مؤتمر، إسلام، ألمانيا، مسلم، نقد، مجتمع، اندماج
١٥ مايو ٢٠١٠فكرة إقامة مؤتمر للإسلام في ألمانيا مرحب بها في الأساس، فالمتعارف عليه هو أن المشاكل يجب أن تناقش وتحل ضمن حوار مفتوح، لهذا فإن النقد ليس موجهاً إلى فكرة المؤتمر، بل لأهدافه العلنية والمستترة. فلدى إطلاق المؤتمر لأول مرة عام 2006 دار الحديث آنذاك عن مشروع بعيد المدى، إلا أن الثقة التي سادت البعض قبل أربع سنوات حل محلها شعور بأن النقاش بات عقيماً، لهذا تنعقد الجولة الثانية للمؤتمر تحت ظروف غير مواتية، ذلك أن وزير الداخلية توماس دي ميزيير، الذي يستضيف المؤتمر، كان قد استبدل جزءاً من المشاركين فيه، وأقصى جزءاً آخر، أما المجلس المركزي لمسلمي ألمانيا فقد أعلن بنفسه عن انسحابه من المؤتمر.
وأهم ما ينتقده مجلس مسلمي ألمانيا هو عدم تحقيق المؤتمر تقدماً ملحوظاً في مجال الاعتراف بالمسلمين كطائفة دينية متساوية الحقوق مع كل من الطائفتين المسيحية واليهودية في ألمانيا. لكن هذا الاتهام ليس منصفاً، فالمسلمون في ألمانيا لا يظهرون صفاً واحداً ومنظمين، الأمر الذي يأسف له الساسة الألمان في بعض الأحيان، لكنهم يستخدمونه أيضاً كذريعة للقيام نوعا ما بدور الوصاية على المسلمين، كأن يقال عنهم إنهم يفتقرون الى الاستعداد للاندماج ويتصرفون وكأن الاندماج يمكن تحقيقه من خلال سن قوانين ولوائح.
فعلى سبيل المثال يقول أولئك الساسة بأن قبول القيم الألمانية أو الأوروبية يجب أن يشكل شرطاً لدمج المسلمين، وكأن ذلك غير متوفر منذ زمن لدى السواد الأعظم من مسلمي ألمانيا. مثال آخر هو إقصاء منظمة إسلامية مثل "مجلس الإسلام" عن المؤتمر، بحجة إجراء الشرطة الألمانية تحقيقات ضد بعض المتنفذين في المنظمة، هذا دون الانتظار لمعرفة نتائج التحقيق أو التفريق بين المشتبه بهم وبين منظمتهم. وأخيراً تكرار ما حدث في الجولة الأولى للمؤتمر، ألا وهو دعوة مشاركين منفردين إلى المؤتمر لا يمثلون أي جهة سوى أنفسهم، بالرغم من كونهم مسلمين.
إن الهدف من دمج المسلمين في المجتمع الألماني، والذي تركز عليه السياسة دوماً، يجب أن يكون ضمان حصولهم على مكان ثابت في المجتمع الألماني، وأن يشغلوا هذا المكان فعلاً . وهذا الهدف لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال التفاهم المتبادل. ويخطئ الساسة الى حد كبير إن هم اعتقدوا أن بإمكانهم تركيب " إسلام ألماني" مع من يناسبهم من شركاء الحوار في المؤتمر.
الكاتب: بيتر فيليب
مراجعة: منى صالح