كلينسمان يقول وداعا ومساعده لوف يخلفه
١٢ يوليو ٢٠٠٦إذن، فعلها يورغن كلينسمان وأطل علينا صباح اليوم بخبر خيّب آمال ملايين عشاق كرة القدم في ألمانيا وأفسد عليهم فرحتهم بالمركز الثالث في مونديال 2006. ولكن هذا القرار المفاجئ عكر أيضا أمزجة ملايين الألمان العاديين الذين أعجبوا بمنتخب شاب ومدرب استطاع في الأسابيع الماضية كسب تأييد وود القاصي والداني. هذا القرار أفسد عليهم كذلك شغفهم بنجوم ما زالوا في بداية مسيرة كروية تبشر بمستقبل زاهر مثل لوكاس بودولسكي (بولدي) و باستيان شفاينشتايغر (شفايني) وميرو كلوزه وفيليب لام وغيرهم.
فعلها كلينسمان وأوعز إلى الاتحاد الألماني لكرة القدم بالتأكيد على الأخبار التي نقلتها وسائل الإعلام الألمانية في الساعات الماضية وتنبأت بتنحيه عن منصبه. وذلك على عكس ما توقع كثيرون، حيث جاءت النتائج التي حققها الفريق الألماني في المونديال دليلا على كفاءة المدرب، وقلبت الاستهجان الذي أثارته أساليب كلينسمان التدريبية إلى موجة إعجاب بالفريق ومدربه. ترى لماذا تجاهل كلينسمان موجة الإعجاب العارمة بكرة القدم الألمانية الجديدة التي عمّت الملاعب والشوارع والحانات في فترة المونديال؟ ألأنه خائف من تكرار هزيمة الـ "مانشافت" أمام نجوم إيطاليا في بطولة كأس الأمم الأوروبية بعد سنتين، أم أنه رجّح كفة أسرته على حساب مصلحة الكرة الألمانية ومطالب ملايين المعجبين؟
"كلينسمان تصرف باحتراف تام"
وفي مقابلة حاول موقعنا من خلالها استقراء آراء الخبراء والمسؤولين بخصوص قرار الاستقالة، قال مارتين شولته المحرر الرياضي المسؤول في موقع "دويتشه فيله ـ أونلاين" إن كلينسمان لم يكن أنانيا عندما اتخذ هذا القرار، بل أنه "تصرف باحتراف تام عندما أعلن عن الاستقالة" وإنه "سلك طريقا جاء ترجمة لما فعله كلينسمان في السابق وهو تبني أحد المشاريع إلى نهايتها." وأضاف المحرر الرياضي أن كلينسمان درّب المنتخب الألماني لمدة سنتين واستطاع الوصول بها إلى نهائيات بطولة العالم ونجح في الحصول على المركز الثالث، علما أن المراقبين لم يتوقعوا أن يحقق كلينسمان برفقة هذا الفريق الشاب النجاحات المطلوبة.
ولفت الخبير الرياضي الانتباه إلى أن كلينسمان استطاع كذلك تبديد جميع الانتقادات التي وجهت إليه في بداية مشواره واستطاع الوصول بالفريق الألماني إلى نصف النهائي. يشار إلى أن كلينسمان تعرض في بداية مسيرته التدريبية لانتقادات شديدة اللهجة بسبب أساليبه التدريبية الجديدة وإقامته في ولاية كاليفورنيا الأمريكية وكذلك بسبب استغنائه عن لاعبين مخضرمين وتفضيله للاعبين شباب لا تتوفر لديهم خبرة كبيرة في الملاعب الدولية. وعما إذا جاء قرار كلينسمان نابعا من الخوف من تكبد هزائم في بطولة كأس الأمم الأوروبية بعد سنتين في النمسا وسويسرا، تساءل شولته عن أسباب هذا الخوف، قائلا إن الفريق الألماني كان من بين فرق قليلة قدمت أداءً حماسيا وجميلا في المونديال واستطاع فيه الحصول على المركز الثالث. وعزا الخبير هذا القرار إلى أسباب شخصية ليس لها علاقة في بطولة كأس الأمم الأوروبية بعد سنتين، على حد تعبيره.
"كلينسي" يودع ولوف يخلفه
وكان كلينسمان قد أكد في مؤتمر صحفي عُقد اليوم في مدينة فرانكفورت خبر تنحيه عن منصبه وتعيين مساعده يواخيم لوف خلفا له. وعزا كلينسمان خبر الاستقالة المفاجئ إلى تلبية أمنية شخصية وهي الرجوع إلى حياته الطبيعية. أما بخصوص المدرب الألماني الجديد يواخيم لوف، فقد قال كلينسمان إن لوف لم يكن في يوم من الأيام مساعدا له، بل شريكا. وأضاف أن لوف كان مسؤولا عن مهام معينة في الفريق وأنه قام بهذه المهام باستقلالية، سواء دار الحديث عن مهام تدريبية أو تحليلية. وقاد كلينسمان منتخب بلاده إلى احتلال المركز الثالث في المونديال الذي استضافته ألمانيا من 9 حزيران / يونيو الماضي إلى 9 تموز / يوليو الحالي وقدم عروضا رائعة وذلك بعد أن تعرض لانتقادات لاذعة في الصحف المحلية قبل انطلاقه. وكان المسؤولون الألمان وعلى رأسهم القيصر فرانس بكنباور والرأي العام المحلي طالبوا كلينسمان الذي يعيش في ولاية كاليفورنيا الأميركية أن يستمر في منصبه لكن الأخير طلب بعض الوقت للتفكير بذلك مع زوجته الأميركية.
قريبا .. أول مباراة دولية
يذكر أن المنتخب الألماني مدعو إلى مواجهة السويد وديا في 16 آب / أغسطس المقبل قبل أن يبدأ تصفيات كأس الأمم الأوروبية المؤهلة إلى النهائيات المقررة في سويسرا والنمسا عام 2008. وكان كلينسمان تسلم منصبه مدربا للمنتخب في آب / أغسطس عام 2004 خلفا لرودي فولر اثر الخروج المبكر من كأس أمم أوروبا في البرتغال لكنه تعرض لانتقادات لاذعة من الصحف الملحية خصوصا في المباريات التجريبية حيث مني المنتخب بخسائر فادحة في بعض الأحيان أبرزها ضد ايطاليا 1- 4 في آذار / مارس الماضي. كما سقط أمام منتخبات دون مستوى أمثال سلوفاكيا وتركيا. لكن كلينسمان نجح في قيادة منتخب بلاده إلى الدور نصف النهائي في المونديال الأخير بعد أن قدم عروضا هجومية رائعة كما أزاح من طريقه منتخب الأرجنتين الذي رشحه كثيرون لإحراز اللقب، ليكتسب احترام الجميع على حد سواء. ويملك كلينسمان خبرة احترافية كبيرة في الملاعب كمهاجم اكتسبها من لعبه مع فرق محلية مع شتوتغارت (1984-1987) وبايرن ميونيخ (1995-1997) وأخرى خارجية مع انتر ميلان وسمبدوريا الإيطاليين وموناكو الفرنسي وتوتنهام الإنكليزي، إلى جانب خبرته مع منتخب بلاده بخوضه 108 مباريات دولية توجها بلقبي بطولة أمم أوروبا عام 1996 في إنكلترا وكأس العالم عام 1990 في ايطاليا.