الانهيار يهدد الحوار مع المسلمين في المانيا
١٢ مارس ٢٠١٠كانت الآمال كبيرة عندما انطلقت قبل أربع سنوات فعاليات مؤتمر الاسلام في المانيا الذي من شأنه دفع عملية اندماج المسلمين الى الأمام . واعتقد الكثير من المتتبعين لشؤون الجالية المسلمة في المانيا أن البلاد حصلت أخيرا على منتدى حوار بين الحكومة الالمانية والمسلمين سيعكف بصفة رسمية على معالجة موضوع الاندماج الذي لقي التهميش لعقود من الزمن.
ويبدو الان أن المكتسبات التي تحققت منذ عام 2006 مهددة بالانهيار مع طرح المنظمات الاسلامية لاحتمالية انسحابها من مؤتمر الاسلام في المانيا عقب استبعاد ما يسمى بمجلس الإسلام الذي تسيطر عليه منظمة ميلي غوروش التركية من منتدى حواري بين الحكومة الألمانية وممثلي الجالية الإسلامية في ألمانيا.
الاتحادات الاسلامية بحاجة الى تشاور أكثر لحسم الموقف
وبعد اجتماع في مدينة كولونيا وسط غرب المانيا استمر الجمعة نحو ثمان ساعات أرجأت الاتحادات الاسلامية الكبرى اتخاذ قرار مشترك بشأن الانسحاب المحتمل من مؤتمر الاسلام في المانيا. وقال بكر البوغا المتحدث باسم مجلس التنسيق لشؤون المسلمين إن " هناك حاجة لمزيد من التشاور " ، مؤكدا في الوقت نفسه أن " المشاورات كانت مكثفة مما يدل على أهمية الموضوع ". وأوضح البوغا أن " نوعية القرار النهائي غير معروفة الى حد الان، وأن جميع الخيارات مفتوحة ". ويذكر أن هذه المشاورات ستستأنف الجمعة المقبل . وشارك في اللقاء المجلس المركزي للمسلمين والاتحاد التركي الاسلامي ( ديتيب ) ونادي المراكز الثقافية الاسلامية ومجلس الاسلام .
يد المانية ممدودة بشروط
وتجدر الاشارة الى أن وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزيير أعرب في وقت سابق عن استعداده لتسوية الخلاف مع المنظمات الإسلامية حول التوجه الجديد المعتمد لسير مؤتمر الإسلام في المانيا . وقال الوزير الالماني في تصريح صحفي اليوم الجمعة إن استبعاد مجلس الإسلام ومنظمة ميلي غوروش التركية من المشاركة في منتدى الحوار القائم ليس له أي علاقة بالمنظمات الإسلامية الأخرى داخل ألمانيا وأكد الوزير ترحيبه بهذه المنظمات واستعداده لمناقشة الانتقادات المختلفة وفي مقدمتها العنصرية وظاهرة الخوف من الإسلام.
وكان المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا قد انتقد عدم ضم الوزير هذه الموضوعات ضمن جدول عمل المؤتمر. واستبعد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير مجلس الإسلام من لجنة مؤتمر الاسلام في المانيا ، معللا هذا القرار بأن الادعاء العام الالماني يجري تحريات ضد بعض أعضاء منظمة ميلي غوروش التركية التي تهيمن على مجلس الإسلام. وتتضمن الاتهامات تشكيل تنظيم اجرامي والتهرب من دفع الضرائب وغسل أموال.
مطالبة بتمثيل حقيقي وبمناقشة جدية لقضايا المسلمين
وتشعر المنظمات الاسلامية بمحاولة احداث شرخ في صفوفها ، وهي توجه انتقادات للمؤتمر من ناحية الموضوعات المطروحة للنقاش وتشكيلته . وسبق لرئيس المجلس المركزي للمسلمين أيوب كولر أن قال انه في حال قررت المنظمات الإسلامية الانسحاب من المؤتمر فإن هذا قد يعني نهاية منتدى الحوار بين الحكومة الألمانية وممثلي المسلمين.
ومن ناحية أخرى طالب أيوب كولر بالاعتراف بالمسلمين المنضوين تحت منظمات إسلامية بأنهم أفراد ينتمون لمذهب ديني حتى يتم التمكن من التفاوض حول موضوعات مثل دروس الدين الإسلامي في المدارس. وفي الوقت نفسه شكا كولر من عدم توصل المؤتمر حتى الآن لنتائج محددة بشأن مستقبل الإسلام في ألمانيا بالرغم من أن هذا هو الهدف من المؤتمر ،
مشيرا في ذلك إلى استمرار وجود الكثير من المشكلات مثل العداوة ضد الإسلام والتمييز ضد المسلمين. ولم يتردد أيوب كولر في الاشارة بصراحة الى أن القرار بشأن ما إذا كانت المنظمات الاسلامية ستواصل المشاركة في مؤتمر الاسلام في المانيا أم لا الى أن المسألة لا تتعلق فقط باستبعاد مجلس الإسلام من المؤتمر ، بل إنه سيرتبط بكثير من القضايا الرئيسية الأخرى".
(س . م / د ب أ / أ ب ن )
مراجعة: حسن زنيند