محمد الأحمري: دول الخليج ليست بمنأى عن تأثير الربيع العربي
٢٠ أبريل ٢٠١٢تشهد علاقات دول الخليج مع إيران توترا ملحوظا في الآونة الأخيرة. وفي حين يرى البعض أن إيران تشكل خطرا حقيقيا على هذه الدول يفسر آخرون موقف دول الخليج من إيران حجة لعدم المضي قدما ً في إصلاحات سياسية. ولتسليط الضوء على الحالة الراهنة لدول الخليج في ظل التغييرات التي يشهدها محيطه أجرى موقع DW عربية مقابلة مع الدكتور محمد الأحمري، رئيس منتدى العلاقات العربية والدولية في قطر.
نص المقابلة:
DW عربية: غالبا ما يشير حديث المسؤولين في دول الخليج إلى أن الربيع الثوري العربي بعيد عنهم وأنه لا سبب لربيع في الخليج. ما تقييمك للحالة الراهنة لدول الخليج؟
محمد الأحمري: الثورات العربية التي تمت هي مجرد بداية لحركة عامة، وقد لا تكون وصلت آثارها ونتائجها لمجتمعاتها نفسها ولكنها بدأت تحدث تغييرا نفسيا وذهنيا عاما في المجتمع العربي كله بل في العالم، وسوف تصل ثمارها للجميع على درجات مختلفة ولن تكون هناك عزلة تامة، إنها مجرد أمنية.
ألا تعتقد بأن الخوف من سياسات إيران أخر التغيير والإصلاح السياسي في دول الخليج؟
النظم الشمولية تنسب الخلل والفساد والضرر والاضطراب إلى عوامل خارجية لأنها تعتقد وتجبر الناس على أن يعتقدوا أن كل شيء في حكوماتها رائع والشر يأتي من الآخر وبسببه. فلو لم تكن إيران موجودة لكان هناك عذر آخر، إسرائيل أو أوروبا أو إفريقيا بل ربما العالم كله يصلح دائما مبررا للاستبداد.
أشرفت على ملتقى خليجي يتحدث عن الطائفية في منطقة الخليج، من المسؤول برأيك، عن الحالة الطائفية: النخب الدينية أم السياسية؟
التعدد الفكري فطرة في المجتمع البشري مذهبيا أو غيره، أما سبب سوء استخدام الطائفية فهو أن هناك من يحب أن يشغل الناس عن فساد تصرفاته، ومن يريد الغلبة بأي طريقة أو يريد الشهرة والظهور أو منافع خاصة من أي منطلق ديني أو مؤسسي سياسي.
مع كل مشكلة خارجية عربية أو إقليمية، يعني في إيران أو لبنان والآن سوريا، نشهد رد فعل على أساس طائفي داخل دول الخليج. لماذا يصطف المواطن الخليجي مع كل مشكلة خارجية على أساس طائفي؟
لأن الطائفة هي المؤسسة الوحيدة المسموح بها فليس هناك من مجالات للمجتمع المدني خارجها، والأجواء على الطرفين تجبر أو تجمع عليها.
قلت في مناسبة سابقة إن السلفيين تتلمذوا على السلفية السعودية. مع فوز الإسلاميين في الانتخابات وتقدم التيار السلفي في مصر، كيف ستؤثر السلفية التي تنشط في ظل الديمقراطية بمصر على الخليج؟
ستحقق السلفية في مصر، ودول الثورات، ثورة في فكرها وتصرفها وتنقطع عن الفهم السياسي السلفي القديم السائد الآن وبخاصة في الجزيرة العربية. وستصنع لنفسها فقها سياسيا جديدا منفتحا يؤسس لسلفية ديمقراطية مختلفة ومخالفة ومتقدمة سياسيا وربما منتقمة من فهم سابق ستعتبره أقرب لتصوف سلبي يقدس الحاكم. ولو فشلت التجربة الديمقراطية السلفية وانزوت في مواجهة التجديد ستتراجع لتكون أقلية هامشية لا قيمة لها.
الكلام كثير عن التدرج في الإصلاح والخصوصية في دول الخليج، هل يؤمن الجيل الشاب في دول الخليج بهذه التبريرات؟
على شباب الخليج وحكوماته أن يتدرج في الإصلاح بصدق وشفافية. فهذا خير له من الإعراض والركود الذي قد يؤسس لمواجهات حادة كالتي كانت زمنا موجودة في الخليج. فالحكمة والمصلحة تقتضي ذلك لأن هذه الدول ليست جزرا معزولة عن العالم.
بمناسبة الحديث عن الإصلاح التدرجي في دول الخليج هناك من يسأل عن جاهزيتها للديمقراطية، بمعنى هل حان الوقت للديمقراطية؟
الوقت مناسب دائما لتطبيق الديمقراطية فهي عملية تنضج بالممارسة وليست كلاما. فنحن لا نتوقع من شخص أن يقود دراجة أو أن يسبح بمجرد أن نشرح له عن الدراجة والسباحة، بل المطلوب ممارسة وليس التحذير من النجاح الديمقراطي.
يفرح السلفيون في السعودية والخليج عموما ًبتقدم الإسلاميين في مصر و تونس والمغرب، بينما أفكار الطرفين مختلفة تماما ً تجاه مسائل الحريات، هل هناك خداع في الصورة؟
لا أتوقع أن هناك خلافا كبيرا في الأفكار والطموحات، ولكن حيث لا توجد الحرية تتغلب الإيديولوجية المجمدة بلا عمل فتتحدث في مثاليات غير عملية ولا قابلة للتطبيق، ولكنهم لو عايشوا نفس الظرف لحصل لهم نفس التغير والاختلاف.
أجرى الحوار: تركي العبد الحي
مراجعة: أحمد حسو