قطاع غزة: حقائق وأرقام
في ضوء خطة رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون التي اقرتها الحكومة والبرلمان في الدولة العبرية وندد بها المستوطنون، ينسحب الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتبارا من 17 اب/اغسطس من القطاع الذي احتلته إسرائيل في حرب حزيران/يونيو عام 1967. ويقع القطاع جنوب غرب إسرائيل على الحدود مع مصر. وهو شريط ساحلي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا، طوله 45 كلم وعرضه يتراوح بين ستة وعشرة كيلومترات ليس فيه اي موارد طبيعية او صناعة تقريبا ويعاني من شح كبير في المياه.
وفي القطاع ثمانية الاف مستوطن يهودي يعيشون داخل 21 مستوطنة تقع معظمها في مجمع غوش قطيف جنوب غزة. ويعتبر قرابة 900 الف من سكان قطاع غزة لاجئين أو أحفادا للاجئين استقروا هناك بعد أن فروا من موطنهم في فلسطين عام 1948. واستنادا الى الأرقام الفلسطينية الرسمية فان نصف سكان قطاع غزة يعيشون تحت عتبة الفقر و45% ممن هم في سن العمل يعانون من البطالة. وزاد من سوء الأوضاع المتدهورة أصلا الإغلاق الذي فرضته الدولة العبرية على القطاع منذ اندلاع الانتفاضة نهاية ايلول/سبتمبر 2000 والذي حد من تنقل السكان داخل القطاع. كما منعهم من مغادرته خصوصا الى إسرائيل حيث كانت اعداد كبيرة منهم تعمل هناك قبل الانتفاضة.
تاريخ من التبعية
حتى عام 1917 كان القطاع يشكل جزءا من السلطنة العثمانية ثم جزءا من فلسطين تحت الانتداب البريطاني حتى 1948. لكنه وضع تحت الإدارة المصرية بعد الحرب العربية الاسرائيلية الاولى 1948-1949. احتله الجيش الإسرائيلي بعد العدوان الثلاثي في 1956. وفي 1957 انسحبت اسرائيل من قطاع غزة قبل ان تعود لاحتلاله مجددا في 1967 بعد حرب حزيران/يونيو. بعد اتفاق واي بلانتيشن (1998) سمحت اسرائيل في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 1998 بفتح مطار في رفح جنوب القطاع عرف باسم المطار الدولي الفلسطيني. لكن إسرائيل عادت فأغلقت المطار بعد الانتفاضة وقامت الجرافات الإسرائيلية بحفر مدرجاته وألحقت به أضرارا كبيرة على غرار القسم الأكبر من البنى التحتية الفلسطينية.
وقد تسلمت السلطة الفلسطينة الإشراف على القطاع اعتبارا من 1994 باسطة سيادتها على 67% من مساحته بينما سيطر المستوطنون على ما تبقى من الارض في مستوطناتهم الاحدى والعشرين التي تعيش وسط حراسة مشددة من قوات الجيش الاسرائيلي. وبعد الانتفاضة عام 2000 شدد الجيش الاسرائيلي من قبضته وضاعف عملياته في غزة فاعاد احتلال العديد من المناطق الكاملة ولفترات طويلة وهدم او نسف اكثر من الف منزل للفلسطينيين. وأفادت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية اليوم الاحد ان 268 اسرائيليا قتلوا في قطاع غزة في هجمات مسلحة فلسطينية منذ احتلال القطاع في حزيران/يونيو 1967. واوضحت الصحيفة ان 193 من القتلى كانوا من العسكر و75 من المدنيين بدون توضيح نسبة المستوطنين بينهم.
أحلام المستقبل
ورغم الأوضاع الخانقة وقلة الموارد في القطاع يرى جيمس ولفنسون الموفد الخاص للجنة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) المكلف الاشراف على المساعدة الدولية لقطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي، يرى أن بالإمكان تحويل الانسحاب الاسرائيلي إلى نجاح إقتصادي شريطة أن يتصل القطاع بالضفة الغربية لان هذه المنطقة تمثل اكثر من 70% من الاراضي الفلسطينية وهي سوق ضخمة تضم 2,2 مليون مستهلك، ويقول "يجب ان يصبح قطاع غزة منطقة يمكن الدخول اليها والخروج منها وممارسة التجارة فيها باكبر قدر ممكن من الحرية في ظل احترام ضرورات اسرائيل الامنية. اعتقد ان ثمة منذ الان اتفاقا مبدئيا بين اسرائيل والفلسطينيين على وجوب الا يتحول قطاع غزة الى سجن. علينا ان نجد توازنا ما بين الاقتصاد والامن".
ويرى بعض المحللين أن مجموعة الثماني على استعداد لزيادة مساعداتها لغزة بشكل كبير بعد ان قام الفلسطينيون بكل ما يتوجب على اي دولة القيام به. وينتظر أن تمنح هذه المساعدات بعد قليل على الانسحاب، ما سيسمح بتغطية الحاجات على صعيدي الاستثمارات والتوظيف لبضعة اشهر قبل ان يقدم الفلسطينيون خطة لفترة 2006 الى 2008. ويضيف ولفنسون ان قطاع غزة مكان جميل جدا يمكن ان يتحول الى فردوس للتنمية وتحديدا للسياحة مع الافادة من الغاز الطبيعي الذي تم اكتشافه في البحر الابيض المتوسط.
المصدر: دويتشه فيله+وكالات