170510 Irakische Flüchtlinge Deutschland
١٩ مايو ٢٠١٠كانوا مهددين في العراق بسبب اعتقادهم الديني أو انتمائهم العرقي، بعضهم مريض والبعض الآخر عانى من صدمات نفسية مروعة، من هؤلاء عائلة أحد اللاجئين العراقيين التي تقطن حالياً في هامبورغ، بعد أن غادرت العراق إلى الأردن قبل عامين. يتحدث رب العائلة، المكونة من الأب والأم وأربعة أطفال، بتحفظ عن أسباب خروجه من العراق فيقول " لقد تركنا العراق، لأننا لم نواجه إلا المصاعب هناك، لم نستطع التحمل أكثر من ذلك إذ كان الوضع خطير جدا".
وعانت هذه العائلة من مشاكل عدة، فقد تعرض الابن إلى الضرب والاختطاف من قبل زملائه في المدرسة بدعوى أنه كان يصلي بطريقة مختلفة. أما الأب فقد اتهمه البعض بالخيانة لأنه كان يعمل مع القوات الأميركية. وزادت الأمور سوءا حين تم الاستيلاء على منزل العائلة ما اضطرها إلى الهرب إلى الأردن. وتتذكر زوجة اللاجئ العراقي تلك الفترة العصيبة بقولها "كنت حزينة جدا عند مغادرتنا العراق، ولكني الآن سعيدة، حيث أني اشعر بالأمان هنا"، ويمكن أيضا فهم أسباب سعادة الزوجة خصوصا وأنه بات بإمكان طفليها المريضين من نقل الدم الضروري لهما.
حقوق وامتيازات الإقامة في ألمانيا
يؤكد رب العائلة قائلاً "الكل يحسدنا في العراق على وجودنا هنا"، ويذكر أن لهؤلاء اللاجئين العراقيين حق الإقامة الفوري لمدة ثلاث سنوات مع حق العمل والمشاركة في برنامج الاندماج وتعلم اللغة الألمانية.
ويستطرد الرجل بالقول" أنا اعرف أن وضعنا أفضل من أوضاع باقي اللاجئين، وأنا أشكر الألمان جزيل الشكر ولذلك أرغب في الحصول على عمل بشكل سريع حتى أتمكن من إعادة بعض ما قدموه لنا". وبنبرة لا تخلو من الفخر يعرض اللاجئ العراقي كتاب تعلم اللغة الألمانية، مشيرا إلى ما تعلمه خلال اقل من سنة في ألمانيا "اذهب حالياَ إلى دورة تعلم اللغة الألمانية، حيث اجتزت المستوى الأول بنجاح، كما تثني مدرستي على عملي إذ تقول لي دائما جيد جداَ، رائع".
أما ابنة اللاجئ ذات السبعة عشر ربيعاً فتذهب إلى مدرسة للتكوين المهني، ولكنها لا ترغب في البقاء فيها كما عبرت عن ذلك بالقول:"عندي دورة تطبيقية عند طبيب للأطفال في شهر يونيو". أما أختها الأخرى فترغب في الدراسة في أسرع وقت ممكن، فيما يحلم أخوها بأن يصبح شرطياً في المستقبل.
ويلاحظ المرء شدة أدب وتحفظ هؤلاء الأطفال، إلا أن البنت كشفت بعد إلحاح أنها ترغب بمكان أوسع فتقول" أريد بيتا أيضا"، خصوصا وأنها تتقاسم حالياً غرفة صغيرة مع أختها ولا يوجد مكان كافٍ حتى لطاولة الكتابة، المشكلة نفسها يعاني منها ابنه ذو الستة عشر ربيعاً، إذ أن عليه أن ينام في غرفة استقبال الضيوف وذلك لعدم وجود غرفة خاصة به.
ضرورة التكيف مع ثقافة المجتمع الجديد
ويبدو أن عائلة اللاجئ العراقي في طريقها إلى الاندماج، رغم أن بداية المشوار كانت شاقة، كما تتذكر السيدة ستيفاني ريزنجيك المسؤولة عن المجمع السكني الذي تقطنه الأسرة، والمسؤولة أيضا عن التنسيق مع الدوائر الرسمية؛ كما تساعد في أحيان كثيرة في حل مشاكل القاطنين. تشير السيدة ريزنجيك بابتسامة تعلو شفتيها إلى أن العائلة جلبت معها بعضا من عاداتها بقولها "مرة ً ذهبنا إلى إحدى الدوائر الرسمية، حيث مشى أفراد العائلة خلفنا، و فجأةً اكتشفنا أننا فقدناهم تقريبا، لننتبه أن السبب هو مشيهم البطيء. بعدها كان علي أن أوضح لهم، أن علينا المشي بطريقة أسرع حتى لا يفوتنا الموعد".
ولكن بالتأكيد فان هذه العائلة قد تعلمت بسرعة مثيرة مدهشة، فالأب لم يعد يكتفي بالجلوس على الأريكة لتخدمه زوجته كما كان في السابق، إذ يقول بهذا الصدد "أصبحت أساعد زوجتي، ارتب المنزل كل يوم، اطبخ أحيانا الطعام، نعم يعجبني هذا العمل".
الكاتب: كاترين إردمان/ عباس الخشالي
مراجعة: حسن زنيند