كيري يعود إلى إسرائيل لتحريك عملية السلام قدما
٢٣ مايو ٢٠١٣التقى جون كيري، الذي يقوم بزيارته الرابعة إلى إسرائيل منذ توليه حقيبة الخارجية، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قبل التوجه إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال نتنياهو إن إسرائيل ترغب في تحريك عملية السلام مع الفلسطينيين، معربا عن "أمله أن تحدوهم رغبة مماثلة".
وأضاف نتنياهو في مستهل اجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قبل ظهر اليوم إن اللقاء سيركز على إيران والأوضاع في سوريا و"فوق كل شيء" جهود كيري لاستئناف المفاوضات.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن الوزير الأمريكي القول إن "العمل الجاد والصبر كفيلان بوضع المسيرة السلمية على مسارها الصحيح". وقال كيري: "أعمال العنف والفظائع في سورية بدأت تنتشر في الأردن ولبنان، الأمر الذي من شأنه التأثير على إسرائيل". ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي مساء الخميس.
وتأتي لقاءات كيري بعد يوم قضاه في عمان، حيث التقى عشرة وزراء خارجية آخرين في مؤتمر"أصدقاء سوريا" في محاولة لإنهاء النزاع السوري. وعلى الرغم من التصريحات العلنية بدعم جهود كيري لدفع الجانبين إلى طاولة المفاوضات، يبدو الجانبان متشككين في إمكانية نجاح جهوده. وكتبت صحيفة هارتس الإسرائيلية الأسبوع الماضي إن "لدى كيري الكثير من النوايا الطيبة" ولكنه في الواقع "يبدو كدبلوماسي ساذج وأخرق يتصرف بطريقة هوجاء في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي". بينما قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي في مقابلة مع الصحافة الفلسطينية إنها ترى بأنه "لا يوجد استعداد" لدى الجانب الإسرائيلي للعودة إلى المفاوضات.
انقسام في الحكومة الإسرائيلية
من جهتها، اعترفت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين الخميس بوجود انقسام في حكومة بنيامين نتانياهو حول القضية الفلسطينية وذلك قبيل وصول وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى إسرائيل. وقالت ليفني للإذاعة العامة "يوجد خلافات إيديولوجية داخل الحكومة"، مشيرة إلى أن تعثر المفاوضات منذ أكثر من ثلاث سنوات "لا يخدم سوى أولئك الذين يعتقدون كل يوم أن بإمكانهم الاستيطان على أرض (في الضفة الغربية) وبناء منزل جديد (في مستوطنة) وبأنه بهذه الطريقة يمكن منع التوصل إلى اتفاق". وأضافت "ولكن هذا الموقف لا يتوافق مع موقف غالبية سكان إسرائيل".
ويتكون الائتلاف الحكومي في إسرائيل من حزب البيت اليهودي القومي المتشدد الذي يدعو إلى مواصلة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة ويعارض أيضا إقامة أي دولة فلسطينية بالإضافة إلى حزب الليكود اليميني بزعامة نتانياهو. وهنالك أيضا حزب" يش عتيد" (هناك مستقبل) الذي شكل حلوله في المرتبة الثانية مفاجأة في الانتخابات التشريعية بزعامة وزير المالية يائير لابيد. واستبعد لابيد مؤخرا أي تجميد للاستيطان وأي تنازل عن القدس الشرقية المحتلة التي يرغب بها الفلسطينيون كعاصمة لدولتهم العتيدة. ومثل نتانياهو، يرغب لابيد باتفاق مؤقت مع حدود مؤقتة بدلا من معاهدة سلام كاملة لإقامة الدولة الفلسطينية، الأمر الذي استبعده مرارا الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ح.ز /ش.ع (أ.ف.ب/ د.ب.أ)