قلق دولي من التصعيد ودمشق تقول إن قصف إسرائيل يفتح على"جميع الاحتمالات"
٥ مايو ٢٠١٣اعتبرت دمشق اليوم الأحد (5 مايو/ أيار) أن القصف الجوي الإسرائيلي الذي طال ثلاثة مواقع عسكرية في شمال غرب دمشق فجر الأحد، دليل على "التنسيق" بين إسرائيل والمقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد، وحتى مع عناصر "جبهة النصرة" التي بايعت تنظيم القاعدة.
وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي اليوم الاحد إن الهجوم الجوي الاسرائيلي على ثلاثة أهداف في ريف دمشق "يفتح الباب واسعا أمام جميع الاحتمالات". وجاءت تصريحات الوزير في مؤتمر صحفي عقب اجتماع طارئ لمجلس الوزراء للرد على ما وصفه مصدر غربي بهجمات جديدة على صواريخ ايرانية في طريقها الى جماعة حزب الله اللبنانية.
ورغم ان الزعبي لم يشر إلى تحرك ملموس إلا أنه قال ان من واجب دمشق حماية البلاد من أي هجوم داخلي أو خارجي باستخدام كافة الوسائل. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن بيان لمجلس الوزراء قوله "إن هذا العدوان يفتح الباب واسعا أمام جميع الاحتمالات ويظهر ترابطا عضويا بين المجموعات الإرهابية التكفيرية والعدو الإسرائيلي."
وقالت وزارة الخارجية السورية في رسالتين بعثت بهما الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الأمن أن الهدف من الهجوم هو "تقديم دعم عسكري مباشر للمجموعات الإرهابية بعد فشل محاولاتها مؤخرا في تحقيق سيطرة على الأرض، الأمر الذي لا يدع مجالا للشك في أن إسرائيل هي المستفيد المحرك والمنفذ في بعض الأحيان لما تشهده سوريا من أعمال إرهابية".
ويستخدم نظام الرئيس بشار الاسد عبارة "المجموعات الإرهابية" للإشارة الى مجموعات المقاتلين المعارضين التي تواجه القوات النظامية على الارض في النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.
ومن جهته اكد مسؤول اسرائيلي كبير لفرانس برس الاحد ان اسرائيل شنت غارتين جويتين في ظرف 48 على سوريا قال انهما استهدفتا اسلحة كانت مخصصة لحزب الله اللبناني. وبذلك ترتفع الى ثلاث الغارات الجوية التي شنتها اسرائيل على سوريا منذ نهاية كانون الثاني/يناير.
وشددت الخارجية السورية على "بطلان المزاعم التي أطلقتها إسرائيل في الآونة الأخيرة لتبرير أعمالها العدوانية بذريعة نقل اسلحة الى خارج الحدود". وأكدت وزارة الخارجية ان الطيران الإسرائيلي قصف ثلاثة مواقع عسكرية شمال غرب دمشق باستخدام صواريخ جو-ارض، بدون تحديد ما اذا كانت الطائرات خرقت المجال الجوي السوري. في غضون ذلك، اعتبر فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السورية أن الاعتداء الإسرائيلي بمثابة "إعلان حرب" من قبل إسرائيل.
ردود فعل دولية واسعة
وتسارعت ردود الفعل الاقليمية والدولية على حادث القصف، فقد عبر الامين العام للامم المتحدة بان غي مون اليوم الاحد عن القلق البالغ بخصوص أنباء وقوع هجمات اسرائيلية على اهداف في سوريا لكنه قال انه لا يمكن للامم المتحدة التأكد من وقوع الهجمات. وقال مكتب الامين العام الصحفي في بيان "يعبر الامين العام عن قلقه البالغ بخصوص أنباء قيام سلاح الجو الاسرائيلي بهجمات جوية في سوريا."
واضاف بيان بان غي مون "الامم المتحدة ليس لديها في الوقت الراهن تفاصيل بشأن الحوادث التي تردد وقوعها كما ان الامم المتحدة ليست في وضع يسمح لها بأن تتحقق بشكل مستقل مما حدث." وتابع البيان ان الامين العام "يدعو كل الاطراف الى ممارسة الحد الاقصى من الهدوء وضبط النفس والتصرف بشعور بالمسؤولية لمنع تصاعد الصراع وهو بالفعل صراع مدمر وبالغ الخطورة."
ومن جهته قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاحد ان الغارات الجوية التي يبدو ان اسرائيل شنتها على سوريا تظهر ان السلام في المنطقة باكملها مهدد ويظهر ضرورة رفع الحظر على ارسال الاسلحة إلى المسلحين السوريين.
ودانت مصر ما وصفته بـ"العدوان الإسرائيلي"، معتبرة انه "انتهاك للمبادئ والقوانين الدولية" فيما دعت الجامعة العربية مجلس الأمن إلى "تحرك فوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية". وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية ان "مصر تدين العدوان الاسرائيلي على سوريا" وتعتبره "انتهاكا للمبادئ والقوانين الدولية ومن شأنه ان يزيد الوضع تعقيدا فضلا عن تهديده الامن والاستقرار في المنطقة".
واضاف البيان "إن مصر برغم معارضتها الشديدة لما يجري في سوريا من سفك للدماء واستخدام لأسلحة الجيش السوري ضد أبنائه، وسعيها لإيجاد مخرج سلمي للأزمة السورية، إلا أنها في الوقت ذاته ترفض الاعتداء على سوريا أو المساس بسيادتها واستغلال أزمتها الداخلية تحت أية ذريعة كانت".
ودعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اليوم الأحد مجلس الأمن الدولي إلى "التحرك الفوري من اجل وقف الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا". ودان العربي في تصريح صحفي "عمليات القصف الاسرائيلية للأراضي السورية"، محذرا من "التداعيات الخطيرة الناجمة عن تلك الاعتداءات العسكرية الاسرائيلية". وطالب "مجلس الأمن بالتحرك الفوري من أجل وقفها ومنع تكرارها".
كما دعت ايران دول المنطقة إلى الاتحاد ضد اسرائيل بعد الهجوم على سوريا، وقالت إنها مستعدة لتدريب الجيش النظامي السوري. وذكر مصدر استخباراتي غربي أن إسرائيل نفذت ثاني ضربة جوية لها خلال أيام على سوريا في وقت مبكر من صباح اليوم مستهدفة صواريخ أرسلتها إيران إلى حزب الله اللبناني.
وقالت قناة برس تي.في الإيرانية الناطقة بالانجليزية إن طهران نفت اليوم أن الهجوم كان يستهدف "صواريخها المتجهة لمقاتلي المقاومة التابعين لحزب الله في لبنان." وقال قائد القوات البرية بالجيش الإيراني احمد رضا بورداستان اليوم إن إيران مستعدة لدعم حليفتها.
م. أ. م/ م.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)