كيربر على خطى غراف لإعادة الاعتبار للمضرب الألماني

كان على الجمهور الألماني بشكل عام وعشاق رياضة كرة المضرب بشكل خاص انتظار 22 عاما حتى تعود سيدة ألمانية للتتويج بلقب بطولة أستراليا المفتوحة. فبعد الإنجاز الذي حققته النجمة السابقة شتيفي غراف عام 1994 عادت مواطنتها أنجيلكه كيربر للتتويج بذات اللقب للنسخة الحالية من بطولة أستراليا المفتوحة. كما أن فوز كيربر يعد اللقب الأول لألمانيا في بطولات الغراند سلام منذ 1999.ونتيجة لفوزها بلقب أستراليا المفتوحة ستصعد كيربر إلى المركز الثاني في التصنيف العالمي للتنس. بعد أن كانت تحتل المركز السابع.

تتويج كيربر بأول لقب لها في البطولات الكبرى، جاء بعد تغلبها في المباراة النهائية على المنصفة الأولى عالميا وحاملة اللقب، الأمريكية سيرينا وليامز بمجموعتين مقابل واحدة بواقع 6-4 و3-6 و6-4. وبذلك فشلت ويليامز في إحراز لقبها السابع في أستراليا المفتوحة ولقبها الثاني والعشرين في بطولات الغراند سلام والذي كان سيعادل الإنجاز التاريخي لعدد مرات الفوز بألقاب البطولات الكبرى في والمسجل باسم الألمانية شتيفي غراف. وحققت كيربر فوزها الثاني على ويليامز بعد أن فازت عليها في بطولة سينسيناتي قبل أربعة أعوام.

كيربر نقطة الضوء

فوز كيربر بلقب بطولة أستراليا المفتوحة للتنس سيعيد الأمل لرياضة كرة المضرب الألمانية والتي فقدت بريقها في الأعوام الأخيرة. فهذه اللعبة تعيش في ألمانيا أسوء فتراتها منذ عقود طويلة. فلدى الرجال غابت جميع الأسماء عن قائمة التصنيف العالمي، عدا اسم أو اثنين على غرار بنيامين بيكر 34 عاماً، ويان ليناغرد ستروف 24 عاماً وميشا سفيريف 27 عاماً. وجميع هؤلاء أخفقوا في التأهل إلى الأدوار النهائية لأي مسابقة دولية في المواسم الأخيرة. أما لدى السيدات، فكان الاستثناء هو زابينه ليزيسكي، التي أعادت الألمانيات إلى نهائي دورة ويمبلدون على الأقل حين تأهلت إليها في موسم 2013.

وحسب سوزان كريمي، مديرة الكرة بنادي روت-فايس لكرة المضرب بكولونيا فإن السبب في تراجع مستوى كرة المضرب في ألمانيا يعود بالأساس إلى المال. ففي حوار مع موقع شبيغل أونلاين الألماني في أبريل/ نيسان الماضي أشارت كريمي إلى أن اللاعبين الألمان يطالبون بأضعاف الأجور التي يطالب بها باقي اللاعبين، ما يجعل الأندية تركز على لاعبين من خارج ألمانيا للتعاقد معهم. وهذا ما يفسر أيضا كيف أن النادي الذي تشرف عليه المتحدثة يضم محترفين من إيطاليا (ماركو بيدريني)، ومن السويد (فيليب بربيك) وفرنسا (بونوا بير). وعلى مستوى الناشئين أيضا يفضل النادي التعاقد مع الأجانب على زملائهم المحليين.

توجيه اللوم للاتحاد الألماني

يضاف إلى ذلك أن نفقات الاستعداد للبطولات، والتي تكلف لاعب التنس الألماني نحو 700 يورو شهرياً، وهو نصف المبلغ المبلغ فقط الذي يحتاجه زميله في إسبانيا لمواصلة تدريباته ويساعده في ذلك الطقس الجميل، الذي يعفيه من دفع نفقات القاعات المغطاة لتجنب الأمطار. ولا يخفى على الجميع النجاحات التي حققتها إسبانيا في هذا المجال، فيكفي أنها فازت للعام السابع على التوالي ببطولة ديفيس للتنس.

غير أن السبب الحقيقي يعود حسب محترفين سابقين إلى الاتحاد الألماني لكرة المضرب نفسه، الذي قلص الميزانيات المخصصة لدعم وتربية الناشئين، وليس هذا فقط، بل ذهب اللاعب السابق مارك-كيفين غولنر في حوار صحفي إلى اتهام الاتحاد بأنه شاهد على اختفاء بطولات عديدة "دون أن يحرك ساكناً". وحتى بوريس بيكر نفسه يحمل الاتحاد مسؤولية غياب الألمان عن المنافسة الدولية للرجال تحديداً، موضحاً أنه ولسنوات يفتقد "لمسة وجهود الاتحاد في هذا المجال".رغم كل ذلك قد يكون تتويج كيربر فاتحة خير على المضرب الألماني لتعود أمجاد بوريس بيكر وشتيفي غراف.