"مجموعة 47" ـ ستون عاما على تأسيس أهم اتحاد أدبي في ألمانيا
١١ سبتمبر ٢٠٠٧مجموعة 47، هي لا ريب، أهم مجموعة أدبية في ألمانيا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وإليها كانت تنتمي أسماء أدبية، ستحقق فيما بعد نجاحا عالميا، من بينها هاينريش بول وغونتر غراس، الحائزان على جائزة نوبل للآداب، ومارتين فالزر وإلزه آيشينغر. المجموعة أسست قبل ستين عاما، والبداية كانت عادية، فقد بعث يومها الصحفي والكاتب هانس فيرنر ريشتر برسالة على كتاب شباب، يدعوهم فيها للالتقاء في جنوب ألمانيا من أجل تبادل وجهات النظر حول نصوصهم. عن ذلك يقول ريشتر:" أحضروا جميعهم مخطوطاتهم وقرأوا منها و هكذا ظهرت إلى الوجود ما أسميت بعد ذلك 'مجموعة مجموعة 47' . لم أكن في البداية أملك أي تصور عن تأسيس مثل هذه المجموعة الأدبية".
"مجموعة 47" والبدء من نقطة الصفر
وكان ريشتر، الذي فارق الحياة سنة 1993، الدينامو المحرك للمجموعة، التي ضمت في أول عشرين سنة من وجودها تقريبا كل الأسماء الأدبية التي طبعت بصماتها على الأدب الألماني في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. ولم تكن المجموعة، جمعية أم اتحادا بنظام داخلي محدد، بل لم تكن توجد إلا من خلال أنشطتها التي كانت تنظم مرتين كل سنة. لقد فهمت المجموعة مهمتها كمصنع للأدب، يتم فيه التداول حول النصوص، لكن بهدف تجاوز تجارب الحرب وتجارب الماضي وتقاليده. إننا أمام جيل جديد، يأخذ بنفسه مهمة كتابة تاريخه الأدبي من الصفر، إذ كما عبر عن ذلك ريشتر:
"ومثل هذه المجموعة تبدأ دائما بشكل راديكالي، إنني أتحدث هنا عن الأدب، أي أنها تعمل على شطب ما سبقها ولكن فقط فيما تقدم من الزمن سيدرك المرء بأن حتى مجموعة 47 كانت جزءا من التطور الكبير للأدب الألماني ومن ناحية أخرى، كان كتاب المهجر طبعا مثلنا الأعلى، لكنا كنا نريد أن نصنع عالمنا الخاص بنا". وخصوصا فيما يتعلق باللغة، أرادت المجموعة أن تكون بعيدة عن الإغراق في الرومانسية والمحسنات البديعية، وقريبة من الواقع ولغته.
أما عن السياسة...
فقد اعتقدت المجموعة، يقول ريشتر، بأنه يمكن التأثير على السياسة عن طريق الأدب، ولم تنظر المجموعة إلى الأدب كنشاط خالص ومستقل بذاته، لأن المجموعة كانت تبغي دائما تغيير ذهنية الألمان. لقد نظرت المجموعة إلى نفسها كمدرسة للديمقراطية ساحتها الأدب: "النقد والمواجهة والقلق"، كان ذلك شعار المجموعة كما يقول هانس فيرنر ريشتر.
ولم يستمر الوقت طويلا حتى تحولت المجموعة إلى قلب الثقافة الألمانية النابض، ولم يشارك في أنشطتها كتاب كبار من أمثال بول وغراس ولكن أيضا نقاد كبار مثل رايش رانيسكي وهانس ماير، كما ازداد اهتمام وسائل الإعلام بها وتسابقت دور النشر على نشر أعمال أعضاءها قبل أن يتم حل المجموعة سنة 1967.