قمة الناتو تعد بدعم إضافي لأفغانستان وتعارض توسيع الحلف نحو الشرق
٣ أبريل ٢٠٠٨أعلن أمين عام حلف شمال الأطلسي دي هوب شيفر مساء أمس الخميس إن دولاً أعضاء في الحلف اقترحت خلال قمته الحالية في بوخارست زيادة كبيرة في عدد قواته العاملة في أفغانستان. غير أن شيفر لم يحدد في مؤتمر صحفي مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أسماء الدول التي قامت بذلك مكتفياً بالإشارة إلى أن فرنسا سترسل كتيبة إضافية قوامها 700 جندي إلى شرق البلاد. ونقلت انكيه هاغيدورن مراسلتنا في بوخارست إن زعماء الحلف اتفقوا مع كرزاي على تقديم مزيد من الدعم على أن يتم تنفيذ المزيد من المشاريع المدنية على حساب العمليات العسكرية في إطار ذلك. وقد رحبت المستشارة الألمانية بذلك على أساس أن مهمة الناتو في أفغانستان ليست عسكرية فقط، وإنما عبارة عن حزمة متكاملة على مختلف الأصعدة لضمان الأمن والاستقرار في البلاد.
تأجيل دعوة مقدونيا ومعارضة دخول جورجيا وأوكرانيا
على صعيد آخر اتفق زعماء حلف شمال الأطلسي/الناتو خلال قمتهم الحالية في بوخارست على دعوة ألبانيا وكرواتيا للانضمام إليه، في حين لم يتم الاتفاق على دعوة مقدونيا على خلفية نزاع بشأن اسمها مع اليونان. وأضحت وزيرة الخارجية اليونانية بأن عدم التوصل إلي حل للقضية الخاصة باسم مقدونيا يعني عدم توجيه دعوة إليها للانضمام إلى الحلف. وتخشى أثينا من ان استخدام اسم مقدونيا ربما ينطوي على خطط من قبل هذه الدولة للمطالبة بإقليم في شمال اليونان يحمل الاسم نفسه. وقد عبر الرئيس الأمريكي جورج بوش عن أسفه لعدم دعوة مقدونيا للانضمام إلى الحلف داعياً إلى حل الخلاف بشأن الاسم حتى الخريف القادم كي توجه الدعوة لها لدخول الناتو.
غير أن رغبة بوش لم تواجه فقط الرفض على صعيد مقدونيا، بل ايضاً على صعيد جورجيا وأوكرانيا. فقد عارضت قمة الحلف كذلك دعوة هاتين الدولتين للانضمام إليه في الوقت الحاضر. وجاء ذلك على ضوء معارضة ألمانيا وفرنسا لفكرة الانضمام هذه. في هذا السياق عبر كل من الرئيس الفرنسي ساركوزي والمستشارة الألمانية ميركل عن رغبتهما في عدم إثارة حساسية موسكو، لاسيما وان لها حدود مع كلا الدولتين، إضافة إلى أنهما كانتا من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة. ومن أجل خروج بوش بماء الوجه وعدم إحراجه اتفق زعماء الناتو على بيان رحبوا فيه برغبة أوكرانيا وجورجيا الانضمام إلى حلف الناتو. وجاء في البيان على لسان أمينه العام دي هوب شيفر إن دول الحلف اتفقت على ضم الدولتين إلى عضوية الناتو من حيث المبدأ، غير أن هذه الاتفاق غير ملزم حسب دبلوماسيين مشاركين في القمة.
توضيح ألماني وانتقاد روسي
من جهتها أوضحت المستشارة الألمانية ميركل بان معارضتها لانضمام جورجيا وأوكرانيا ليست بناء على أخذ ردود فعل روسية معينة بعين الاعتبار. " هناك اتفاق بين أعضاء الحلف على أنه ليس من حق دولة مثل روسيا تحديد من يحق له دخول الحلف"، قالت ميركل. على الصعيد الروسي عبر مسؤولون عن ارتياحهم من عدم توجيه الدعوة إلى جورجيا وأوكرانيا مع أنهم ابدوا انزعاجهم من عدم إغلاق باب انضمامهما للحلف في المستقبل. وكان في مقدمة المنتقدين نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر جروشكوف الذي قال: "إن قبول الدولتين في عضوية الحلف سيكون خطأ استراتيجياً، وسيكون له تبعات خطيرة على أوروبا."
وسيشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم غد الجمعة في المشاورات التي يعقدها زعماء الناتو في العاصمة الرومانية بوخارست. ويرى المراقبون أن موقف القمة من عضوية جورجيا وأوكرانيا سيساعد على تلطيف أجواء اللقاءات التي سيشارك فيها بوتين.