لقاح جديد ضد مرض السل يعطي الأمل في حماية الملايين من المرض
٧ أكتوبر ٢٠٠٨أفاد فريق من الباحثين الألمان من معهد ماكس بلانك في برلين ومركز هيلمهولتز لأبحاث الأمراض المعدية أنه بفضل تكنولوجيا الهندسة الوراثية تم تطوير لقاح قديم ضد مرض السل، يرجع تاريخه إلى عشرينيات القرن العشرين، ليصبح أكثر فعالية. ويعتبر مرض السل من أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان إلى جانب مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، فحسب التقارير يصيب مرض السل تسعة ملايين شخص في العالم سنوياً ويتسبب في وفاة مليونين منهم. ومما يزيد من خطورة مرض السل أن أنواع كثيرة من العصيات المسببة له باتت مقاومة للقاحات والأدوية التقليدية.
اللقاح الجديد اجتاز طور التجريب على الحيوان
وقام البروفيسور شتيفان كاوفمان، مدير معهد ماكس بلانك، وفريقه بتطوير اللقاح "بي سي جي" (BCG) الذي أصبح غير فعال في حالات كثيرة والمستخدم منذ عام 1921 وابتكروا لقاحاً جديداً أطلقوا عليه "في بي إم 1002" (VPM 1002). ويعمل فريق الباحثين على تجريب المرحلة الأولى من مدى فعالية الدواء الجديد على متطوعين بعد أن اجتاز التجارب على الحيوانات بنجاح. الجدير بالذكر أن اللقاح الجديد يبعث الأمل في نفوس الكثيرين من مرضى السل، لاسيما المصابين بالإيدز، والذين لا يستجيبون غالبا للقاح القديم.
سر اللقاح الجديد
وتكمن قوة اللقاح الجديد "في بي إم 1002" المعدل وراثياً في كونه يحفز دفاعات جهاز مناعة الجسم لمنع الإصابة بأكثر أنواع جراثيم السل شيوعاً وهي المايكوباكتريوم أو المتفطرات.وقد كان اللقاح القديم "بي سي جي" يختفي داخل الجسم، وذلك لأن الخلايا الكاسحة، والتي تُسمى بلاعم وهي خلايا بيضاء تساهم في المناعة اللانوعية والمناعة الخلوية، وتلتهم بكتيريا اللقاح لينتهي بها الحال في غرف للهضم لدى تلك الخلايا تسمى "يباليع"؛ ولكن اللقاح الجديد يمكّن بكتريا اللقاح من الهروب من اليباليع وبالتالي يمكنه القيام بمهمته في حماية الجسم من الإصابة بالسل.
والجدير بالذكر أن اللقاح الجديد أثبت نجاحه على الحيوانات ويجري تجربته على البشر في الوقت الحاضر، لكن اختبار اللقاح لضمان عوامل الأمان وآثاره طويلة المدى سيستغرق مدة تصل إلى عشر سنوات حسبما قال كاوفمان. ورصدت وزارة البحوث الاتحادية مبلغاً مالياً قدره 25.6 مليون يورو لدعم أبحاث تطوير اللقاح الجديد.