبون بتسجيل أسمائهم، بلغ حوالي 400 ألف نازح.
وأوضح التقرير أن المفوضية قامت بتسجيل 48000 نازح سوري خلال شهر آذار/مارس الماضي. ولفت التقرير إلى أن عدد النازحين السوريين الموجودين في كل من الأردن وتركيا والعراق ومصر ولبنان بلغ المليون بحلول 7 آذار/مارس الماضي، فيما وصل عددهم بحلول نهاية الشهر نفسه إلى مليون ومائتي ألف شخص، أي ما يمثل زيادة ملحوظة بنسبة 20 في المائة.
الصحافي الألماني المصاب يعود إلى بلاده
وفي سياق آخر، أعلنت القناة التلفزيونية الألمانية الأولى، أي.أر.دي، أن مراسلها المخضرم في الشرق الأوسط، يورغ آرمبروستر، البالغ من العمر 65 عاما، قد تم اليوم الاثنين نقله إلى احد المستشفيات الألمانية لمواصلة العلاج الذي بدأه في تركيا إثر إصابته بطلقات نارية في مدينة حلب السورية، عندما كان يمارس عمله الصحافي هناك يوم الجمعة الماضي.
وقالت مصادر صحافية إن آرمبروستر وصل على متن طائرة خاصة إلى مدينة شتوتغارت قادما من تركيا. وكان المراسل الصحافي الألماني قد أصيب في حلب يوم الجمعة الماضي برصاصات مجهولة أو شظايا قذائف وسط ظروف غامضة، حيث نقل على الفور إلى تركيا ليخضع لعملية جراحية طارئة.
اشتباكات متواصلة حول حلب
ميدانيا تدور اشتباكات عنيفة اليوم الاثنين في مدينة حلب وفي محيط مطارها الدولي المحاصر من مقاتلي المعارضة، بينما قصف الطيران الحربي مناطق عدة في سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد "لا تزال الاشتباكات مستمرة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في حي الشيخ مقصود شرقي"، الواقع في شمال مدينة حلب، مشيرا إلى "أنباء عن اقتحام القوات لبعض أجزاء الحي ترافق مع قصف" طاول أيضا حي بستان الباشا المجاور.
ومن جهتها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن القوات النظامية "نفذت اليوم عمليات نوعية اتسمت بالدقة ضد أوكار المجموعات الإرهابية المسلحة في المنطقة الواقعة بين حي بستان الباشا والشيخ مقصود".
ويشهد الطرف الشرقي من الشيخ مقصود اشتباكات منذ قرابة ثلاثة أيام بين مقاتلين معارضين من كتائب إسلامية وكتيبة كردية من جهة، ومسلحين من اللجان الشعبية من جهة أخرى. كما استمرت المعارك في المحافظات الجنوبية، من بينها في درعا، حيث تمكنت قوات المعارضة من فرض سيطرتها على شريط حدودي مع الأردن يمتد إلى هضبة الجولان.
ولم يتسن التأكد من صحة هذه الأنباء نظرا لعدم وجود صحافة مستقلة في البلاد.
ح.ع.ح / م. س (د.أ.ب، رويترز، أ.ف.ب)