محطة التنصت تويفلسبيرغ - رحلة في عالم التجسس خلال الحرب الباردة
٢٧ نوفمبر ٢٠١٢
كان مركز التنصت القديم على قمة جبل تويفلسبرغ في العاصمة الألمانية برلين أحد المواقع التي استخدمتها الولايات المتحدة طيلة عقود للتجسس على الاتصالات العسكرية من ألمانيا الشرقية وغيرها من دول حلف وارسو إبان الحرب الباردة. وتخلى الجيش الأمريكي عن المنشأة الواقعة على أعلى جبل في غرب برلين بعد سقوط الجدار الذي كان يقسم ألمانيا إلى شرقية وغربية، لكن المباني وقباب الرادار لا تزال في مكانها.
وتعتبر محطة التنصت تويفلسبرغ، التي بنيت من أنقاض المباني التي دمرتها قنابل الحرب العالمية الثانية، ويبلغ ارتفاعها نحو 115 مترا، أعلى نقطة في برلين. وبإمكان المرء مشاهدة أفضل مناظر المدينة من قبة المحطة، ولكن ذلك قد يكون خطرا نظرا لوجود ثقب في الواجهة، ممّا يعني أن خطوة واحدة خاطئة ستؤدي إلى سقوط من ارتفاع 26 مترا.
أصبحت القبة البيضاء ومثيلاتها الأصغر حجما من أهم المعالم السياحية في برلين، لكن على عكس بوابة براندنبورغ أو عمود النصر، لا يزال الغموض يلف المنشأة، فقد بقيت مغلقة لسنوات طويلة ومنع الجمهور من دخولها كمنطقة عسكرية محظورة. وكان يطلق عليها سابقا المحطة الميدانية برلين، حيث أقامت وكالة الأمن القومي الأمريكي واحدة من أكبر محطات التصنت في خمسينيات القرن الماضي.
يوضح الجندي الأمريكي السابق كريستوفر ماكلارين، الذي ينظم جولات سياحية يومي السبت والأحد في المنشأة من خلال شركة تدعى براندينافيا، كيف يمكن التنصت على مسافة حوالي 300 كيلومتر من المنشأة. تبلغ تكلفة الجولة التي تستغرق ساعتين 15 يورو (19 دولارا) في حين يدفع الطلاب 8 يورو فقط.
بعد تخلي الجيش الأمريكي عنها اشترت مجموعة من المستثمرين الأرض في عام 1995 بهدف بناء الفنادق ووحدات سكنية عليها. وقد قاوم السكان المحليون بشدة المشروع لمعارضتهم ذلك العدد الكبير من المباني المقترحة وسط منطقة غابات. وعلى ضوء ذلك سحبت سلطات المدينة تصريح البناء.
وقعت المباني الخاوية فريسة للمخربين على مدار السنوات التالية كما يتضح من شظايا الزجاج والقمامة المتناثرة حول الباحة الداخلية للمجمع، إضافة للكتابات (غرافيتي) غير المتناهية على كل حائط. وتقطعت أنفاس جميع المشاركين في الجولة لدى وصولهم إلى القبة. ينظر ماكلارين، الذي عمل هنا في الفترة بين عامي 1973 و1975، بهدوء من خلال الثقب في واجهة المبنى. وكان عمل ماكلارين يتمثل في اعتراض الرسائل وتحويلها إلى القيادة المركزية في واشنطن، وقد وصف عمله بالقول: "كان الأمر أشبه بفك لغز".
ش.ع / ا.م (د.ب.أ)