تأييد واسع لبقاء كلينسمان مدربا للمنتخب الألماني
٧ يوليو ٢٠٠٦
هل ستواصل تدريب المنتخب الألماني، يا سيد كلينسمان؟ هذا هو السؤال الأول الذي وجهه المعلق الرياضي في قناة التلفزيون الألمانية الثانية "زي دي إف" ميشائيل شتاينبرخر بعد دقائق من نهاية مباراة نصف النهائي بين ألمانيا وإيطاليا التي انتهت بهزيمة الألمان بنتيجة هدفين مقابل لا شيء. بالطبع، يحق لممثلي وسائل الإعلام توجيه هذه الأسئلة، فهم يعرفون أن الرأي العام ينتظر بفارغ الصبر الإجابة على استفسارات تتعلق بمستقبل الفريق ومدربه الشاب الذي أثار أسلوبه الكروي جدلا واسعا في الأوساط الرياضية الألمانية وقوبل في أحيان كثيرة بالاستهجان وعلامات الاستفهام، ولكننا لم نكن نتوقع أن يأتي هذا السؤال بهذه السرعة. أما يورغن كلينسمان نفسه، فإنه على ما يبدو انتظر توجيه هذا السؤال ورد عليه ردا ذكيا بالقول إن الحديث عن مستقبله وشخصه "ليس مهما أبدا." في المقابل، توجه كلينسمان بعد اللقاء الصحفي القصير إلى لاعبيه في محاولة منه لاستنهاض هممهم والتخفيف من أعباء الهزيمة القاسية التي لحقت بهم أمام "اسكوادرا أزورا" وخاطبهم بالقول أنه يجب عليهم أن يكونوا "فخورين بما حققوه في المونديال والتطلع إلى المستقبل."
ثورة شبابية
إننا لا نريد أن نكيل المديح للمدرب يورغن كلسنسمان، كما تفعل بعض الصحف الألمانية الصفراء، لكن نجاح المدرب في خلق فريق شاب استطاع أن يصل إلى نصف نهائي بطولة العالم 2006 مسألة لا يختلف عليها اثنان، فقد استطاع بعد تعيينه في تموز / يوليو عام 2004 خلفا لرودي فوللر إحداث "ثورة شبابية" في صفوف الـ "ناسونال مانشفت" مستبعدا لاعبين بارزين من أمثال كريستيان فورنس وديدي هيامان وفراناك باومان، ولكن أيضا حارس المرمى العريق أوليفر كان الذي شارك في المونديال كرقم 2 بعد ينس ليمان. في المقابل، ركز كلينسمان على تشكيلة شبابية تتراوح أعمارهم بين 20 و25 عاما. ومن أبرز هؤلاء النجوم الجدد هم لوكاس بودولسكي (21 عاما) وباستيان شفاينشتايغر (شفايني) (21 عاما) وديفيد أدونكور (22 عاما) وبيير ميرتيساكر (21 عاما) وكريستوف ميتسيلدر (25 عاما) ولكن أيضا نجم الفريق الألماني في مونديال هذا العام واللاعب الأساسي في فريق بايرن ميونيخ فيليب لام (22 عاما). وكان الجناح السريع أودونكور أبرز المفاجآت السارة واعتبره كلينسمان الورقة الرابحة، إذ أشركه في 4 مباريات، فيما لعب روبرت هوث (21 عاما) أساسيا أمام اكوادور، وبقي مايك هانكه (22 عاما) وتوماس هيتزلسبرغر (24 عاما) ومارسيل يانسن (20 عاما) من دون أي مشاركة حتى الخروج من الدور نصف النهائي.
وتأييد كبير في الرأي العام
أما الرأي العام الألماني، فإنه ينظر بعد النتائج الجيدة التي حققها منتخب بلاده في المونديال نظرة إيجابية إلى كلينسمان وأسلوبه الجديد في اللعب ويعتبر أن الفريق الألماني يسير على الطريق الصحيح. كما أنه ينظر بتفاؤل كبير لتحقيق نتائج طيبة في المستقبل القريب، وخصوصا أن غالبية لاعبيه من الشبان الموهوبين والمتحمسين لإبراز أفضل ما لديهم. صحيح أن بعض رموز المنتخب الألماني على عتبة العقد الثالث من العمر، أمثال ميروسلاف كلوزه وميشائيل بالاك، كما أن البعض الآخر تخطى الثلاثين من عمره على غرار بيرند شنايدر، إلا أن هذا الأمر لن يكون مشكلة بنظر عشاق الكرة الألمان بعدما وضع كلينسمان أسس جيل جديد يفترض أن يصل إلى قمة مستواه في الأعوام القليلة المقبلة. وفي هذا الصدد يقول رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم غيرهارد ماير- فورفيلدر إن هناك 7 لاعبين ضمن التشكيلة يمكنهم المشاركة مع منتخب الشباب، وينحصر هدفهم الآن في اكتساب الخبرة".
ومن جانبه يقول مدير المنتخب الألماني أوليفر بيرهوف إن غالبية اللاعبين الألمان "من العناصر الشابة التي شرعت حديثا في مسيرتهم الكروية ولديها الكثير لتقدمه في المستقبل، على غرار مرتيساكر الذي يتحمل مسؤولية كبيرة في خط الدفاع". في غضون ذلك كله، لا يمكن تجاهل أن الـ "الناسونال مانشفت" أمام مفترق حساس، إذ يبقى السير على خطى النجاح برأي الأوساط الكروية الألمانية متعلقا ببقاء المدرب كلينسمان في منصبه بعد انتهاء عقده نهاية الشهر الحالي وهذا الأمر أضحى مطالبة شعبية وضرورة كروية للنهوض من جديد بالكرة الألمانية التي أكدت مرة أخرى القدرة على تواجدها الدائم بين الكبار.