مخاطر الحساسية من لسعات الدبابير وسبل علاجها
١٩ أغسطس ٢٠١٣تحوم الدبابير فوق اللحوم والأطعمة الحلوة والمشروبات. وهي توجد حتى في محلات بيع الفواكه حيث تعمل هايكه فراير، التي أصيبت بلسعة دبور. اللسعة ليست مؤلمة فقط بل وخطيرة أيضا، لأن هايكه تعاني من حساسية شديدة. وتقول عن الأعراض التي ظهرت لديها بعد أن لسعها دبور: "ساءت حالتي ولم أعد قادرة على التفكير وأصبت بجفاف في فمي. شعرت بغثيان ولم أعد قادرة على الرؤية بوضوح".
وتعالج لسعات الدبابير المستعجلة بالأدرينالين والكورتيزون ومضادات الالتهاب والمضادات الحيوية. ويقول الدكتور ماركوس ييغر- روزيني، إنه يجب على الملسوع التحرك بسرعة وطلب حضور طبيب الطوارئ عند ظهور الأعراض التالية: "أولى علامات الخطورة تتجلى في صعوبة البلع وضيق في التنفس".
شدة الحساسية مرتبطة بعدد اللسعات
تحاول بائعة الفواكه هايكه فراير إبعاد الدبابير باستعمال خدعة الليمون والقرنفل والعسل، لكنها لا تنجح في ذلك دائماً. ويتسبب سم الدبابير في تكوّن مضادات أجسام في دم المصاب بالحساسية وينجم عن ذلك مشاكل في الدورة الدموية وأحيانا الوفاة بسبب الصدمة. وكلما زاد عدد اللسعات التي يتعرض لها المرء، كلما صارت حساسيته أقوى وأخطر.
ويقول الدكتور ييغر – روزيني إن الدبابير بحد ذاتها لا تزداد خطورة ولكن "رد فعل أجسام بعض الناس على سمها هو الذي يصبح لسعة بعد أخرى أكثر قوة وعنفاً. ولأن الجسم قام بتسجيل معلومات سابقة عن السم، فإن رد فعله يكون حادا وسريعا". وتتكرر حالات الوفاة جراء لسعات الدبابير. لذا ينصح ذوو الحساسية المفرطة من لسعات الدبابير بحمل عدّة الطوارئ دائما معهم، وهي تضم أدوية الكورتيزون والأدرينالين.
أحيانا تكون لسعة الدبور في مكان قريب من مجرى التنفس كالفم والحلق. ويسرد الدكتور أوليفر ديرنر قصة سائق شاحنة، لا يعاني من حساسية ضد سم الدبابير، لكنه كان في وضع حرج وحالته في خطر حينما جاء إلى المستشفى: "في الشهر الماضي جاءنا سائق شاحنة كان يقود شاحنته والنافذة مفتوحة، فتعرض للسعة دبور تسلل إلى داخل فمه. كان يعاني من تورم شديد في لسانه وإحدى شفتيه وضيق في التنفس".
ولحسن الحظ نجح الأطباء في إنقاذ حياة سائق الشاحنة في آخر لحظة. ويعالج المستشفى الألماني، حيث يعمل الطبيب ديرنر، حالتين إلى ثلاث حالات طارئة يوميا بسبب لسعات الدبابير. ويقول ديرنر: "لاحظنا في السنوات الأخيرة تزايد عدد المصابين الذين يتأثرون بشدة من لسعات الدبابير".
لقاح مضاد لسم النحل والدبابير
كما يلاحظ الأطباء ازدياد أمراض الحساسية في العالم بشكل عام ومن بينها الحساسية ضد سم الدبابير. ويمكن للمصابين بحساسية لسع الدبابير حماية أنفسهم بعد اللسع بالتلقيح ضدها. وتقضي عملية تناول هذا اللقاح ببقاء الشخص لمدة يومين في المستشفى تحت رقابة الأطباء خوفا من حدوث مضاعفات. ويتم حقنه سبع مرات بجرعات قليلة من سم الدبابير، في كل نصف ساعة حقنة.
وبعد مرور يومين، يصبح لدى الشخص مناعة أولية ضد سم الدبابير. وبعد ذلك يحتاج مرضى الحساسية المفرطة إلى أخذ حقنة كل شهر لمدة ثلاثة أعوام لجعل جهاز المناعة أقل حساسية ضد سم الدبابير. أي أن المرضى بحاجة إلى طول النفس، لكن بالمقابل تكون الحماية مضمونة.