قرب انتهاء عملية استقدام لاجئين عراقيين للعيش في ألمانيا
٢٢ مارس ٢٠١٠أعلن المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء في ألمانيا ووزارة الداخلية الاتحادية الألمانية أن عدد اللاجئين العراقيين الذين قررت الحكومة الألمانية استقدامهم من سورية والأردن إلى ألمانيا للعيش فيها بلغ 2212 شخصا من أصل 2500 شخص. وقد التزمت الحكومة بإعطائهم الجنسية الألمانية على الفور، وتسريع خطى دمجهم في المجتمع. ويعد هؤلاء من بين 10 آلاف عراقي لاجئ في الدولتين العربيتين قرر الاتحاد الأوروبي قبل أكثر من عام استقدامهم إلى القارة وتوزيعهم على مجموعة من الدول يحصلون فيها على الجنسية أيضا، وهي خطوة اعتُبرت ضرورية لمساعدة المدنيين العراقيين الهاربين من العنف والقمع والاضطهاد في بلدهم، وبصورة خاصة المسيحيين منهم.
قرب انتهاء عملية استقدام 2500 عراقي لاجئ
وجاءت الفكرة في حينه من جانب الكنائس والمنظمات المسيحية الألمانية كرد على أعمال القتل والتهجير التي تعرض لها مسيحيو العراق وكنائسهم على أيدي إسلاميين متشددين. وتبنى الفكرة وزير الداخلية الاتحادي في ذلك الوقت فولفغانغ شويبله، لكن الاتحاد الأوروبي أدخل تعديلا عليها كي لا يبدو اهتمام الأوروبيين بالعراقيين مقتصر على أبناء ديانة بعينها.
ويصل في 30 آذار/مارس الجاري نحو 150 عراقيا آخر، فيما تصل المجموعة الأخيرة نهاية نيسان/أبريل المقبل لتتوزع على الولايات الألمانية بعد فترة تأهيل وتعليم للغة الألمانية، كما سيتم تحضيرهم بشكل نفسي وثقافي واجتماعي للاندماج في المجتمع الجديد. وحتى الآن استقدمت الحكومة الألمانية من سورية 1877 لاجئا، ومن الأردن 335، ثلاثة أرباعهم من الطوائف المسيحية العراقية. ويزيد عدد النساء عن عدد الرجال، ما يفسِّر أيضا وجود مئة امرأة مع أطفال لها. وقال المسؤول في المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء روبرت دريفس، ومقره الرئيسي في نورنبيرغ، إن العملية "تتم بصورة إيجابية، والتعاون بين جميع الأطراف المعنية يحصل بصورة ممتازة أيضا". وأضاف أن جميع الذين وصلوا إلى ألمانيا وُزِّعوا على الولايات الألمانية ويشاركون في دورات تعليم واندماج.
"ألمانيا قدَّمت أملا وأفقا جديدا للعراقيين"
وردا على سؤال لـ "دويتشه فيلِّه" حول النتائج الأولية لهذه العملية الفريدة من نوعها في ألمانيا قال المتحدث باسم وزارة الداخلية الاتحادية ماركوس باير إن بلاده "قدَّمت إلى العديد من اللاجئين أملا وأفقا جديدا"، مشيرا إلى أن النتائج الأولية لهذه العملية أكدت ذلك. وأضاف أن هؤلاء يحصلون، وبأشكال مختلفة، على دعم مؤسسات حكومية وغير حكومية لإنجاح اندماجهم والإسراع به.
الكاهن الراعي باتّو: العملية لم تصل إلى نتائج مماثلة
ورغم كل الجهود المبذولة حكوميا، ومن منظمات دينية واجتماعية من الواضح أن النتائج الإيجابية ليست واحدة في كل الولايات. ويقول الكاهن بيتر باتّو راعي الكلدانيين في مطرانية ميونيخ إن العراقيين المتواجدين في المدن الكبرى مثل نورنبيرغ وآوسبورغ وميونيخ "يجدون تجاوبا أكثر من الذين يتواجدون في بلدات صغيرة، إضافة إلى أن المسيحيين منهم يشعرون بحالة أفضل". وتابع أن المشكلة الأخرى تتمثل في عدم وجود منازل سكنية كافية، وأن عائلات ألمانية تتمنَّع عن تأجير شقق لهم. وزاد الكاهن أن اللاجئين الكبار "يتحدثون بالكاد بعض الكلمات الألمانية، بينما وضع أطفالهم أفضل، ويمكن القول إن الصغار يتفاعلون بصورة أفضل مع الوضع ويشعرون بالاندماج بصورة جيدة". ونصح حكومته بمواصلة استقدام اللاجئين العراقيين، خاصة المسيحيين منهم "الذين يعانون الاضطهاد الديني في بعض الأمكنة ويخيَّرون من قبل المتعصَّبين بين اعتناق الإسلام أو القتل".
وحضَّ المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في ألمانيا شتيفان تيلوكن الحكومة الألمانية على الانطلاق من عملية استقدام اللاجئين العراقيين الناجحة للتفكير في تنفيذ خطوات مماثلة في المستقبل بشكل دوري. وعن ذلك قال الناطق باسم الحكومة الألمانية أولريش فيلهلم ردا على سؤال لـ "دويتشه فيلِّه" إن الحكومة لم تبحث بعد في الموضوع. أما على مستوى المنظمات المسيحية وغير الحكومية فان الاستعدادات لمساعدة اللاجئين العراقيين متواصلة على حد تعبير أوتمار أورينغ مفوض حقوق الإنسان في مؤسسة التبشير الكاثوليكية "ميسِّيو". وقد وزار الأخير سورية والأردن قبل عيد الميلاد الماضي، وقال "إن الجميع يريد استمرار بجهودنا" مشيرا إلى "أن اللاجئين الذين فقدوا إمكانية العودة إلى العراق ليسوا من المسيحيين فقط".
وكانت المفوضية العليا أعلنت أواخر السنة الماضية أن العراقيين الذين فروا من العنف في بلدهم احتلوا عام 2009 للسنة الرابعة على التوالي الصدارة على لائحة طالبي اللجوء في الدول الغربية يتبعهم الأفغان والصوماليون.
الكاتب: اسكندر الديك
مراجعة: ابراهيم محمد