مجمع الأساقفة: العنف والإسلام السياسي وراء نزوح مسيحيي الشرق
١٠ أكتوبر ٢٠١٠قبل مائة عام كان المسيحيون يشكلون 20%من سكان منطقة الشرق الأوسط، غير أن هذه النسبة تراجعت حالياً إلى نحو خمسة في المائة فقط.هذا التراجع الكبير في عدد المسيحيين يشكل الهاجس الأساسي للمشاركين في السينودس الذي افتتحه اليوم الأحد(10اكتوبرتشرين /الأول)بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر، ويشارك فيه أكثر من 170أسقفاً كاثوليكياً من دول ذات أغلبية مسلمة.ويستمر المؤتمر الكنسي حتى الرابع والعشرين من من الشهر الحالي.وللمرة الأولى دُعي ممثلون من الديانتين اليهوديةوالإسلامية للمشاركة في المؤتمر الكنسي
الشرق مهد الكنيسة
وفي خطابه الافتتاحي لأعمال السينودس في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، دعا البابا بنديكتوس السادس عشر اليوم (الأحد)الديانات السماوية الثلاث المتواجدة في الشرق الأوسط إلى "نبذ العنف"، مؤكداً أن السلام "ضروري لتطور متناغم"لكافة سكان المنطقة الذين يمر بعضهم "بأوضاع اجتماعية وسياسية حساسة وأحيانا مأساوية".
وبعد أن أقر البابا بـ"الصعوبات"التي يواجهها مسيحيو الشرق الأوسط، الذين يمثلون "مهد الكنيسة"، طلب البابا منهم أن يظلوا "ركيزة للكنيسة".حيث لم يعد عددالمسيحيين في الشرق الأوسط يتجاوز 20مليونا، بينهم خمسة ملايين كاثوليكي، من أصل356مليون نسمة.
وفي هذا الصدد صرح الأسقف نيكولا أتروفيتش، الأمين العام للسينودس:"نريد أن نركز أقصى اهتمامنا بالكنيسة الكاثوليكية في هذه المنطقة الحيوية جدا في تاريخ المسيحية والتي ومنذ ألفي عام تواجه توترات ونزاعات واضطرابات دينيةوسياسية".وتدفع هذه الظروف الحياتية الصعبة الكثير من المسيحيين إلى الهجرة، مايهدد بانقراض المسيحيين من الشرق وأن تصبح هذه الأرض التاريخية "منطقة أثرية"، على حد تعبير الأسقف.
نزوح المسيحيين من الشرق الأوسط
وتفيد الوثيقة التحضيرية للسينودس أن المسيحيين كانوا من "أبرز ضحايا"الحرب في العراق، أما في لبنان فهم "يعانون من الانقسام السياسي والطائفي"، بينمايواجهون "صعوبات خطيرة"في مصر، وفي تركيا "ما زال المفهوم الحالي للعلمانية يطرح مشاكل على الحرية الدينية التامة في البلاد".
وتنحي وثيقة مجمع الأساقفة الكنائس الكاثوليكية بأغلب اللوم في نزوح المسيحيين على التوتر السياسي في المنطقة إذ تقول "الهجرة منتشرة على وجه الخصوص الآن بسبب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وما ينتج عنه من عدم استقرار في شتى أنحاء المنطقة".وتضيف الوثيقة أن صعود الإسلام السياسي منذ السبعينات ولاسيما أشكاله العنيفة يهدد المنطقة كلها، وتقول:"هذه التيارات المتطرفة تمثل بوضوح خطرا على الجميع مسيحيين ومسلمين على السواء وتتطلب عملا مشتركا." وسيكون الحوار مع اليهودية والإسلام، الذي يستطيع المسيحيون أن يضطلعوا فيه بدور مهم كما تقول الكنيسة، في جدول أعمال السينودس أيضا، وكذلك تبادل وجهات النظر بين مختلف الكنائس المسيحية في المنطقة.
وأكد الأسقف أتروفيتش أن "الحوار الرئيسي مع اليهودية هو أحد الأهداف الكبرى للسينودس على غرار الحوار الصعب والضروري مع الإسلام"، مشيرا إلى أن "الطوائف المسيحية العربية تشكل جسرا طبيعيا مع الإسلام".ودعا البابا للمرة الأولى مندوبين عن الإسلام,، أحدهما آية الله مصطفى المحقق الداماد، وهو شيعي إيراني، وواحدا عن اليهودية هو الحاخام دافيد روسين مدير الشؤون الدينية في اللجنة اليهودية الدولية.
(س ج / د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي